الصفحة الأولى | حجم الخط  

الحزب الشيوعي الصيني يحتفل بمئويته ويتأهب للمستقبل

arabic.china.org.cn / 08:28:57 2021-07-06

6 يوليو 2021 / شبكة الصين / لا تنفصل الإنجازات الاجتماعية والاقتصادية للصين عن القيادة الحكيمة للحزب الشيوعي الصيني، الذي يحتفل في الأول من يوليو عام 2021 بالذكرى المئوية لتأسيسه. لذلك، فإن أي نقاش حول إنجازات الصين الاقتصادية الفذة والقضاء على الفقر المدقع والتقدم التكنولوجي والبنية التحتية الحديثة والتنمية التدريجية لمجتمع إيكولوجي، من بين أمور أخرى، تعترف حتما بالدور المتكامل في كل منها لنموذج الحكم في البلاد.

أقل ما يقال عن المعرفة في الدول الغربية بشأن الحوكمة في الصين إنها سطحية، وهي تستند إلى حد كبير إلى الصور النمطية المقدمة في تقارير وسائل الإعلام المتحيزة والمشوهة. الصين، في الواقع، رهينة نظرة عالمية بأن أي نظام اجتماعي اقتصادي يختلف عن النموذج الغربي يحمل دلالات سلبية. من الأفضل أن يحول الغرب مساره الحالي، الذي يبدو أنه موجه نحو انعكاسات تلك النزعات التي عفا عليها الزمن، وأن يوسع، دون تحيز، إدراكه وفهمه للصين. عندئذ، قد يدرك بعد ذلك جميع العوامل التي أدت إلى التطور الهائل لهذا البلد العظيم. إن هذا يعني الاعتراف وإبراز الحقيقة الأولى التي لا يمكن إنكارها؛ ألا وهي أن الحزب الشيوعي الصيني هو الحزب الطليعي الذي يقود نهضة الأمة الصينية.

في المجال الاقتصادي، لا يزال يُنظر إلى اقتصاد الصين بأنه تهيمن عليه الشركات المملوكة للدولة، والمصممة على خنق القطاع الخاص. ومع ذلك، منذ ثمانينات القرن الماضي، عززت الصين إصلاحات تهدف إلى توسيع دور السوق. وقد شهد ذلك العقد ظهور هواوي؛ أكبر شركة في العالم موردة لمعدات الاتصالات وقائدة ثورة الجيل الخامس حاليا، ولينوفو؛ العلامة التجارية الصينية الأكثر تواجدا عالميا، وفقا لقائمة "براند زد- BrandZ" لأفضل ثلاثين علامة تجارية صينية عالمية لعام 2017. في غضون ذلك، أصبحت الشركات الصينية الخاصة عمالقة في السوق في أواخر التسعينات، وتشمل مجموعة علي بابا وتنسنت وبايدو. دخلت هذه الشركات الثلاث، جنبا إلى جنب مع شياومي، قائمة أذكى خمسين شركة في العالم، وفقا لتقرير المراجعة التقنية لمعهد ماساتشوستس 2015. منذ الأزمة المالية العالمية لعام 2008، اكتسب القطاع الخاص في الصين زخما ثابتا كافيا ليصبح المحرك الرئيسي للنمو الاقتصادي في البلاد. وهو يساهم حاليا بأكثر من 60% من الناتج المحلي الإجمالي للصين وأكثر من 70% من الابتكار التكنولوجي للصين، ويوفر أكثر من 80% من العمالة الحضرية في البلاد.

ولأولئك الذين يصرون على أن النظام التعليمي في الصين لا يشجع الابتكار، عليهم ان يعرفوا أن الصين كانت المصدر الأول لطلبات براءات الاختراع الدولية في عام 2019، وحافظت على الصدارة في عام 2020. لقد أزاحت الصين الولايات المتحدة الأمريكية من مكانتها على المنصة العلمية التي تصدرتها على مدار أكثر من 40 عاما، وفقا للمنظمة العالمية للملكية الفكرية. وقد أظهرت طلبات براءات الاختراع الصينية في ذلك العام زيادة بنسبة 1ر16% مقارنة بعام 2019، مقارنة بزيادة قدرها 3% عن نظيرتها بالولايات المتحدة الأمريكية. تمتلك الصين الآن 115 مجمعا علميا في الجامعات، وأكثر من 1600 حاضنة تدعم رواد الأعمال الجدد، وفقا لوزارة العلوم والتكنولوجيا الصينية. فيما يتعلق بالتعليم نفسه، فقد حققت الدولة إنجازات ملحوظة. تضمن تصنيف QS للجامعات لعام 2020، اثنتي عشرة جامعة صينية من بين أفضل مائة جامعة في العالم، ومن بينها جامعة تشينغهوا، التي احتلت المرتبة 15، وهي الأفضل ترتيبا بين الجامعات الصينية.

وجهة نظر ملفقة أخرى عن الصين تقول إنها دولة معزولة عن العالم. ومع ذلك، وبغض النظر عن الإنجازات المذكورة أعلاه والتي تتعارض بوضوح مع هذا الادعاء، هناك معطيات أخرى جديرة بالملاحظة. أصبحت الصين، التي يبلغ عدد سكانها الآن 4ر1 مليار نسمة، أهم بلد مساهم في السياحة العالمية. في عام 2018، قام الصينيون بحوالي 150 مليون رحلة إلى الخارج، وفقا لمنظمة السياحة العالمية، وتفوقوا على السياح الأمريكيين والألمان من حيث الإنفاق السياحي. بسبب كوفيد- 19، تباطأت السياحة بشكل مفهوم وواضح، ولكنها سوف تستأنف وتيرتها السابقة في غضون بضع سنوات. إذا اعتبرنا أن 10% فقط من سكان الصين لديهم جواز سفر، فإن احتمالات التوسع بعد الوباء هائلة. وهذا يسلط الضوء على ديموغرافية هامة أخرى، وهي بالتحديد، أفراد الطبقة المتوسطة في الصين البالغ عددهم 400 مليون نسمة، والذي من المتوقع أن يتضاعف عددهم بحلول عام 2035. وسيكون لناتج سوق المستهلك تأثير عالمي عميق. وهذا بدوره يعني زيادة في كل من الواردات الصينية وفرص الأعمال داخل البلاد.

الحكومة الصينية منخرطة حاليا في انفتاح تدريجي ومنضبط لنظامها المالي. يتوق المستثمرون الأجانب بالفعل إلى الاستفادة من سوق إدارة المدخرات المتنامي في الصين، والذي بلغت قيمته في عام 2020 حوالي 6ر121 تريليون يوان (9ر18 تريليون دولار أمريكي). دخل بنك غولدمان ساكس مؤخرا في شراكة مع البنك الصناعي والتجاري الصيني في مشروع مشترك لإدارة الثروات. لقد اتبعت شركة بلاك روك و French Amund والشركة البريطانية مسارا مشابها من الشراكات مع البنوك الصينية. منذ عام 2016، تم إدراج الرنمينبي (اليوان)، إلى جانب الدولار الأمريكي واليورو والجنيه الإسترليني والين الياباني، في سلة عملات الاحتياطي لدى صندوق النقد الدولي. وكانت هذه خطوة أساسية نحو تدويل العملة الصينية، ويتم اختبارها الآن في نسختها الرقمية. يعتقد راي دالي، مؤسس شركة بريدجووتر أسوشيتس، أكبر صندوق تحوط في العالم، أن اليوان الرقمي سيكون أكثر قدرة على المنافسة من الدولار الرقمي. لا شك في أن هذه المعادلة تأخذ في الاعتبار أن الصين هي الشريك التجاري الأكبر لأكثر من مائة دولة، وهو الأمر الذي يوسع بشكل كبير من إمكانية أن تكون المعاملات المالية الدولية للصين مقومة باليوان.

يتطلب التطلع إلى المستقبل الانتباه إلى إطار عمل الخطة الخمسية الرابعة عشرة، التي أقرها المجلس الوطني لنواب الشعب الصيني في مارس 2021. إن التوجه الواضح للوثيقة نحو الاستثمار في التكنولوجيا والابتكار يفتح إمكانيات لشراكات متعددة مع رواد الأعمال في الخارج.

من وجهة نظر الحوكمة، هناك قلق بشأن الاستدامة فيما يتعلق بالجودة وكذلك بالنمو. في الدورة الأولى لمعرض الصين الدولي للاستيراد الذي افتتح في نوفمبر 2018، أعلن الرئيس الصيني شي جين بينغ أن "الابتكار هو المحرك الرئيسي للتنمية" للتغلب على أزمة النمو العالمي. وصرح الرئيس الصيني أن بلاده ستزيد الواردات، وتسهل الوصول إلى السوق الصينية، وتعزز بيئة أعمال عالمية المستوى. كما أكد دعم الصين لمنظمة التجارة العالمية والشراكة الاقتصادية الإقليمية الشاملة ومجموعة العشرين ومجموعة بريكس ومشروع التكامل الاقتصادي الأكثر جرأة في القرن الحادي والعشرين، أي مبادرة "الحزام والطريق".

في هذه الذكرى المئوية لتأسيس الحزب الشيوعي الصيني، تحتفل الصين أيضا بأعظم إنجاز حضاري يمكن أن تتطلع إليه أي دولة، ألا وهو القضاء على الفقر المدقع. إن تحقيق هذا الإنجاز أصبح ممكنا فقط بفضل نموذج الحوكمة الخاص بالصين. إنها تجربة تطورت من الخبرة التاريخية الملموسة للحزب والحكمة الصينية، بما في ذلك البحث عن حلول من خلال التعلم من أشياء أخرى يمكن أن تساعد الشعب الصيني.

خلال أواخر القرن التاسع عشر، عندما كانت الصين لا تزال تبحث عن طرق لتقوية وتطوير نفسها، نشأ المبدأ القائل: "التعاليم الصينية كأساس، والدراسات الغربية للممارسة". بالطبع، كان يجب وضع هذه العبارة في سياقها في وقتها. لكن مع ذلك بدا جليا أنه، على عكس رفض الغرب للتعاليم الصينية، سعت الصين، على الرغم من الحرمان المروع الذي عانت منه، إلى الدراسة والتعلم من الغرب. يحتفل الحزب الشيوعي الصيني بالذكرى المئوية لتأسيسه بفضل قدرته على الصمود والصبر في التعلم ليس فقط من نجاحاته وإخفاقاته ولكن أيضا من العالم.

على عكس الادعاءات الغربية، فإن الحزب الشيوعي الصيني أكثر انفتاحا على الحوار مما قد يفترضه المرء، بل وعلى المغامرة، من العديد من الأحزاب السياسية الغربية. عند فهم ذلك، سيكون العالم قد كسر الجدار المعرفي الأخير والنهائي الذي يفصل الغرب عن الصين وعن الشعب الصيني.

--

إيفاندرو مينيز دي كارفالهو رئيس التحرير التنفيذي للنسخة البرازيلية من ((الصين اليوم))، وأستاذ القانون الدولي ومنسق مركز الدراسات البرازيلية الصينية في كلية فونداكاو جيتوليو فارغاس للقانون في ريو دي جانيرو.

(المصدر: الصين اليوم)


   يمكنكم مشاركتنا بتعليقاتكم عبر فيسبوك و تويتر
تحميل تطبيق شبكة الصين

 
انقلها الى... :
China Internet Information Center E-mail: webmaster@china.org.cn Tel: 86-10-88828000
京ICP证 040089号 京公网安备110108006329号