标题图片
الصفحة الأولى | حجم الخط    أ أ أ

قمة صينية أمريكية مرتقبة ترسم ملامح علاقات البلدين في عهد جديد

arabic.china.org.cn / 08:59:51 2017-04-06

 

بقلم: يحيى مصطفى

6 أبريل 2017 / شبكة الصين/ تترقب الأوساط السياسية والإعلامية المحلية والعالمية بأهتمام كبير لقاء القمة الوشيك بين الرئيس الصيني شي جين بينغ ونظيره الأمريكي دونالد ترامب، حيث يسود تفاؤلٌ عريض بأن اجتماع القمة الصينية الأمريكية سيُحدد اتجاه تطور العلاقات الثنائية بين أكبر اقتصادين في العالم. وأكمل الجانبان الصيني والأمريكي استعداداتهما النهائية لاجتماع القمة وأحكمت الدوائر المعنية في كلا البلدين التنسيق لتحقيق النجاح الكامل لدبلوماسية القمة.

وتكتسب هذه القمة أهمية خاصة باعتبارها أول اجتماع بين رئيسي الصين والولايات المتحدة منذ تولي الإدارة الأمريكية الجديدة مهامها في البيت الأبيض. ومن المنتظر أن يعقد الزعيمان سلسلة من الاجتماعات خلال الفترة من 6 إلى 7 من الشهر الجاري في مار ألاجو بولاية فلوريدا في الولايات المتحدة.

وتنبع أهمية هذه القمة في انعقادها وسط أجواء لا يزال الوضع الدولي يواجه فيها تغييرات عميقة ومعقدة ويُنتظر أن ترسم ملامح العلاقات الصينية الأمريكية في عهد جديد وتدفع تنمية العلاقات الثنائية بطريقة سليمة ومستقرة من نقطة انطلاق جديدة وتعزيز السلام والاستقرار والازدهار في منطقة آسيا والباسيفيك والعالم بأسره.

وكانت تقارير صحفية صينية سابقة قد أفادت بأن الزعيم الصيني شي جين بينغ سيتبادل خلال محادثاته مع ترامب وجهات النظر بشكل عميق حول العلاقات الصينية الأمريكية والشؤون الدولية والإقليمية الرئيسية ذات الاهتمام المشترك بهدف تعزيز التفاهم المتبادل وتوسيع التعاون الثنائي .

وعززت التفاؤلَ العريض بنجاج هذه القمة حقيقةُ أنها تأتي في أعقاب توصل الرئيسين الصيني والأمريكي إلى توافق هام من خلال المحادثات الهاتفية والرسائل على مدى الشهور الماضية، بعد أن ابتعدت الإدارة الأمريكية عن خطاب الحملة الانتخابية لمواجهة حقائق الواقع وانتهاج سياسة تحقق المصالح المشتركة.

ويسود اعتقادٌ راسخ لدى بكين وواشنطن بأن البلدين يمكنهما أن يصبحا شريكين جيدين مع وجوب تمسك الدولتين بمبدأ عدم الصراع وعدم المواجهة والاحترام المتبادل والتعاون المتكافئ المنافع في تعزيز علاقاتهما .

وتعتبر العلاقات الصينية الأمريكية علاقة أساسية بالنسبة إلى الاقتصاد العالمي، ودعت شخصيات بارزة في الأوساط الاقتصادية والمالية الأمريكية إلى عدم السماح بتقويض الاحتكاكات والخلافات الصغيرة في مجال التجارة هذه العلاقات الاقتصادية وأكدوا أنها لن تشهد نمواً مستداماً وسريعاً إذا لم تقم تلك العلاقات على المنفعة المتبادلة.

وبرهنت التجربة منذ تأسيس العلاقات الدبلوماسية بين بكين وواشنطن أن كل جانب يحتاج إلى فهم الآخر، ويحتاج أيضاً إلى العمل على حل تلك المشكلات من أجل الانخراط في علاقة بناءة. وتشير والدلائل والمؤشرات على مدى الشهور الماضية إلى أن العلاقات الثنائية بين الصين والولايات المتحدة سوف تصبح أهم علاقة بالنسبة للولايات المتحدة، وهو أمر يتحقق في الوقت الراهن .وأثبتت التجربة والممارسسة أيضاً أنه ومنذ عهد الرئيس الأمريكي ريتشارد نيكسون، أصبحت أهمية تأسيس علاقة قوية بين الصين والولايات المتحدة، والعمل الجاد من أجل إنشاء هذه العلاقة، أمراً محل إجماع لدى الحزبين الجمهوري والديمقراطي في الولايات المتحدة.

وتظهر بيانات رسمية صينية أن حجم التبادل التجاري بين البلدين ازداد من 2.5 مليار دولار في عام 1979 إلى 519.6 مليار دولار أمريكي عام 2016، مما يعني أنه تضاعف أكثر من 200 مرة.

ويتشابك الاقتصادان الصيني والأمريكي بشكل وثيق، حيث إن أكثر من ثلثي الصادرات الصينية إلى الولايات المتحدة يتم إنتاجها بواسطة شركات الاستثمار المشترك الصيني الأمريكي. وعلاوة على ذلك، فإن سلسلة التوريد مترابطة بعمق بين البلدين. وقد تجاوز تراكم الاستثمارات الثنائية بين الصين والولايات المتحدة 170 مليار دولار أمريكي في عام 2016.

ويقدم نمو الاقتصاد الصيني أفضل فرصة للشركات في الولايات المتحدة، وعلى سبيل المثال، فإنه في عام 2015 فقط، باعت شركة بوينغ إلى الصين 300 طائرة بقيمة 38 مليار دولار أمريكي.

وتؤكد هذه الأرقام بجلاء أن العلاقة الاقتصادية التعاونية والمفعمة بالحيوية قد تخطت حدود العلاقة الثنائية العادية، حيث شهدت الآونة الأخيرة تعاون الصين والولايات المتحدة مع بعضهما البعض لمواجهة الأزمة المالية الدولية، ولتعزيز تعافي الاقتصاد العالمي وأيضاً في التعامل مع القضايا الدولية والإقليمية الكبرى. وفي ملفات القضايا العابرة للحدود، فقد كان دور وتعاون الصين ملحوظاً في الأعوام الأربعة أو الخمسة الأخيرة، وقضية التغير المناخي مثال بارز على ذلك حيث إن ظهور اتفاقية باريس إلى الوجود جاء نتيجة لتعاون الصين والولايات المتحدة في دفع محادثات التغير المناخي.

وسيكون عنوان المرحلة المقبلة من مسيرة العلاقات بين البلدين هو التواصل والتنسيق والتعاون بشكل أكثر قوة، من أجل الاستقرار العالمي وذلك لأنه بات من المؤكد أن أفضل الطرق للتقدم إلى الأمام هو أن تتعاون الصين والولايات المتحدة معاً.

 

-----------------------------------------------

الآراء الواردة في المقال تعكس آراء الكاتب فحسب، و ليس الشبكة

 



   يمكنكم مشاركتنا بتعليقاتكم عبر فيسبوك و تويتر
تحميل تطبيق شبكة الصين
1   2    



 
انقلها الى... :
تعليق
مجموع التعليقات : 0
مجهول الاسم :

China Internet Information Center E-mail: webmaster@china.org.cn Tel: 86-10-88828000
京ICP证 040089号 京公网安备110108006329号