بقلم وانغ ين*

21 أكتوبر 2025 / شبكة الصين / حققت الصين إنجازات تاريخية في التنمية الاقتصادية والاجتماعية خلال فترة الخطة الخمسية الرابعة عشرة، إذ ارتفع نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي إلى 13,445 دولارا، وفقز حجم تجارة السلع إلى 43.8 تريليون يوان، وبلغ معدل التحضر 67%، كما تجاوز معدل النمو السنوي الفعلي للقيمة المضافة للصناعة التحويلية 5.4%، فيما احتلت أكثر من 200 فئة من المنتجات الصناعية الرئيسية المركز الأول عالميا.

وتعكس هذه المؤشرات مجتمعة القفزة التنموية الشاملة التي شهدتها الصين في مجالات الاقتصاد والمعيشة والصناعة والبيئة ضمن إطار تنفيذ الخطة الخمسية الرابعة عشرة.

ويمثل الناتج المحلي الإجمالي أحد أبرز المؤشرات الدالة على حجم اقتصاد أي دولة، فيما يعكس نصيب الفرد منه مستوى معيشة السكان الفعلي. ويعد هذان المؤشران معا بُعدين أساسيين للتنمية الاقتصادية.

وخلال فترة الخطة الخمسية الرابعة عشرة، أظهر الاقتصاد الصيني مرونة قوية وإمكانات هائلة، إذ تخطى الناتج المحلي الإجمالي الصيني عتبات 110 تريليونات، و120 تريليون، و130 تريليون يوان على التوالي. كما تجاوزت الزيادة الاقتصادية خلال الأعوام الخمسة الماضية 35 تريليون يوان، فيما حافظت مساهمة الصين في النمو الاقتصادي العالمي على نسبة تقارب 30%، لتؤدي دورا محوريا في المشهد الاقتصادي الدولي، بوصفها محركا رئيسيا للنمو العالمي وضامنا لاستقراره. وفي الوقت نفسه، ومع نمو حجم الناتج المحلي الإجمالي، تجاوز نصيب الفرد منه 13 ألف دولار لعامين متتاليين، وارتفع شعور المواطن بالرضا المعيشي بشكل ملموس.

وأكدت الخطة الخمسية الرابعة عشرة ضرورة "رفع القدرة على الابتكار بشكل ملحوظ"، وأثبتت الممارسة خلال الأعوام الخمسة الماضية أن الابتكار العلمي والتكنولوجي أصبح محركا رئيسيا يقود التنمية عالية الجودة في الصين. وقد باتت القوى المنتجة الجديدة النوعية التي تتطور مع الممارسة، تؤدي دورا متزايد الأهمية في دفع مسيرة التنمية العالية الجودة.

وتشير البيانات إلى أن الصين احتلت المرتبة العاشرة عالميا في مؤشر الابتكار الدولي، متقدمة أربعة مراكز عن عام 2020، محافظة على موقعها المتقدم بين الاقتصادات ذات الدخل المتوسط. كما تصدرت العالم من حيث عدد التجمعات الابتكارية المدرجة ضمن أقوى 100 مجموعة عالمية.

وفي الوقت نفسه، شهدت فرق البحث والتطوير تحسينا ملحوظا، وتوسعت قاعدة شركات التقنية العالية والمبتكرة، كما ارتفع عدد الشركات والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة التي تتحلى بصفات "التخصص والدقة والتميز والحداثة" بأكثر من 10 آلاف شركة، وزاد معدل تحويل براءات الاختراع إلى تطبيقات صناعية من 44.9% عام 2020 إلى 53.3% عام 2024.

وبفضل هذا الزخم الابتكاري، تمكنت الصين من إنتاج مزيد من المنتجات الرئيسية الرائدة عالميا، محققة أرقاما قياسية ومتصدرة العديد من المجالات الصناعية.

وتحظى المنتجات الذكية، مثل المركبة الذكية المتصلة بالانترنت، والهواتف الذكية، والروبوتات، والأجهزة المنزلية الذكية، بإقبال واسع من قبل المستهلكين حول العالم، مما يحول زخم الابتكار إلى ديناميكية تدفع التنمية العالية الجودة.

ومع الإنجازات المحققة، تركت الخطة الخمسية الرابعة عشرة بصمات لا تُمحى في مسيرة النهضة العظيمة للأمة الصينية.

*محللة في الشؤون الاقتصادية

الآراء الواردة في المقالة لا تعكس بالضرورة موقف موقع شبكة الصين الإخباري