حسناوات أسطوريات من إبداع هوا سان تشوان
ولد الفنان هوا سان تشوان عام 1930 في أسرة فقيرة في شانغهاي. وفي عام 1938 مر على محل للوحات الرسم في منطقة تشينغهوانغمياو التجارية وكان تلميذا في المدرسة الابتدائية فانبهر بصور الجبال والمياه والشخصيات والزهور والطيور النابضة بالحياة على أوراق الرسم متعجبا من السحر غير العادي للريشة العادية. وفيما بعد بدأت مواهبه الفنية تتفتح مما أكسبه لقب "الطفل العبقري". اشتغل برسم إله الباب ورب الموقد ثم انضم إلى مسرح لدراسة رسوم المشاهد حيث كان من المفترض أن يقوم التلاميذ بعمل الأشغال المنزلية البسيطة من أجل الأساتذة قبل كل شيء ثم قد يتسنى لهم استراق فن الأساتذة أثناء معاونتهم لهم أو في وقت الفراغ.
اشتغل هوا بعد الانتصار في حرب التحرير بإبداع الصور المسلسلة وانتقل عام 1960 إلى دار نشر النشء في شانغهاي. بذل هوا جهودا مضنية وزود القراء بنحو مائة عمل من الصور المسلسلة إضافة إلى كمية كبيرة من الصور الإيضاحية والصور المنفصلة، فاستهلك رزما من أوراق الرسم في إبداعاته. ونذكر من أعماله في الصور المسلسلة "قصص محطة المواصلات" (حائزة على الجائزة الثانية في الدورة الأولى من المسابقة الوطنية للصور المسلسلة) و"الفتاة العجوز" (حائزة على الجائزة الأولى من المسابقة الوطنية للصور المسلسلة) و"الحرس الشباب" و"البطل وانغ شياوخه" و"البطلة ليو هو لان".
بدأ هوا يهتم بالرسوم المسرحية منذ أوائل الخمسينات واكتسب فهما عميقا لدور "الفتاة العجوز" مما سهل إبداعه لصورة هذا الدور وبذلك نال عمله"الفتاة العجوز" من الصور المسلسلة تقديرا عاليا على المستويين المحلي والدولي بعد إنجازه في الستينات من القرن الماضي. انبهر المشاهدون بقدرة هوا على التشكيل إذ ضخ حيوية زاخرة في هيئات الإنسان والتفاصيل المنظورية الدقيقة في عمله المذكور أعلاه. وفضلا عن ذلك أبدع هوا نحو 40 لوحة حريرية من الرسوم المدققة الملونة ونشرها ككتب للأطفال كبيرة الحجم. وما حدث لاحقا هو أن هذه الأعمال لقيت إقبالا شديدا حتى اقتدى بها عدد كبير من هواة الفنون الجميلة.
وفي بداية التسعينات قامت شركة الكتب الفنية في تايوان بوضع 90 لوحة من رسوم الحسناوات أبدعها هوا على لوائح التقويم المعلقة ثم نشرتها في مجلدين يسمى أحدهما "مظاهر الجمال" والآخر "الماكياج الثقيل والخفيف". وقالت مجلة "الفنان" التايوانية معلقة: تتمحور معظم أعمال هوا للشخصيات حول الحسناوات المذكورات في الكتب التاريخية والقصص والأساطير الشعبية. فما إن ذكرت للناس أعمال هوا حتى خطرت بأذهانهم صور الحسناوات الهادئات. وقد أثرت مكتسبات هوا الفنية في ثلاثة أجيال من الفنانين الصينيين بشكل مباشر كما نالت أعماله حظوة راسخة عند هواة اقتناء الأعمال الفنية في أنحاء العالم. وقد خصص الكتاب السنوي للشخصيات الصينية الصادر عام 1992 تعريفا مفصلا بالفنان هوا ومنجزاته الفنية.
أحدثت أعمال هوا آثارا بعيدة المدى وتأصلت في أعماق الأوساط الشعبية ذلك لأنها إبداعاته اختارت موضوعات تلقى إعجاب الجماهير وتحفل بألوان الثقافة الشعبية. وفي الواقع يمكن اعتبار تجاربه الفنية نمطا فنيا يعجب الخاصة والعامة في آن واحد. ومن زاوية فنية بحتة يمكن القول إن الفنان هوا شق طريقا لرسوم الحسناوات حيث تتسم صور الحسناوات بريشته بالهدوء والبساطة على النقيض من الأسلوب التقليدي المسهب في الأناقة والبهاء.
شبكة الصين
|