عيد تشنغ تشيو في اليوم الخامس عشر من الشهر الثامن حسب التقويم الزراعي الصيني (في أكتوبر دائما). تاريخ هذا العيد عريق. كان الأباطرة الصينيون في العصور القديمة يقدمون احترامهم للشمس في الربيع وللقمر في الخريف. يوجد تسجيل عن "تشونغ تشيو" في التسجيلات التاريخية لعهد اسرة تشو (نحو القرن الـ11 إلى 256 ق.م). ثم قلد الأرستقراطيون والمثقفون الأباطرة في التمتع بجمال البدر والتعبير عن احترامهم له ومشاعرهم الخاصة مواجهين البدر في هذا اليوم، بعد أن انتشرت هذه العادة إلى أبناء الشعب تشكلت بعض النشاطات التقليدية، واصبح عيد تشونغ تشيو عيدا ثابتا في عهد أسرة تانغ (618-907)، واصبح أكثر مهابة في عهد أسرة سونغ (960-1279)، ثم أصبح أحد الأعياد الرئيسية الصينية في عهد أسرتي مينغ وتشينغ (1368-1911). في الحكايات الشعبية كان مصدر العيد هكذا: في زمن قديم جدا ظهرت في السماء 10 شموس فذبلت المزروعات بأشعتها المحرقة، وصعب على أبناء الشعب أن يعيشوا. كان بطل قوي يدعى "هو يي"، صعد قمة جبال كونلون وسحب قوسه وأصاب 9 شموس إضافية، لتبقي على السماء الشمس الواحدة، وأمر هذه الشمس أن تطلع وتسقط وفقا للمواعيد المحددة لتحقيق خيرا لأبناء الشعب. لذلك حظي هو يي باحترام ومحبة الشعب، فجاءه ناس كثيرون لتعلم المهارات منه، وكان الرجل "ينغ منغ" واحدا منهم. تدعي زوجة هو يي الجميلة "تشانغ أو". سافر هو يي إلى جبال كونلونغ لزيارة الأصدقاء وحصل على نوع من الأدوية الساحرة، قيل إن الإنسان سيصبح خالدا بعد تناوله، كان هو يي لا يحب أن يترك زوجته وحدها فقدم الدواء لزوجته لتحتفظ به، لكن الرجل بنغ منغ اكتشف الدواء. في يوم من الأيام هدد بنغ منغ السيدة تشانغ أو لتقدمه الدواء، فلم تجد تشانغ أو بدا إلا أن تبتلعه، فطارت فورا من نافذة البيت إلى القمر، وهرب بنغ منغ. عرف هذا الأمر هو يي وحزن شديدا، فنادي اسم زوجته وهو يحدق القمر رافع الرأس، ووجد أن القمر مضيئا جدا في تلك الليلة، وبداخله ظل إنسان مثل جسم زوجته، فبدأ يجري ليلحق بالقمر، كلما تقدم هو تراجع القمر، فلم يستطع اللحاق بالقمر. كان هو يي يشتاق إلى زوجته ليلا ونهارا، فأمر بعض الخدم بأن يقيموا طاولة توضع عليها البخور والأطعمة التي تحبها زوجته تعبيرا عن شوقه إلى زوجته التي في القمر. بعد أن سمع أبناء الشعب أن تشانغ أو طارت إلى القمر فعملوا مثل ما عمل هو يي طلبا سلامة لها. فانتشرت عادة تقديم الاحترام للقمر في تشونغ تشيو بين الناس. في عيد تشونغ تشيو عادات كثيرة، وأشكالها مختلفة، كلها تعبير عن حب الناس للحياة الجميلة وتطلعهم لها. أهم العادات المنتشرة بين الناس اليوم التمتع بجمال البدر وتناول كعكة القمر (كعكة يوي بينغ). البدر مستدير وكبير في اليوم الخامس عشر من كل شهر حسب التقويم الزراعي الصيني، لأن الخامس عشر من الشهر الثامن في منتصف الخريف، وهو موسم نضوج الفواكه والطقس جميل فيه، لذلك يحب الناس أن يجلسوا مع أفراد أسرتهم وأصدقائه في الهواء الطلق في ليلة هذا العيد ليتمتعوا بجمال البدر ويتذوقوا بالفواكه الطازجة. والنشاطات حول التمتع بجمال البدر كثيرة في مواقع المناظر السياحية في هذا العيد. |