مشروع الطيران الفضائي المأهول الصيني اقتصادي ومناسب (خاص)
3 نوفمبر 2011 / شبكة الصين / مع نجاح الصين في إطلاق سفينة الفضاء شنتشو-8 في الأيام الأخيرة، فقد أصبحت أسئلة "كم أنفقت الصين على مشروع الطيران الفضائي المأهول" و "ماذا ستستفيد البلاد منه" تلفت انتباه الجمهور الصيني، وأثارت جدلا كثيرا وسطهم حول "تُرى هل الإنفاق الصيني على المشروع مناسب مقارنة بما الفائدة منه ؟". ويجيب على هذه التساؤلات عدد من الخبراء الصينيين بقولهم إن هذا المشروع اقتصادي ومناسب مع التنمية الصينية الاجتماعية والاقتصادية وسيعود إلى الصين بخيرات كثيرة.
الحجم الحالي للمشروع مناسب مع نمو الصين الاقتصادي والاجتماعي:
أفادت مصادر مطلعة أن الصين قد قطعت أشواطا بعيدة في مسيرة تطوير مشروع الطيران الفضائي المأهول منذ انطلاقه في عام 1992. وقد أنفقت حوالي 35 مليار يوان (حوالي 5 مليارات و540 مليون دولار أمريكي) لتطويره في السنوات العشرين الماضية. وأثبتت الأرقام الصادرة من مكتب مشروع الطيران الفضائي المأهول أن إجمالي الإنفاق على المشروع في الفترة ما بين بدئه وإطلاق المركبة الفضائية "شنتشو- 6" في عام 2005، والتي اُعتبرت أول خطوة في المشروع، قد وصل إلى 20 مليار يوان (حوالي 3 مليارات و160 مليون دولار أمريكي). ولم يتجاوز الإنفاق على ما بعد انجاز الخطوة الثانية من المشروع في عام 2005 لم يتجاوز 15 مليار يوان (حوالي مليارين و380 مليون دولار أمريكي) فقط.
وكشف كبير مصممي مشروع الصيني للطيران تشو جيان بينغ في حديثه لأحدي وكالات الأنباء الصينية عن أن حجم الإنفاق الصيني على مشروع الطيران الفضائي المأهول خلال السنوات العشرين الماضية لم يتجاوز ما أنفقته الولايات المتحدة في هذا المجال خلال سنة واحدة. وقال إن وكالة الطيران والفضاء الأمريكية دأبت على تخصيص ميزانية تبلغ حوالي 17 إلي 18 مليار دولار أمريكي كل سنة لتطوير مشروع الطيران الفضائي، كما أن روسيا زادت إنفاقها في هذا المجال، وحافظت أوربا واليابان على نمو مستقر لحجم إنفاقها في هذا المجال. وأضاف أن الصين بالفعل قد شهدت تطورا سريعا في مجال الطيران والفضاء، بالمقارنة مع صغر حجم المشروع وبطء تقدمه في السنوات الماضية. إلا أنها قد أصبحت حاليا ثاني اقتصاد عالمي، فطبيعي أن يتماشى الطيران والفضاء مع نمو اقتصادها، إذا اتخذناهما نظاما صناعيا مهما لا يستغنى عنها الاقتصاد الصيني."
"تحقيق كفاءة عالية بتكلفة قليلة" تعد قاعدة مهمة في تطوير المشروع :
ظل المهندسون الصينيون يتمسكون على الدوام خلال تطوير مشروع الطيران الفضائي المأهول الصيني بقاعدة "تحقيق كفاءة عالية بتكلفة قليلة"، كما اعتبروها قاعدة مهمة في تطوير المشروع. وأوضح أحد مهندسي المشروع في حديثه لوكالة أنباء صينية أن سفينة الفضاء شنتشو-8 تمتاز بعدة وظائف، وعلى سبيل المثال، فإن الوحدة الفضائية المدارية لها تجمع بين وظائف وحدة معيشة الرواد وكبسولة التجارب، ويمكنها أن تواصل عملها على المدار بعد عودة السفينة إلى الأرض، لتجري التجارب العلمية لاستكشاف الفضاء والاختبارات التقنية، وهي مختلفة عن الوحدات الغربية التي تُركت كقمامة في الفضاء بعد عودة السفينة إلى الأرض. وبالإضافة إلى ذلك، فإن "تيانقونغ -1" ليس منصة لاختبار تقنيات الصين في الالتحام، بل هو مختبر فضائي يمكن أن تجرى فيه تجارب مختلفة خلال دورانه في الفضاء.
وأعرب كبير مصممي مشروع الصيني للطيران الفضائي المأهول تشو جيان بينغ عن أن "الفعالية والاقتصاد" هما صفتان متميزتان للمشروع الصيني للطيران الفضائي المأهول.
مشروع الطيران الفضائي المأهول يحقق للصين إيرادات اقتصادية عالية:
نجحت الصين عام 1984 في اطلاق أول قمر صناعي تجريبي للاتصالات. وأصبحت حاليا الأقمار الصناعية للاتصالات تفيد حياتنا اليومية بتطور التلفزيون والإذاعات والمحادثات الهاتفية البعيدة المسافة والتعليم عبر التلفزيون وغيرها من القطاعات. ويتمتع كل مواطن صيني بما توفره الأقمار الصيناعية من تسهيلات وخيرات. وأشار العلماء أن الصين لم تشهد خدمات تجارية لإطلاق الصواريخ الناقلة، وتطورا سريعا في مجالات محطات توليد الكهرباء بالطاقة النووية والاستشعار عن البعد والإلكترونيات الدقيقة وغيرها من المجالات.
ومن المتوقع أن يدفع تطوير مشروع الطيران الفضائي المأهول الصيني الأبحاث العلمية في عدة مجالات، ويحرك عجلة تطور القطاعات المعنية.
وربما لا يظهر النجاح في مناورات الالتحام فورا دوره في تفعيل نمو الاقتصاد الصيني الكلي، إلا أن الخبراء يثقون في أن الغزو البشري للفضاء لا مفر منه وسيحدث تغيرا كبيرا في أسلوب الحياة وتقدما سريعا للاقتصاد ونوعية الحياة.