في بداية عام 2017، تشانغ نشن ليانغ في جولة لمدينة نانجينغ حاضرة مقاطعة جيانغسو جنوب شرق الصين

3 مايو 2017 /شبكة الصين/ هل يمكنك تخيل شعور إدارة صفحة يتابعها أكثر من 6 مليون متابع يوميا، والإجابة على كم هائل من الأسئلة منها "@بوه وو جيون، ما نوع هذا الفطر؟ هل هو سام؟"، "@بوه وو جيون، كيف تتعامل مع لدغه النحلة الصفراء؟"، "@بوه وو جيون، ما اسم هذا الطائر؟ ولماذا وضعت بيضها في أصيص زهور بشرفة منزلي؟".

هذه هي نوعية الأسئلة التي يجيب عليها، تشانغ تشن ليانغ، المحرر المسؤول عن حساب "بوه وو جيون" الرسمي لمجلة "بوه وو". فبالإضافة إلى تحرير المقالات وترويج محتوى المجلة، يحتاج إلى الإجابة على أسئلة متابعي الصفحة. وحتى إذا لم يُعد مواضيع جديدة فإن الرد على مئات الأسئلة يوميا يعد عملا مقعدا بالفعل. ويحرص تشانغ على التحقق بعناية من المعلومات قبل الإجابة عن أي سؤال، كما تكون إجابته مفصلة.

ومع الوقت أصبح متابعوه يسألونه عن أي شيء لا يعرفونه، فمثلا عندما يشاهدون نباتا أو زهرة أو حشرة يجهلونها فأنهم يطالبون مساعدة "بوه وو جين" عبر الحساب على المدونات المصغرة بشكل فوري. وبهذه الطريقة، أصبح حساب "بوه وو جيون" منصة تفاعلية لنشر المعارف والعلوم.

وولد تشانغ تشن ليانغ في عام 1988، وهو من سكان بكين، وتخصص في حماية النباتات خلال دراسته الجامعية، واختار لبرنامج الدراسات العليا "علم تصنيف الحشرات"، ولم يكن يتوقع أن هذا التخصص الغير معروف قد يجعله نجما على موقع التواصل الاجتماعي في يوم ما.

وبعد إكمال دراسته العليا، انضم تشانغ تشن ليانغ إلى مجلة "بوه وو" لتعميم العلوم بين الشباب، والتي كان يحرص على متابعتها منذ فترة طويلة. وفي البداية، كان عمله اليومية هو تحرير المعارف العلمية وتحويلها إلى مقالات. وكان هذا النوع من العمل بسيط وروتيني، فقبله تشانغ كبداية، وبعدها حمّل مسؤولية الأشراف على تشغيل الحساب الرسمي للمجلة على موقع ويبو للمدونات المصغرة (حساب "بوه وو جيون").

ورغم نيله لقب "نجم الإنترنت"، يُفضل تشانغ هواية نشر العلوم بشكل أكبر، كما يعتبر مستخدمو الإنترنت ومتابعي حساب المجلة أن "بوه وو جيون" يشبه إلى حد كبير "موسوعة مائة ألف سؤال" و"أسأل بوه وو جيون". وقال تشانغ إنه حقق هذا الإنجاز بفضل إصراره على مدى طويل، مضيفا أنه لم يتهاون في حماسة قراءة تعليقات المتابعين والرد على استفساراتهم. فهو لا يقدم المعارف بشكل تفصيلي فحسب، بل يستخدم الجمل البسيطة والطريفة لشرح الأفكار الصعبة، ما ساهم في زيادة عدد متابعي الصفحة. ونتيجة لذلك، لا يتذكر المستخدمون هذه المعرفة فقط، بل أيضا يتحمسون لإعادة مشاركتها على حساباتهم الخاصة.

حاليا، عدد المدونات المصغرة التي تقدم مثل تلك الخدمة قليل نسبيا، فأصبح "بوه وو جيون" مشهورا وزادت سمعته بشكل كبير. فخلال السنوات الخمس الماضية، زاد عدد متابعي حساب "بوه وو جيون" من 20 ألفا فقط إلى أكثر من 6 ملايين. ولكن بالنسبة إلى تشانغ، فأن أكبر مصدر للفخر ليس عدد المتابعين المتزايد، لكن ذلك التعليق المتكرر من مستخدمي الإنترنت له "شكرا لك بوه وو جيون لتوضيح الأمور".

ويرى تشانغ إن خريجي تخصص علوم التاريخ الطبيعي دائما "قاتم"، والعديد منهم يصيبه الإحباط حول مستقبلهم. لكن بعد انتشار "بوه وو جيون" على شبكة الإنترنت، قال العديد من الطلاب له لديهم الآن ثقة حول تخصص التاريخ الطبيعي ويأملون أن يعملوا في نفس المجال بعد تخرجهم.

وخلال عملية إدارة حساب "بوه وو جيون" في السنوات القليلة الماضية، وجد تشانغ تشن ليانغ أن التاريخ الطبيعي يلقى اهتماما أكثر في الصين، وقال "عندما يرى الناس زهرة صغيرة في الماضي، قد يقطفونها أو يتجاهلونها، ولكن حاليا، قد يلتقطون صورة لها للتعرف عليها من خلال الإنترنت ـ هذا التحول مفيد جدا". ويعتقد تشانغ أن انطلاق موجة معرفة التاريخ الطبيعي في المجتمع تعتمد على مواقع التواصل الاجتماعي وجذب الجماهير لاستكشاف المعرفة العلمية.

 

中文版：微博大V“博物君”：“我不是网红，是科普工作者”