الصفحة الأولى | حجم الخط    أ أ أ

الرئيس الصيني يظهر عزماً قوياً على الحفاظ على العولمة والتجارة الحرة

arabic.china.org.cn / 13:24:13 2018-04-13

بقلم: يحيى مصطفى

13 إبريل 2018 / شبكة الصين / حظي خطاب الرئيس الصيني شي جين بينغ خلال افتتاح أعمال المؤتمر السنوي لمنتدى بوآو الآسيوى باهتمام محلي ودولي كبيرين لأنه تزامن مع حلول ذكرى مرور أربعين عاما على تبني الصين سياسة الإصلاح والانفتاح كما أنه يأتي في ظل تداعيات الإجراءات الحمائية التي أبدرتها الإدارة الأمريكية الحالية التي استهدفت الصين بإعلانها فرض رسوم جمركية على واردات من الصين في انتهاك واضح للقواعد المنظمة للتجارة العالمية.

وجدد الزعيم الصيني تمسك بلاده بسياسة الإصلاح والانفتاح، وقال إن الشعب الصيني يمكنه اليوم القول بكل فخر إن الإصلاح والانفتاح، يمكن تسميته بالثورة الصينية الثانية، حيث أنه لم يغير البلاد بشكل عميق فحسب بل أثر على العالم بأسره بشكل كبير.

واستعرض الرئيس الصيني الإنجازات الباهرة التي حققها الشعب تحت قيادة الحزب الشيوعي والتي تعاظمت مع السير على هدى الاشتراكية ذات الخصائص الصينية. ولا شك أن الإسهام الأعظم خلال الأربعة عقود الماضية تمثل في انتشال أكثر من 700 مليون صيني من براثن الفقر وفقا للمعايير الحالية للأمم المتحدة، ويمثل ذلك أكثر من 70 بالمائة من الإجمالي العالمي خلال الفترة نفسها.

وبعث الزعيم الصيني برسالة واضحة مفادها أن الصين تحافظ على العولمة من خلال إعلان إجراءات محددة جدا وجدول زمني لفتح باب البلاد علي نطاق أوسع أمام بقية العالم.

وقال شي جين بينغ إن الصين ستنفذ في أقرب وقت ممكن إجراءات تشمل المزيد من إزالة القيود الاستثمارية في قطاع الخدمات وتحسين بيئة الأعمال المحلية وتشجيع الواردات وحماية حقوق الملكية الفكرية.

وقد أظهر الرئيس الصيني عزما قويا على الحفاظ على العولمة والتجارة الحرة والاقتصاد المنفتح. وقد استقبلت العديد من العواصم الهامة والأوساط الاقتصادية مضامين خطاب الزعيم الصيني والإجراءات التي اتخذها ثاني أكبر اقتصاد في العالم لزيادة الانفتاح بارتياح بالغ.

وأرسل خطاب شي جين بينغ أيضاً إشارة بشأن الوضع الراهن تفيد بأن حل مشكلة عدم التوازن التجاري والاستثماري والنزاع بين الصين والولايات المتحدة هو توفير إمكانية الوصول إلى الأسواق في الاتجاهين وبالتأكيد فالحل ليس حربا تجارية. ومن الواضح أن فتح الصين سوقها في القطاعات الرئيسية هو إشارة لمَنْ يعمدون الآن على وضع الحواجز وإغلاق أسواقهم بالرسوم الجمركية المجحفة بأن بكين لن تتراجع عن انفتاحها على العالم.

ويحمل خطاب الزعيم الصيني أهمية على المدى الطويل لأن الصين عملت بجد لتأسيس نفسها نصيراً للتجارة العالمية ولتعزيز التكامل الاقتصادي العالمي المتزايد. وكان الخطاب فرصة للصين لتدعيم سمعتها الجديدة باعتبارها صوتا لزيادة العولمة.

ومن المؤكد أن الإجراءات التي أعلن عنها الرئيس الصيني لم تأتِ استجابة لأية ضغوط من جهة ولكن استعراضا لسياسات الصين يُظهر أن البلاد ستعمق الإصلاح والانفتاح بسبب احتياجاتها التنموية العملية، وليس بسبب طلب أو إكراه أي بلد آخر. والأهم من ذلك أنه إذا أصرت الولايات المتحدة على بدء حرب تجارية فقد كشفت تقارير صينية أن سياسات الانفتاح الإضافية في الصين لن تطبق على أي من الشركات الأمريكية.

وبالنسبة للأشخاص المعنيين بالتنمية في الصين، فإن خطاب شي جين بينغ يجب أن يكون ملهماً ولكن ليس مستغرباً لأن الانفتاح كان موضوع تنمية للصين خلال السنوات الـ40 الماضية.

وفي الواقع، يمكن اعتبار التدابير التي أعلنها الزعيم الصيني امتداداً طبيعياً للسياسات والجهود السابقة. وعلي سبيل المثال، شهدت السنوات القليلة الماضية إدخال المعاملة الوطنية قبل الإنشاء بقائمة سلبية لرأس المال الأجنبي في مناطق التجارة الحرة التجريبية في حين أن تنفيذها الشامل، كما أعلن الرئيس الصيني ليس سوي مسألة وقت. وفيما يتعلق بحماية حقوق الملكية الفكرية، فقد أكد الزعيم الصيني في تقريره المقدم إلى المؤتمر الوطني التاسع عشر للحزب الشيوعي الصيني في أكتوبر الماضي أنه ينبغي للصين تطوير ثقافة صديقة للابتكار وتعزيز حماية حقوق الملكية الفكرية.

وبالنسبة للتوسع في الواردات، فقد حولت الصين تركيزها من الصادرات إلى تحقيق التوازن الصحيح بين الواردات والصادرات منذ فترة طويلة، لأن الزيادة في الواردات ستوفر المزيد من الخيارات للمستهلكين الصينيين وستساعد علي تحسين مستويات معيشتهم بالإضافة إلى منح الشركات الأجنبية سهولة الوصول إلى السوق الصينية.

وفي الختام فإن خطاب الرئيس الصيني يتماشى مع فلسفة التنمية في الصين، وتظهر الإجراءات المعلنة النمط الجديد للإصلاح والانفتاح الذي طرحه شي جين بينغ في تقريره إلى المؤتمر الوطني الـ19 للحزب الشيوعي الصيني. وينبغي أن تكون هذه الحقائق كافية لتوضيح أن هذه القرارات لم تتخذ تحت اي ضغط خارجي. ولا يظهر خطاب الزعيم الصيني انفتاح الشعب الصيني تجاه العالم الخارجي فحسب، بل أنه أيضا رد قوي علي التحركات الحمائية الأحادية الجانب لإدارة ترامب. وسيعزز الخطاب أيضا العولمة ويضخ الثقة التي تشتد الحاجة إليها في المجتمع الدولي.

 

-----------------------------------------------

الآراء الواردة في المقال تعكس آراء الكاتب فحسب، وليس الشبكة

 

 

   يمكنكم مشاركتنا بتعليقاتكم عبر فيسبوك و تويتر
تحميل تطبيق شبكة الصين

 
انقلها الى... :
China Internet Information Center E-mail: webmaster@china.org.cn Tel: 86-10-88828000
京ICP证 040089号 京公网安备110108006329号