د. أنس الزليطني*

14 سبتمبر 2020 / شبكة الصين / احتفلت الصين بالذكرى الـ75 لتحقيق النصر في حرب المقاومة الشعبية الصينية ضد العدوان الياباني والحرب العالمية ضد الفاشية. وقد ألقى الرئيس الصيني كلمة هامة خلال الاحتفال بهذه الذكرى، حيث أكد شي جين بينغ في الثالث من سبتمبر الجاري في كلمة خلال الندوة التي عقدتها اللجنة المركزية للحزب ومجلس الدولة واللجنة العسكرية المركزية، على "بطولة الشعب الصيني وإرادته القوية في الفوز خلال الحرب"، حيث أن الشعب الصيني كان له دورا هاما خلال الحرب الضروس التي خاضها ضد العدوان الياباني.

بدأت حرب الشعب الصيني ضد العدوان العسكري الياباني منذ أن دخلت اليابان شمال شرقي الصين في 18 سبتمبر عام 1931، ثم حادثة جسر لوقو المعروف أيضا باسم جسر ماركو بولو عام 1937، وكان هذا الهجوم الياباني عدوانيا للغاية، حيث امتدت ساحة هذا الهجوم على عدد كبير من المناطق والمقاطعات الصينية، وشملت هذه الحرب أغلب سكان الصين في ذلك الوقت، وقد اتّحد الشعب الصيني تحت راية موحدة وهي "راية الجبهة المتحدة الوطنية لمقاومة العدوان الياباني"، لتكون مقاومة الشعب الصيني هي الشرارة الأولى ضد الفاشية، والتي أصبحت مقاومة عالمية خلال الحرب العالمية الثانية وخاصة بعد الهجوم الياباني على "بيرل هاربر" في هاواي الأمريكية لتتحول إلى جزء كبير في الحرب العالمية وهي حرب المحيط الهادي.

إن العدوان الياباني على الشعب الصيني، شكّل أكبر حرب آسيوية في القرن الماضي، وقد سجلت هذه الحرب خسائر مادية وبشرية كبيرة لا يمكن محوها من تاريخ البشرية ولا من ذاكرة الشعب الصيني، حيث أن هذه الحرب دامت 14 عاما وقد خلّفت وراءها دمارا هائلا وآلام شعب وعائلات خسرت أفرادها جراء عدوان فاحش، حيث بلغ إجمالي الضحايا في غزو اليابان للصين أكثر من 35 مليون نسمة، وبلغ العدد التراكمي للوفيات غير الطبيعية في الصين 280 مليونًا على الأقل، كما أن الصين تكبدت بمفردها حوالي 100 مليار دولار من الخسائر المباشرة في الممتلكات وحاولي 500 مليار دولار من الخسائر غير المباشرة، بالإضافة إلى تسجيل "أبشع مشاهد العدوان" في مُذكرة الصينيين، من خلال مجازر وحشية قام بها الجيش الياباني بين صفوف الشعب الصيني.

إن إصرار الشعب الصيني واتحاده في أكبر معركة ضد العدوان الأجنبي في العصر الحديث، جعله يحقق "أول نصر ساحق للشعب الصيني في التحرير الوطني" وهو ما أكده شي جين بينغ خلال الذكرى الـ75 لهذا الانتصار الشعبي الصيني ضد الفاشية والعدوان الياباني، كما أن الحزب الشيوعي الصيني لعب دورا أساسيا لتحقيق هذا الانتصار للأمة الصينية، من خلال طرح أول إستراتيجية للمقاومة المسلحة ضد اليابان، وتشكيل جبهة وطنية متحدة لمقاومة العدوان الياباني، وقد قدّم الحزب الشيوعي الصيني 10 مناهج إنقاذ للانتصار ضد العدوان الأجنبي، تتمثل أهمها في اتحاد وتضامن كل أبناء الأمة الصينية والتمسك بحرب "المقاومة طويلة الأمد" من أجل تحقيق الانتصار ضد العدوان الفاشي.

لقد لعب الحزب الشيوعي الصيني دورا أساسيا ورائدا لتحقيق السلام ضد العدوان الياباني في سبتمبر عام 1945، وذلك ما جعل الصين شعبا وقادة حتى الآن يشيدون بدور الحزب في تمسكه بالنصر في هذه الحرب، حيث شقّ الحزب الشيوعي الصيني نهج النجاح والتقدم خلال السنوات الـ75، لتبني الصين الحديثة صورة رائدة بين كل دول العالم، تقوم على روح التمسك بتحقيق الأفضل، انطلاقا من عصر الإصلاح والانفتاح وصولا إلى عصر الصين الحديث بخصائص الاشتراكية الصينية الحديثة، والتي تسعى إلى التعاون الشامل مع كل ما آمن بروح السلام والتعاون مع الصين، وذلك لتحقيق حياة رغيدة لأبناء مختلف شعوب العالم، من خلال الالتزام بالاحترام المتبادل والتعاون المشترك بين الصين ومختلف دول العالم.

لقد لعب الشعب الصيني دورا هاما في تحقيق النصر ضد الغزو الياباني، وكان ذلك جبنا إلى جنب مع الحزب الشيوعي الصيني، وهو ما جعل الصين في العصر الجديد تجعل من رفاهية شعبها الهدف الرئيسي لها وخاصة من خلال المعركة ضد الفقر، والسعي نحو تحقيق الأفضل لكل أبناء الشعب الصيني.

---------------------

*باحثة تونسية في الشأن الصيني