الصفحة الأولى | اطبع | أرسل لصديق | أضف إلى المفضلة | اتصل بنا | حجم الخط    أ أ أ

فنغ جي تساي: إقامة نظام استراتيجي ثقافي هرمي (صورة)


الكاتب الصيني /فنغ جي تساي/ أديب وفنان مشهور، ظل يعمل في حقل إنقاذ الفنون الشعبية. ويتولى أيضا منصب نائب رئيس اللجنة المركزية للجمعية الصينية لتنمية الديمقراطية، وعضو اللجنة الدائمة للمؤتمر الاستشاري السياسي للشعب الصيني. وقد تركت أعمال حماية وإنقاذ التراث الثقافي الشعبي الصيني التي كرس جهوده لها في السنوات الأخيرة تأثيرا واسعا على الصينيين داخل الصين وخارجها.

 

ثقافة الأمة تحتاج لدعم معنوي

حول الثقافة الصينية قال فنغ جي تساي : "أهم قيمة للثقافة هي تعدديتها ، وأكبر ميزة للثقافة الصينية هي ابداع ثقافة مزدهرة. الصين أمة ذات قوميات كثيرة وثقافات متنوعة. ومن الناحية الجغرافية، فأنواع الثقافات التي تشكلت في فترة الربيع والخريف والدويلات المتحاربة (770-221 ق.م)، مثل ثقافة تشو وثقافة تشيلو وثقافة يانتشاو وثقافة وويويه، لا تزال حية حتى أيامنا الحالية. وتوجد في الصين 56 قومية، لكل منها شكل حياة وعادات وتقاليد متميزة. وقد بلغ عدد أنواع التراث الثقافي غير المادي الصيني التي تم تقييمها أكثر من 1200 نوع. امتلكنا في الماضي هذا العدد الضخم من الثقافات الباهرة، لكنها انقرضت كمية كبيرة منها في حياتنا الحديثة، لذلك لابد أن نتخذ إجراءات لحمايتها."

ويرى فنغ جي تساي أن التراث الثقافي نوع من الأوعية يحمل ويحتوي التقاليد الروحية للأمة. والتقاليد ليست قديمة وتاريخية، بل طبيعة روح أمة، ومعايير أخلاقية وعادات لرؤية جمالها وهدف لمسعاها النهائي. التقاليد هي ركيزة تفرد قومية ما، وإرث روح الأمة. إذا اختفى الوعاء الثقافي، فلا يوجد مكان لتعيش الروح فيه. مثلا، عيد الربيع يحتوي عدة موضوعات: الوئام، والغنى، وجمع الشمل، والسعادة، إذا لم نحتفل بعيد الربيع، فسوف يختفي سعي الأمة الصينية إلى جمع الشمل ومفاهيم الأسرة والعلاقة العائلية والحياة المنسجمة والتحلي بالقيم المثالية وغيرها من الأساليب الخاصة تدريجيا. وإذا اختفت هذه الأشياء، اختفى الشكل الروحي القومي.

ابتداء من عام 2004 بدأ فنغ جي تساي يدعو إلى إقامة "يوم التراث الثقافي الصيني" من خلال تقديم مقترحات. وقال فنغ جي تساي: "تعني إقامة يوم التراث الثقافي" تعزيز شعور كل أبناء الشعب بثقافتهم. بدأت فرنسا الاحتفال بيوم التراث الثقافي، وأقامت حتى الآن أكثر من 20 دولة يوما لتراثها الثقافي. وقد حددت حكومة الصين أن يكون يوم السبت الثاني من يونيو كل عام يوما للتراث الثقافي الصيني ابتداء من عام 2006.

 

إقامة نظام استراتيجي ثقافي هرمي

قدم فنغ جي تساي اقتراحا للمؤتمر الاستشاري السياسي للشعب الصيني حول إقامة نظام استراتيجي ثقافي على شكل هرم. ويقول إن ثقافة أي قومية أو أمة يجب أن تكون على شكل هرم مكون من قمة ومنطقة وسطي وقاعدة. وعادة تكون القمة هي الأهم في كل مكان. ومن الضروري جعل الناس يرون ارتفاع الثقافة العصري، ورمز هذا الارتفاع هو الأعمال المهمة لكبار الأدباء والفنانين والنخبة الأكاديمية. ومن الضروري أيضاً تهيئة بيئة، لإعداد دفعة كبيرة من الرواد. لذلك على الحكومة أن تهيئ ظروفاً عامة تحترم الثقافة والتقاليد.

هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى يجب إظهار دور أوساط النقد. ومن الضروري تطوير دور التعليق والنقد الأدبي والفني. لأنه في ظل اقتصاد السوق، يكون الفن أيضا عرضة للإغراء، لذلك نحتاج إلى آلية ضبط، وهي النقد الأدبي والفني. في التاريخ الغربي، وفي كل فترة تزدهر الثقافة فيها، كانت تظهر دفعة من النقاد الممتازين. لذلك يرى فنغ جي تساي وجوب قيادة الثقافة حسب النظام الثقافي.

 

شبكة الصين / 14 ابريل 2009 /





تعليق
مجموع التعليقات : 0
مجهول الاسم :