arabic.china.org.cn | 14. 06. 2018

خبير بيئة ياباني: الصين واليابان يجب عليهما تعزيز التعلم المتبادل لدفع حماية البيئة


13 يونيو 2018 / شبكة الصين / أكد الأستاذ تاكاشي كاجي مسؤول شؤون البيئة بمكتب وكالة اليابان للتعاون الدولي لدى الصين مؤخرا في حديث لـ /شبكة الصين/ حول خبرة بلاده في حماية البيئة وتطور التعاون بين الصين واليابان في هذا المجال خلال السنوات الأخيرة، أكد أن البلدين جاران لا يفصلهما إلا شريط ضيق من المياه وبذل جهود مشتركة لحماية البيئة هو مسؤولية لا يمكنهما التنصل منها.

 

حماية البيئة.. من معالجة التلوثات إلى الوقاية منها

ازدادت كمية النفايات الحضرية المتولدة في الصين بشكل متواصل مع تطور اقتصادها وتغير أنماط الحياة والاستهلاك بها. وقد وصلت كمية النفايات المنزلية المتولدة في الصين سنويا إلى أكثر من 400 مليون طن بحسب تقدير الخبراء خلال منتدى النقاط الساخنة الخاصة بالنفايات الحضرية عام 2017، وتجاوز نصيب الفرد من كمية النفايات المنزلية المصروفة والمنقولة يوميا 1.12 كيلوغرام في الصين عام 2015.

وقال الأستاذ تاكاشي كاجي إن نصيب الفرد من كمية النفايات المنزلية المصروفة والمنقولة يوميا في بلاده وصل إلى 1.185 كيلوغرام عام 2000 وانخفض بعد ذلك عاما بعد عام. وبلغت كمية النفايات المنزلية المتولدة 4398 طنا عام 2017 بانخفاض 0.8%، حيث لم يتجاوز نصيب الفرد منها يوميا 939 غراما فقط، موضحا أن تطبيق سياسة تصنيف النفايات والمخلفات يسهم في سيطرة البلاد على زيادة كميتها الإجمالية.

وقد مرت 50 سنة على تطبيق سياسة تصنيف النفايات والمخلفات باليابان، وإن حماسة جماهيرها في المشاركة في معالجة تلوث البيئة قد أصبحت شائعة خلال العقود الأخيرة. ووضعت الحكومة اليابانية عام 1995 قانونا لتشجيع إعادة تدوير الأغلفة حسب موادها. وبعد ذلك وضعت سلطات أقاليمها قوانين معينة في هذا المجال أيضا وفقا لواقعها وخصائصها.

ويعتقد الأستاذ تاكاشي كاجي أنه بالإضافة إلى القوانين واللوائح المعنية، أدى الوعى البيئي دورا مهما أيضا، وقال إن الياباني يهتم دائما بآراء المحيطين به. لذلك لا يطيق تحمل توجيه الانتقادات له من جيرانه بسبب أنه لم يصنف نفاياته ومخلفاته وفقا للقوانين واللوائح.

كما أن سلطات الأقاليم اليابانية أعلنت عن إنجازات حققتها بسبب تصنيف النفايات والمخلفات، مثل كمية النفايات المعاد تدويرها خلال فترة محددة وأية المجالات التي تُستخدم فيها و النتائج التي قد حققت بسبب تصنيفها وإعادة تدويرها. وذلك يساعد على إحساس الجماهير بنجاحها وإنجازها في مشاركة حماية البيئة، مما يجعلها تجد في تصنيف النفايات بشكل نشط.

وشهد مفهوم التنمية المتعلق بتصنيف النفايات تطورا خلال السنوات الأخيرة، وتحول من التركيز على إعادة الاستخدام والتدوير إلى الاهتمام بتقليل توليد النفايات. واقترح أنه يتعين على الصين حث الجمهور على تقليص توليد النفايات من مصادرها.

وأكد أنه قلما تظهر تلوثات جلية للبيئة في بلاده حاليا. والأهم بالنسبة إلى البلاد هو الوقاية من حدوث التلوث، موضحا أن المؤسسات والشركات جهزت دائما بمعدات خاصة لفحص ومعالجة التلوث مقدما وذلك من أجل الوقاية من حدوث التلوث البيئ. وأما الحكومة فقد أصدرت القوانين واللوائح المعنية لتحقيق الوقاية المبكرة المستقاة من خبرات الدول الأخرى.


زيادة الخدمات الاجتماعية لتخفيف العبء عن البيئة في الصين

قال الأستاذ تاكاشي كاجي إن الوعى البيئي للشعب الصيني يتحسن رغم أن البلاد شهدت خلال السنوات الأخيرة مشاكل بيئة حادة، مثل تلوث الهواء والمياه ومعالجة النفايات وغيرها.

وأوضح أنه لاحظ في زيارته الأولى للصين أن كثيرا من المدن اتخذت إجراءات عملية لحماية البيئة وحافظت عامة شعبها أيضا على عادات جيدة في ذلك، وقال إنه "على سبيل المثال انتشرت الدراجات التشاركية في كثير من المدن الصينية ولم يوفر ذلك تسهيلات لنقل المواطنين فحسب، بل يساعد على حماية البيئة وتشجيع تقليل الانبعاثات. وأشار إلى أنه يذهب إلى العمل مستقلاً دراجة هوائية كل يوم. وبالإضافة إلى ذلك يفضل معظم الصينيين الدفع الالكتروني، حيث يساعد ذلك على تقليص كمية استخدام العملات الورقية وأوراق الفواتير، ويبادر العاملون بالمتاجر أو مراكز التسوق بسؤال زبائنهم مقدما للتأكد من حاجتهم إلى الأكياس البلاستيكية أم لا ويبلغونهم أنها تكلفهم مبلغا إضافيا إذا احتاجوا إليها. إلا أن الأمر مختلف في اليابان، حيث أن الموظف الياباني يبادر في مساعدتك على تعبئة ما اشتريت في الأكياس البلاستيكية بدون إبلاغك مقدما.

وعلاوة عن ذلك لاحظ أن الصينيين يفضلون استخدام الكوب الشخصي للشرب أثناء ركوبه الطائرة. وقال إنه لا يدري هل ينطلق ذلك من فكرة حماية البيئة أم لا، إلا أنه يساعد عمليا على تقليص استخدام الزجاجات البلاستيكية والأكواب الورقية. ويعتقد أنه يجب على الحكومة الصينية تشجيع الجماهير على مواصلة العمل. ولا شك أن الإعلام والتعليم يؤديان دورا مهما ويساعدان في تحقيق نتائج إيجابية في حماية البيئة، حيث أن ذلك في حاجة إلى مشاركة المجتمع كله.

 

حماية البيئة أصبحت قضية مشتركة أمام الصين واليابان

بدأت الهيئات المعنية الصينية تعاونها مع وكالة اليابان للتعاون الدولي منذ عام 1978 الذي بدأت الصين فيه تطبيق سياسة الإصلاح والانفتاح. وظلت قضية حماية البيئة أحد محاور عمل الوكالة في الصين خلال العقود الأربعة الماضية.

واتفق البلدان عام 1980 على تعزيز التعاون في مجال حماية البيئة أملين في تحقيق نتائج عملية متطابقة مع المصالح المشتركة في مجال حماية البيئة من خلال تعزيز التعاون. وأنشئ مركز الصداقة الصينية اليابانية لحماية البيئة وبدأ تشغيله رسميا عام 1996 بتمويل من حكومتي البلدين، وبعد ذلك أطلقت وكالة اليابان للتعاون الدولي سلسلة من المشاريع المتعلقة بالسياسات البيئية الصينية وأنظمتها وهياكل مؤسساتها وتدريب الكوادر وغيرها بالتعاون مع المركز.

وتواجه الزراعة في الصين تلوثا خطيرا، لذلك أصبح ترويج التقنيات الزراعية الصديقة للبيئة موضوعا مهما في التعاون الصيني الياباني. وأطلقت وكالة اليابان للتعاون الدولي مشاريع على ثلاث مراحل لدراسة وتنمية التقنيات الزراعية المستدامة في بكين ومنطقة نينغشيا وغيرهما من 7 مقاطعات، وذلك بهدف تقديم وترويج أكياس التغليف العضوية القابلة للتحلل وتقنية لتقليص استخدام الأسمدة الكيميائية.

وأكد الأستاذ تاكاشي كاجي أن خبراء تابعين للوكالة يستعدون لمواصلة دعم التعاون الصيني الياباني في حماية البيئة، ويأمل في تحقيق المشاريع نتائج مثمرة في السنوات الثلاث المقبلة وإجراء الجانبين الصيني الياباني تبادلات في مزيد من المجالات بشأن التعاون البيئي.


 

 


   يمكنكم مشاركتنا بتعليقاتكم عبر فيسبوك و تويتر
 
انقلها الى... :

مقالات ذات صلة

China Internet Information Center E-mail: webmaster@china.org.cn Tel: 86-10-88828000
京ICP证 040089号 京公网安备110108006329号