11 يونيو 2018 / شبكة الصين / دخل قرار الحد من إنتاج وبيع واستخدام الأكياس البلاستيكية حيز التنفيذ رسميا في الصين في الأول من يونيو 2008. ولعب القرار دورا فعالا في السنوات العشر الماضية، حيث تحولت الأكياس البلاستيكية العادية المقدمة من مراكز التسوق إلى أخرى قابلة للتحلل، وانخفض عدد مبيعات الأكياس البلاستيكية بشكل كبير أيضا، مما خفف التلوث الناتج عن المواد البلاستيكية بصورة واضحة.

وفي الوقت الحالي، أصبح القرار في وضع محرج، وعلى الرغم من تطبيق مراكز التسوق الكبيرة والمتاجر هذا القرار بشكل جيد عموما، إلا أن الوضع في بعض أسواق المزارعين والدكاكين الصغيرة ليس مشجعا، حيث أن الأكياس البلاستيكية الرقيقة جدا مازالت شائعة فيها. وأشارت كثير من وسائل الإعلام إلى أن الحد من استخدام الأكياس البلاستيكية قد يتحول إلى اتجاه شراء الأكياس البلاستيكية.

وكان معظم المستهلكين غير حساسين لأسعار الأكياس البلاستيكية، بل تعودوا شراءها، مما جعل أصاحب الأعمال التجارية يخلقون طرقا جديدة لكسب المال. وفي الوقت نفسه، ومع انتشار خدمات توصيل الطعام عبر التطبيقات الذكية والتسوق على شبكة الإنترنت، واجه قرار الحد من استخدام الأكياس البلاستيكية بعض التحديات الجديدة.

فبشكل عام، ما هو الوضع الحقيقي بالضبط؟ وما هي التأثيرات التي تركها قرار الحد من استخدام الأكياس البلاستيكية على وعي الشعب بحماية البيئة؟ ولإيجاد الإجابة على هذه الأسئلة وغيرها، زار مراسل /شبكة الصين/ بعض المتاجر في العاصمة بكين.

80% من الزبائن يدفعون مقابل الأكياس البلاستيكية

في وقت ذروة التسوق بعد الظهر، تابع المراسل الزبائن في طوابير الدفع في مركزي تسوق كبيرين، ووجد أن نحو 80% من الزبائن اشتروا الأكياس البلاستيكية أثناء دفع ثمن مستلزماتهم. ولاحظ أن أقسام بيع الخضروات والفاكهة تقدم أكياسا بلاستيكية مجانية لخدمة الزبائن. وقال أحد الموظفين إن معظم الزبائن يستخدمون الأكياس البلاستيكية للخضر والفاكهة، وهكذا يأخذ كل زبون ما بين 3 و4 أكياس في المتوسط لكل عملية شراء. مضيفا أنه في الواقع، لا توجد حاجة للكثير من أكياس الفاكهة والخضروات بعد وزنها ودفع ثمنها.

وشرح الموظف أن الأكياس البلاستيكية التي يقدمها المتجر مصنوعة من مواد قابلة للتحلل، وكذلك يبيع أكياس التسوق الصديقة للبيئة والتي يمكن استخدامها عدة مرات. أما الأكياس البلاستيكية التي تقدم مجانا في قسم الخضروات والفاكهة، فهي مصنوعة من مادة البولي إيثيلين العالية الكثافة، وطبع عليها رمز "QS" ورقم المعيار الوطني والسمك والشركة المصنعة وغيرها من المعلومات المتعلقة. وأضاف أن هذه الأكياس غير سامة ولا رائحة لها، ويمكن وضع الأطعمة فيها، وتكون بقاياها الرئيسية بعد الحرق هي المياه وثاني أكسيد الكربون، ولن تسبب ضررا للبيئة. ولكنه قال إنه لا توجد أي بيانات إحصائية حول معبيات الأكياس البلاستيكية وأرباحها في المتجر.

وفي متجر آخر ذكي بدون موظفين، حيث يمكن للزبائن شراء الأكياس البلاستيكية من آلة بيع ذاتية، وجد المراسل أن الزبائن لا يقدمون على شراء الأكياس إذا كانت مشترياتهم تقل على ثلاث قطع، ويفضل الزبائن في منتصف العمر وكبار السن حمل حقائب التسوق الخاصة بهم أو عربات تسوقهم الصغيرة، فيما يفضل الزبائن الشباب شراء الأكياس.

وقال بعض الزبائن خلال المقابلة، إنهم يشترون الأكياس البلاستيكية لسهولة حمل مشترياتهم. وفي المتجر الذكي، قال زبون شاب إنه جرب هذا النمط الجديد لخدمات التسوق بدافع الفضول، لذلك، لم يجلب معه ما يحمله فيه مشترياته.

وبخصوص الأشخاص في منتصف العمر وكبار السن، عبروا عن راحتهم بحمل حقائب التسوق الخاصة بهم، وقال السيد ليانغ (56 عاما) إن حقيبة مشترياته صديق للبيئة.

وجاء السيد ليانغ من مدينة داليان، ويشتاق إلى البحر والسماء الزرقاء في مسقط رأسه بعد الانتقال إلى بكين، ويرى أن شوارع بكين ضيقة، وتصطف السيارات على جانبها، مما يسبب في كثير من القمامة. وقال وهو يشير إلى عامل نظافة، إنه إذا كان الناس لا يولون اهتماما بحماية البيئة، فسيؤدي إلى كثير من أعباء العمل على عمال النظافة. مضيفا أنه يولي اهتماما كبيرا بحماية البيئة، وذكر أنه يوجد بالقرب من بيته مجرى نهرى صغير، ولكن قبل بضع سنوات، تراكمت على ضفتيه الكثير من الأكياس البلاستيكية الكبيرة والصغيرة وبألوان مختلفة، واعتزم تغيير هذا المشهد، حيث أصبح يمضي ساعة كل يوم لجمع تلك المخلفات، كما دعا أقاربه وأصدقاءه إلى تقليل استخدام الأكياس البلاستيكية.