29 يونيو 2021 / شبكة الصين / قال بسام الصالحي، الأمين العام لحزب الشعب الفلسطيني: "في كل مرة أزور فيها الصين، ألاحظ تغيرات جديدة؛ بنايات جديدة وطرق جديدة ومنشآت جديدة. تشكل الإنجازات الاقتصادية المذهلة التي حققتها الصين مثالا ممتازا للدول الأخرى." وأضاف الصالحي، في الندوة العالمية للأحزاب السياسية الماركسية التي أقيمت عبر تقنية الفيديو برعاية دائرة الاتصال الدولي باللجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني في 27 مايو 2021: "يشكك البعض في مسار التنمية الاشتراكية، ويلقون بظلال من الشك على مستقبل الاشتراكية. أعتقد أن تنمية الصين تمثل أفضل دحض لمثل هذه الهواجس." وقال إنه على النقيض من نمط التنمية في الدول الغربية المتقدمة التي كانت تحتكر الاقتصاد العالمي والموارد، تقدم الصين فرص تنمية للبلدان الواقعة على طول الحزام الطريق من خلال البناء المشترك لـ"الحزام والطريق". وأشار إلى أن النجاح الاقتصادي للصين أظهر مفاهيم تنمية جديدة غير مسبوقة في تاريخ البشرية، والتي استحوذت على اهتمام العالم. كما أعرب عن أمله في أن يتم توفير ترجمات أجنبية للكتب التي تضم المفاهيم والأفكار الرئيسية حول الحوكمة والتنمية في الصين، والتي يمكن أن تتعلم منها الدول الأخرى.

 في الأيام التي سبقت الذكرى المئوية للحزب الشيوعي الصيني، فإن طريق التنمية في الصين والمفاهيم الصينية الرئيسية للحكم محليا وعالميا تثير نقاشا محتدما في العالم. على الرغم من وجود بعض الانتقادات من العالم الغربي للصين، انتشلت الصين منذ عام 2012 حوالي مائة مليون من سكان الريف من الفقر، وحققت سيطرة سريعة وفعالة على جائحة كوفيد- 19 داخل حدودها، هذه حقائق لا تقبل الجدل، مما يجذب اهتماما عالميا متزايدا بنمط التنمية والحوكمة في الصين، والمنطق الداخلي لمفهوم تنميتها. في غضون ذلك، اكتسب مفهوم الحوكمة العالمية للصين، الذي يتضمن جوهر الثقافة التقليدية الصينية، المزيد من الاعتراف في المجتمع الدولي.

وأشار بسام الصالحي، إلى أن الابتكار الصيني يتجسد أيضا في الإجراءات التي اتخذتها الحكومة لتعزيز التنمية. وقال: "كما هو الحال في العديد من البلدان الأخرى، فإن التنمية في الصين غير متكافئة. ومن أجل تضييق فجوة التنمية بين مقاطعات الصين المختلفة، تبنت الحكومة المركزية سياسة التوأمة والشراكة بين المناطق المتقدمة والمناطق المتخلفة، بحيث تساعد الأولى الثانية في التنمية، وهي سياسة مبتكرة للغاية."

مفاهيم مبتكرة وطريق تنمية ذو خصائص صينية

قال الأمين العام للحزب الشيوعي السريلانكي ويراسينغيه غيغانج: "اليوم، بات صواب الطريق الذي تسلكه الصين واضحا." وأشار كذلك إلى أن الممارسات الاقتصادية في الصين، وحملتها للتخفيف من حدة الفقر على وجه الخصوص، مصدر إلهام للأحزاب السياسية في جميع أنحاء العالم. أرجع غيغانج إنجازات الصين الاقتصادية إلى مفاهيم التنمية المبتكرة للحزب الشيوعي الصيني، والتي تدل على تطور الماركسية في الصين. وخلص السياسي السيريلانكي إلى أن الحزب الشيوعي الصيني، مسترشدا بنظرية مبتكرة، تحت قيادة الأمين العام شي جين بينغ، يتفوق في التخطيط الطويل المدى، وهو أمر يجب أن يدرسه حزبه ويتعلم منه.

وقال الأمين العام للحزب الشيوعي الإيطالي ماورو ألبوريسي "إن التطوير المبتكر للماركسية الذي قام به الحزب الشيوعي الصيني من خلال تكييفها مع السياق الصيني هو الذي مكّن البلاد من شق طريق الاشتراكية ذات الخصائص الصينية." وأشار إلى أن قدرة الحزب الشيوعي الصيني على مواكبة العصر وتكييف سياساته مع المواقف المتغيرة سبب هام في تحقيق هذا التطور الهائل. وأضاف: " أعتقد أن مسار الاشتراكية ذات الخصائص الصينية هو تسامي وتطور الماركسية، وهو مسار ناجح يواكب العصر على أساس استيعاب جوهر الثقافة التقليدية الصينية. هذا هو سبب نجاح مسار التنمية في الصين. يمكننا أن نتعلم الكثير من تطور الحزب الشيوعي الصيني على مدار قرن من الزمان."

يعتقد ألبوريسي أيضا أن الممارسات الاقتصادية الصينية قد أثرت ووسّعت فهم المجتمع الدولي للاشتراكية. قال: "على سبيل المثال، أعطت الصين القطاع العام دورا أساسيا في اقتصادها الوطني، وشددت على أهمية خطط التنمية. هذا يعني أنه إذا تمكنت دولة اشتراكية من السيطرة على السوق بشكل فعال، فيمكن للنظام الاشتراكي بدوره أن يكون متوافقا مع اقتصاد السوق. لذلك، فإن تجربة التنمية في الصين هي مساهمة كبيرة في قضية الاشتراكية الدولية." يعتقد ألبوريسي أن تجربة التنمية الهامة الأخرى للصين تتمثل في وضع الابتكار العلمي والتكنولوجي في المقام الأول في التنمية، ويرى أن هذا درس هام آخر يجب تعلمه من الصين. وقال: "على الرغم من محاولات الدول الغربية احتواء تقدم الصين في مجالات التكنولوجيا الفائقة، بما في ذلك الجيل الخامس، بدت الصين أكثر مرونة وحيوية من أي وقت مضى بسبب قدرتها القوية على الابتكار التقني." علاوة على ذلك، فإن ابتكار الصين يعتمد أيضا على الشعب، وكل شيء من أجل الشعب.

الاستفادة من الحزام والطريق

بحلول نهاية عام 2020، وقعت 138 دولة و31 منظمة دولية اتفاقيات تعاون مع الصين بشأن البناء المشترك لـ"الحزام والطريق". على النقيض من الاستقبال الحار الذي لقيته المبادرة من البلدان النامية، جاء رد فعل العالم الغربي مزيجا من الادعاءات والافتراءات الكاذبة والاتهامات التي تراوحت ما بين الإشارة إلى ما يسمى بـ"الاستعمار الجديد" في الصين ونصب "فخ الديون".

قال ويراسينغيه غيغانج: "بلدنا من الدول الواقعة على طول "الحزام والطريق"، وقد استفادت من المبادرة. لكن وسائل الإعلام الغربية تدعي أن مبادرة "الحزام والطريق" أوقعت سريلانكا في "فخ الديون"، وهذا ببساطة غير صحيح." وأوضح ويراسينغيه غيغانج أن الجزء الأكبر من ديون بلاده لا علاقة له بمشروعات "الحزام والطريق". في رأيه، المزاعم الكاذبة من قبل وسائل الإعلام الغربية ليست أكثر من حملة تشويه ضد الصين. وقال: "يتحدى تقدم الصين بوضوح الدور المهيمن لبعض الدول الغربية، ومن ثم فإن الخوف من أن تقود الصين النظام العالمي الجديد يدفع تلك الدول لمحاولة احتواء تقدم الصين." وأرجع ويراسينغيه غيغانج شعبية مبادرة "الحزام والطريق" إلى مبدأ التعاون القائم على المنفعة المتبادلة والنتيجة المربحة للطرفين، وكذلك دورها في تسريع تنمية الدول الواقعة على طول الحزام والطريق والمحافظة على السلام الإقليمي.

فيما يتعلق بالتغيرات في الوضع الدولي، قال بسام الصالحي، إن المجلد الثالث لكتاب "شي جين بينغ.. حول الحكم والإدارة" يقدم تحليلا ثاقبا للغاية. وأضاف: "الكتاب مثير للتفكير للغاية في شرح مفهوم تعزيز التعاون بين الدول عبر مبادرة "الحزام والطريق"، وبالتالي استبدال التعارض بالتعاون." وأشار إلى أن جهود الصين في تعزيز البناء المشترك لـ"الحزام والطريق" ولّدت فرصا إنمائية قيّمة للبلدان الواقعة على طول الحزام والطريق. وقال: "تتمتع الصين بسوق استهلاكية ضخمة، وآمل أن يتعاون بلدي معها في مجالات مثل العلوم والتكنولوجيا وتغير المناخ والصحة والرعاية الطبية".

كلاوديو دي نيغري، أمين العلاقات الدولية في الحزب الشيوعي التشيلي، يعتبر مبادرة "الحزام والطريق" مبادرة تاريخية لبناء مستقبل واعد للبشرية. في خطابه أمام الندوة العالمية للأحزاب السياسية الماركسية، قال إنه تماشيا مع مبدأ المنفعة المتبادلة والتعاون على قدم المساواة، فإن مبادرة "الحزام والطريق" تساعد على إقامة نظام دولي منصف وعقلاني. في غضون ذلك، تعمل الصين على تعزيز التنمية الخضراء والمستدامة حسب ظروفها السياسية والتاريخية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية. لذا فإن مبادرة "الحزام والطريق" تبشر بإمكانية ظهور أفق عولمة جديدة وبث حيوية جديدة في البلدان التي تمارس الماركسية بشكل مبتكر وتطورها. وقال كلاوديو دي نيغري إن تحقيق التنمية المشتركة والتضامن في مواجهة التحديات المشتركة، قد أصبحا أمرا ضروريا أكثر من أي وقت مضى.

وقال الأمين العام للحزب الشيوعي المصري صلاح عدلي، في الندوة، إن مبادرة "الحزام والطريق" أصبحت أكبر منصة تعاون دولي تربط آسيا وأفريقيا وأوروبا، وتساعد في مواءمة خطط وإستراتيجيات التنمية للدول المختلفة. وأشار إلى أنه بالإضافة إلى فتح آفاق جديدة للنمو الاقتصادي العالمي وتقديم منصة تجارية واستثمارية دولية جديدة، فإن مبادرة "الحزام والطريق" تساعد أيضا على تقوية الروابط بين مختلف الشعوب، وتحسين سبل عيشهم، وتعزيز السلام والاستقرار العالميين.

بناء رابطة المصير المشترك للبشرية اتجاه لا يقاوم

قال ماورو ألبوريسي: "أعتقد أن الحزب الشيوعي الصيني لا يسعى لسعادة الشعب الصيني فحسب، وإنما أيضا يضع أنظاره على نطاق عالمي أوسع، أي العمل لبناء عالم أفضل. وأضاف: " أعتقد أن مفهوم بناء رابطة المصير المشترك للبشرية الذي اقترحته الصين يتوافق مع الاتجاه العام لتنمية المجتمع البشري."

 وقال ويراسينغيه غيغانج: " يواجه العالم اليوم العديد من التهديدات والتحديات المشتركة، مثل تغير المناخ والإرهاب والوباء، ولا يمكن معالجتها من قبل دولة واحدة، فالأمر يتطلب التعاون منا جميعا. وبالتالي، كما أكد الأمين العام شي جين بينغ دائما، يجب علينا بالفعل بناء رابطة المصير المشترك للبشرية ".

وأشار ماورو ألبوريسي إلى أن جائحة كوفيد- 19 تسلط الضوء أيضا على هذه الضرورة. وقال إن سيطرة الصين الفعالة على الوباء بطريقتها الخاصة تتناقض بشكل صارخ مع الأداء الباهت لبعض الدول الأخرى في هذا الصدد. لقد حازت الصين على احترام العديد من الإيطاليين لسيطرتها الفعالة على الوباء. أضاف: "لا أعتقد أن هذا له علاقة بالحظ، بل كان بسبب الحوكمة الفعالة للحزب الشيوعي الصيني وإستراتيجية التوجيه الصائبة." وأعرب عن اعتقاده أن مبدأ الحوكمة المتمحور حول الشعب للحزب الشيوعي الصيني يضمن نجاح الصين في احتواء كوفيد- 19.

ويرى ماورو ألبوريسي أن رابطة المصير المشترك للبشرية يجب أن يتسم بالإنصاف والعدالة وأن يلعب دورا في دفع عجلة التسوية السلمية للنزاعات الدولية والمحافظة على استقرار النظام الدولي. وقال: "لذلك أعتقد أن الدول الاشتراكية يجب أن تتبع فكرة بناء رابطة المصير المشترك للبشرية؛ كما أنها تعتبر مرجعا هاما للبلدان الأخرى في جميع أنحاء العالم." (المصدر: الصين اليوم)