تشهد معيشة الشعب مع مرور الزمن تغيرا جذريا. ولم يعد الناس يشعرون بالسعادة كالماضي لأنهم يعيشون "عيد الربيع" بشكل يومي حيث ظلت الأطعمة والأزياء متوفرة لديهم في أي وقت. وأصبح عيد الربيع مؤشرا لقياس مستوى المعيشة الذي شهد تغيرات كبيرة خلال 30 عاما مضت ويمكن للصينيين رؤية قوة الوطن ورفاهية الحياة من خلال التغيرات التي طرأت على أجواء عيد الربيع.

بعد دخول القرن الـ21، تشهد الحياة المادية تحسنا هائلا، حيث تتوفر البضائع في الأسواق بمناسبة العيد، ويمكن للزبائن شراء مختلف الأنواع من الفواكه والخضروات من الأسواق كما تشهد المطاعم ازدهارا كبيرا عندما يحل العيد.

وقالت "لي ليلي" البالغة من العمر 37 سنة وهي مديرة بأحد المطاعم إن مطعمها بدأ تقديم خدمة الحجز المسبق لعشية رأس السنة الجديدة منذ عام 2008، واعتبارا من اليوم الثاني من الشهر الثاني عشر حسب التقويم الصيني التقليدي يتم حجز جميع الموائد خلال نصف شهر وما زال هناك الكثير من العائلات التي لم تتمكن من الحصول على مائدة. وفي الوقت الحاضر لم يعد الكثير من العائلات يتناول الطعام عشية رأس السنة الجديدة في المنزل بل يتجه إلى المطاعم لأن الناس ترغب في الاستمتاع بالراحة والفرح مع أفراد العائلة بعد العمل المتعب طوال العام. ومع تحسن مستوى المعيشة، يفضل بعض الناس قضاء العيد خارج البيت للتمتع بجو وبيئة جديدة.

ومع تسارع وتيرة الحياة، تواجه الناس المعاصرون صغوط العمل المتزايدة ولذا يختار الكثير من العائلات السفر والسياحة خلال عطلة عيد الربيع وأصبحت السياحة طريقة جديدة للاحتفال بعيد الربيع، وتشهد إقبالا كبيرا لدى سكان المدن.

وقال دونغ تاو مدير مكتب "القرن الجديد" للسياحة والسفر إن عدد العائلات التي تسافر للسياحة في عيد الربيع يشهد زيادة كبيرة، مضيفا أن الكثير من الناس يسافرون مع والديهم إلى مقاطعة هاينان خلال عطلة عيد الربيع وذلك بهدف إداء واجب بر الوالدين ويساعدهم ذلك على التخلص من تعب العمل. وأكد دونغ أنه بدا مشغولا جدا منذ اليوم الأخير من السنة القديمة وقد قضى ليلة رأس السنة الجديدة خارج البيت لمدة خمس سنوات متتالية. وأشار إلى أن مدينة سانيا وهونغ كونغ وماكاو هي أكثر وجهات سياحية تفضيلا لدى زبائنه.

ويقول البعض إن جو عيد الربيع يتلاشي بشكل تدريجي لأن التقاليد تتلاشى، ولكن الطرق الجديدة للاحتفال بالعيد ستتضفي جمالا مميزا على هذا العيد العريق.