26 مارس 2020 / شبكة الصين / تزايد عدد الإصابات المؤكدة بالالتهاب الرئوي الناجم عن فيروس كورونا الجديد في منطقة هونغ كونغ الإدارية الخاصة، مع عودة عدد كبير من السكان المحليين والمقيمين الأجانب إليها إثر تفاقم تفشي الوباء في عدد من الدول الأجنبية.

وحذر خبراء صحيون وطبيون في هونغ كونغ أن الإصابات الوافدة من الخارج قد تجلب مخاطر تفشي الوباء في التجمعات السكنية المحلية، لذلك واصلت السلطات المحلية تشديد إجراءاتها لاحتواء انتشار الوباء.
وشهد عدد الإصابات المؤكدة بالوباء في هونغ كونغ زيادة سريعة متواصلة منذ الـ18 من مارس الجاري، حيث تجاوز 300 حالة خلال أسبوع واحد، ليصل إلى 386 حالة، بحسب بيانات صادرة عن سلطات هونغ كونغ في الـ24 من مارس الجاري، منهم 70% من العائدين من الدول الأجنبية.

وقال خه بي ليانغ، مدير مركز الأمراض المعدية التابع لجامعة هونغ كونغ، إن أكثر من 180 ألفا من السكان المحليين والمقيمين الأجانب عادوا إلى هونغ كونغ في شهر مارس. وحذر من أن كثيرا منهم عادوا من الدول والمناطق التي شهدت خطورة عالية في انتشار الوباء، ويحتمل أن يكونوا مصدرا خفيا لانتشار الوباء.
وأوضح ليانغ تشو وي، عميد كلية الطب التابعة لجامعة هونغ كونغ أن المنطقة دخلت مرحلة "عالية الخطورة" لانتشار الوباء. وأضاف أن وجود إصابات مؤكدة بالوباء لهم تجربة السفر في الدول الأجنبية خلال فترة الحضانة أثبت أن الوباء عاد يهاجم المنطقة من الخارج.

وفي ظل الوضع الخطير الذي شهدتها هونغ كونغ في تفشي الوباء، اتخذت السلطات المحلية إجراءات مشددة للوقاية من انتشاره محليا ووقف الدخول من الخارج، حيث أعلنت كاري لام، الرئيسة التنفيذية لمنطقة هونغ كونغ الإدارية الخاصة، عن حظر كل غير المقيمين من دخول المنطقة اعتبارا من منتصف ليل الـ25 من مارس الجاري، وتعليق خدمات تحويل الرحلات في مطار هونغ كونغ الدولي وتوسيع نطاق الفحص الإجباري للوباء.
وفي الوقت نفسه كشفت عن خطط تعديل قانون لمنع أكثر من 8000 مطعم وحانة وناد من بيع وتقديم المشروبات الكحولية.

ونال تغلغل الإصابات الوافدة في التجمعات السكنية بهونغ كونغ اهتماما كبيرا من قبل المجتمع المحلي، إذ أن عددا من الوافدين لم يتبع إجراءات السلطات المحلية الخاصة بالعزل الصحي الإجباري وترددوا على المطاعم والملاهي وحتى الشوارع.
وقالت لام إن السلطات المحلية سترفع دعوى ضد المخالفين للوائح وستخصص خطا ساخنا لتقديم الشكاوى ضد التصرفات المخالفة للوائح.
وبالإضافة إلى ذلك، كان من المؤسف أن بعض السكان المحليين سيطر عليهم التراخى في مواجهة الوباء بعد شهرين من جهود السلطات المحلية المبذولة في وقف انتشاره، حيث تزايد عدد الزوار للمطاعم بشكل ملحوظ وظهر أيضا تنظيم حفلات وأمسيات في المنطقة.

وحذر مسؤولون من السلطات المحلية وخبراء أن التوافد على الحفلات والأمسيات يجلب مخاطر انتشار الوباء.
وواصل خبراء الصحة والكوادر الطبية والجهات الحكومية المعنية تحذير السكان المحليين لضمان تقليل أنشطة التواصل الاجتماعي في الفترة الأخيرة. وقالت تشانغ تشو جيون، مديرة قسم الأمراض المعدية التابع لمركز الرعاية الصحية، إنه قد رصدت إصابات مصدرها غير معروف وأخرى لا تظهر عليها أية أعراض. معربة عن قلقها من عدم القدرة على وقف انتشار الوباء.
وأشار ليانغ تشو وي إلى ضرورة مواصلة الجهود في مواجهة كورونا، ودعا السكان المحليين إلى الالتزام بوقف الخروج غير الضروري والحفاظ على الانضباط الذاتي. وقال إن الإجراءات المعنية ملحة، حيث أن "الوقت لن ينتظرنا".