share
arabic.china.org.cn | 31. 03. 2025

في وجه عدم اليقين العالمي.. الصين تضخ قوة استقرار ويقين

arabic.china.org.cn / 14:55:41 2025-03-31

31 مارس 2025 / شبكة الصين / شارك أكثر من 750 ممثلا من 21 دولة، منهم 86 مديرا تنفيذيا من الشركات العابرة الحدود، في أعمال منتدى التنمية الصيني المنعقد بين 23 و24 مارس الجاري بالعاصمة الصينية بكين تحت شعار "إطلاق العنان لزخم التنمية من أجل نمو مستقر للاقتصاد العالمي". ورسم رئيس مجلس الدولة الصيني لي تشانغ في كلمته خلال الجلسة الافتتاحية للمنتدى خطوطا عريضة واضحة للتنمية الاقتصادية الصينية من ثلاث زوايا، مما أظهر أمام العالم حكمة الصين وثقتها بمواجهة تحديات المستقبل.

وفي معرض حديثه عن تغيرات العالم، أشار رئيس مجلس الدولي الصيني لي تشانغ إلى أن تفاقم التفتت الاقتصادي وتصاعد حالة عدم الاستقرار وعدم اليقين "يستلزمان من الدول فتح أسواقها والشركات تقاسم مواردها". واستهدف هذا التصريح أكبر نقطة مؤلمة يواجهها الاقتصاد العالمي، حيث تعمل الولايات المتحدة على بناء "ساحة صغيرة ذات سياج مرتفعة" على مدى السنوات الأخيرة، من خلال فرض الرسوم الجمركية الإضافية والحصار التكنولوجي، في محاولة لـ"فك الارتباط وقطع سلاسل الإمداد" وصون مكانتها المهيمنة. ولكن قد أثبت الواقع التاريخي أن العولمة اتجاه حتمي لتطور مسيرة التاريخ، والحمائية، مهما كانت أشكالها، لا تفاقم سوى اختلال الاقتصاد العالمي واضطرابه.

ولدى الصين إدراك واضح لذلك، حيث طالبت اللجنة المركزية العشرين للحزب الشيوعي الصيني في دورتها الكاملة الثالثة بتعزيز القدرة على الانفتاح من خلال توسيع التعاون الدولي، وبناء نظام جديد للاقتصاد المفتوح على مستوى أعلى.

ومن أجل الوفاء بتعهداتها بتعزيز انفتاحها العالي المستوى على الخارج، بذلت الصين جهودا كبيرة رامية لتنفيذ الشراكة الاقتصادية الإقليمية الشاملة بجودة عالية وقد حققت نتائج ملحوظة على مدى السنوات الأخيرة، حيث وقعت 23 اتفاقية بشأن التجارة الحرة مع 30 دولة ومنطقة وبذلت جهودا نشطة لتقليص القيود على وصول الاستثمارات الأجنبية إلى السوق وتحسين بيئة الأعمال وتوسيع نطاق الدول التي تعفي الصين مواطنيها من تأشيرة الدخول من جانب واحد.

ومن خلال سلسلة تدابير وإجراءات برغماتية رامية لتعميق الانفتاح على الخارج، ضخت الصين عوامل اليقين في العالم الذي يسوده حالة من عدم اليقين، مما جلب مزيدا من الثقة والقوة في النمو الاقتصادي العالمي.

ويقوي نهج الانفتاح الاستباقي الذي تتبناه الصين ثقة المستثمرين الأجانب بشكل ملحوظ. وحسب البيانات الصادرة عن وزارة التجارة الصينية، فإنه حتى نهاية عام 2024، أنشأ المستثمرون الأجانب ما يقرب من 1.24 مليون شركة ومؤسسة في الصين، عبر الاستخدام الفعلي لرؤوس الأموال الأجنبية البالغة 20.6 تريليون يوان.

وفي عام 2024 وحده، سجل عدد الشركات والمؤسسات التي أنشأها المستثمرون الأجانب في الصين حديثا 60 ألفا، بزيادة نسبتها 9.9% على أساس سنوي. فيما وصل معدل العائد على الاستثمارات المباشرة في الصين إلى زهاء 9%، ليبلغ مستوى متقدما في العالم.

وتشير هذه الأرقام إلى أن رؤوس الأموال الدولية تتبنى نظرة إيجابية طويلة المدى تجاه السوق الصينية، فيما أتاحت الصين بسياساتها بشأن الانفتاح وإمكانات سوقها فرصا تجارية نادرة للمستثمرين من أنحاء العالم.

وجسدت قائمة الشركات والمؤسسات المشاركة في هذه النسخة من منتدى التنمية الصيني الاهتمام البالغ الذي توليه رؤوس الأموال الدولية للسوق الصينية. فقد حضر أعمال المنتدى مدراء تنفيذيون من أكثر من 30 شركة أمريكية، بما فيها آبل وبلاكستون وكوالكوم.

ورغم تلويح الحكومة الأمريكية بـ"عصا الرسوم الجمركية" الثقيلة تجاه الصين، أظهرت المشاركة النشطة لقادة الأعمال الأمريكيين أن الشركات والمؤسسات الأمريكية مازالت متفائلة تجاه آفاق التعاون الصيني الأمريكي، حيث قالت شركة آبل إنها سوف تواصل تعزيز استثماراتها في مجالات سلاسل الإمداد والبحث والتطوير بالصين. وستخطط شركة بلاكستون للفرص الاستثمارية الطويلة الأمد في السوق الصينية.

وأظهر الموقف البرغماتي الذي اعتمدته رؤوس الأموال الدولية أن منطق الأعمال وحده هو جوهر صنع قرار الاستثمار، ولن يغير التدخل السياسي الخارجي قوانين تشغيل السوق بذاتها.

وأعلنت عدة شركات عالمية أنها تواصل تبني نظرة إيجابية للسوق الصينية والفرص الناجمة عن جهود الصين المتواصلة لتعزيز الانفتاح، مما يظهر أن السوق الصينية وجهة جذب قوية للاستثمارات الأجنبية.

وظل منتدى التنمية الصيني منصة مهمة تربط بين الصين والاقتصاد العالمي، منذ إطلاقها في عام 2000. وفي ظل تصاعد الأحادية والحمائية، والحرب التجارية التي تشنها الولايات المتحدة وتؤثر سلبا على الاقتصادات الرئيسية في العالم والتي لا تضر باستقرار سلاسل الصناعة والتوريد العالمية فحسب، بل تشوش أيضا على النظام الاقتصادي والتجاري في العالم، بعث منتدى التنمية الصيني لعام 2025 الذي تكلل بالنجاح بإشارة "استقرار" في العالم مجددا، تظهر أن الصين تعتمد موقفا ثابتا في الالتزام بالتعددية، ولن تتوقف عن سعيها في طريق تعزيز الانفتاح.


   يمكنكم مشاركتنا بتعليقاتكم عبر فيسبوك و تويتر
 
انقلها الى... :

مقالات ذات صلة

China Internet Information Center E-mail: webmaster@china.org.cn Tel: 86-10-88828000
京ICP证 040089号 京公网安备110108006329号