معاهد كونفوشيوس تعزز "خروج الثقافة الصينية" إلي العالم (خاص)

21 أكتوبر 2011 /شبكة الصين/ لم تكن الصين واعية مبكرا بتعزيز "خروج ثقافتها" إلي العالم مقارنة مع ألمانيا واسبانيا، ولكن تقدمها في هذا الجانب كان سريعا. وخلال سبع سنوات منذ تأسيس أول معهد كونفوشيوس في عام 2004، فقد أنشئت أكثر من 300 معهد كونفوشيوس و400 من فصول كونفوشيوس في أكثر من 104 دولة ومنطقة، وبالإضافة إلى ذلك، فقد قدمت أكثر من 260 مؤسسة ووحدة من 50 دولة طلبا لتأسيس معهد أو فصل فيها.

وبفضل أشكال التعليم المرنة والمتنوعة التي تتبناها معاهد وفصول كونفوشيوس، راجت دراسة اللغة الصينية في العالم، حيث لم تدرس اللغة الصينية في المدارس والجامعات والمجتمعات والمؤسسات التجارية فحسب، بل روجت الثقافة الصينية. وفي عام 2010، خصصت معاهد وفصول كونفوشيوس أكثر من 18000 درس لتعليم اللغة الصينية على مختلف المستويات، وبلغ عدد المسجلين لدراسة اللغة الصينية 500 ألف شخص، ونظمت أكثر من 8000 نشاط شارك فيها ما يفوق 5 ملايين من الأشخاص، لذلك لعبت معاهد كونفوشيوس دورا ملموسا في رواج حب اللغة الصينية.

وقال تشاو تشي تشنغ عضو المجلس الاستشاري السياسي الصيني إن تأثير الثقافة الصينية على العالم لا يزال بعيدا عن مضامينها الأصلية، وتتمثل الانطباعات لمعظم الناس في العالم عن الثقافة الصينية في سور الصين العظيم والبندا العملاق ورياضة الكونغ فو فقط، وأضاف تشاو في كلمة ألقاها في اجتماع بشأن موضوع "تعميق اصلاح الهياكل الثقافية لتحقيق تنمية وازدهار قطاع الثقافة " أقيم في نهاية أغسطس الماضي، أضاف أن معاهد كونفوشيوس هي نموذج لـ"خروج الثقافة الصينية" إلي العالم ويشكل حضانة لتطوير الثقافة الصينية ويقدم إسهاما مهما في دفع التبادلات الثقافية والتعليمية بين الصين والدول الأخرى وفتح قنوات جديدة للدبلوماسية العامة في الصين وارتفاع قوتها الناعمة.

وذكرت شيوى لين، مدير عام هانبان (مكتب المجلس الدولى للغة الصينية) أن معاهد كونفوشيوس تمثل موائد صينية مستديرة توضع في الدول الأخرى لتبادل وجهات النظر المختلفة حتى يعرف الأجانب مزيدا عن تفكير الشعب الصيني.

وبالنسبة إلى الصين، عززت معاهد كونفوشيوس ثقة الشعب الصيني في ثقافته، وبدأت رئاسة معاهد كونفوشيوس تنفذ "خطط دولية لأداء مطربين شباب أغاني صينية" وإطلاق فعاليات نشاط بعنوان "جولة معاهد كونفوشيوس الموسيقية في العالم"، لجعل مطربين أجانب يغنون الأوبرا الصينية وفي الوقت نفسه تدخل فنونهم إلى الصين ويجرون مزيدا من نشاطات التبادل الثقافي باعتبار معاهد كونفوشيوس منصة لها.

واعترفت شيو لين بأن إنشاء معاهد كونفوشيوس لا يزال في مرحلة استكشافية وليس له نموذج متكامل وسليم وناضج وقابل للاستنساخ، وهناك كثير من الأسئلة في حاجة إلى إجابات، مثلا، كيف يربط بين تعليم اللغة الصينية ونشر الثقافة الصينية في الخارج بشكل فعال؟ وكيف تُعزز جاذبية الثقافة الصينية على الرغم من وجود اختلافات ثقافية بين الصين والشعوب الأخرى بأسلوب يقبله الأجانب على نطاق واسع وغيرها من الأسئلة.