تأثيرات "الحزام والطريق" على العالم arabic.china.org.cn / 09:41:40 2017-03-28
24 يناير 2017، سيارة هندسية داخل حديقة "الحجر العظيم" الصناعية للصين وروسيا البيضاء في بلدة سمالايافيتشي بولاية مينسك في روسيا البيضاء.
بقلم د. شياو خه* 28 مارس 2017 /شبكة الصين/ إذا أردنا التقييم الصحيح لتأثيرات مبادرة "الحزام والطريق" التي طرحتها الصين على العالم ، فعلينا أن نعرف ونلخص، بشكل موضوعي، ماذا حدث بها، وما هي الصدمات التي جلبتها المبادرة للمناطق الأخرى في العالم، وأن لا نتكهن بالمقاصد المتعددة للصين من وراء طرح هذه المبادرة. حتى الآن، مع تحول "الحزام والطريق" من القول إلى الفعل تدريجيا خلال الثلاث سنوات الأخيرة، يمكن القول إن هذه المبادرة لم تحقق تطورا على المستوى المادي بدرجات متفاوتة في الدول التي يمر بها الحزام والطريق فحسب، وإنما أيضا أحدثت صدمات نفسية في العالم الخارجي أيضا. رغم أن هذه المبادرة ما زالت في مرحلة استكشاف مستمرة وتطور مطرد، ما زالت هناك آراء مختلفة داخل الصين وخارجها حول ظروف دفعها وتنفيذها، ولكنها بدأت في البر الأوراسي وأثارت تأثيرات ملحوظة وعميقة على تنميتها في المستقبل. التطورات على المستوى المادي الترابط هو محور "الحزام والطريق"، ودفع التطورات على المستوى المادي للدول التي يمر بها الحزام والطريق وتعزيز بناء المنشآت التحتية ووضع الأساس المادي الثابت لتداول الأفراد والبضائع في هذه المنطقة أهداف هامة تسعى هذه المبادرة إلى تحقيقها. جدير بالذكر أن "المنشآت التحتية" في مبادرة "الحزام والطريق" تشتمل الطرق العامة والسكة الحديدية والمواني والمطارات والاتصالات السلكية واللاسلكية وغيرها، بينما تؤكد على بناء الصناعة الثقيلة باعتبارها أساس القدرة الصناعية الوطنية ومشاركة الدولة في توزيع العمل الدولي. على كل حال، يظل الهدف النهائي لتحسين التواصل والترابط هو رفع القدرة الصناعية للدول المعنية. المشروعات العديدة المندرجة في إطار "الحزام والطريق" لا تحسن أوضاع المنشآت التحتية المحلية مباشرة فحسب، وإنما أيضا تدفع التنمية الصناعية والمجتمعية المحلية كليا. الطريقة المباشرة والموضوعية لمعرفة الثمار التي حققها الحزام والطريق على المستوى المادي، هي معرفة أحوال استثمار الصين في الدول الأجنبية. 25 ديسمبر 2016، في لوانغ برابانغ بجمهورية لاوس الديمقراطية الشعبية، مراسم بدء إنشاء السكة الحديدية بين الصين ولاوس. رئيس وزراء لاوس تونغلون سيسوليث (الأول من اليمين) يدق الصنج بيده تسع مرات.
وفقا لبيانات وزارة التجارة الصينية، بلغ حجم الاستثمار الصيني المباشر غير المالي في التسع والأربعين دولة التي يمر بها الحزام والطريق 82ر14 مليار دولار أمريكي في عام 2015، بزيادة 2ر18% عن عام 2014؛ الذي كان الحجم فيه حوالي 5ر12 مليار دولار أمريكي. وفي الفترة من يناير إلى يوليو عام 2016، استثمرت الصين في الإحدى والخمسين دولة التي يمر بها الحزام والطريق 87ر7 مليارات دولار أمريكي. هذا يعني أن استثمارات الصين في "الحزام والطريق" بلغت نحو خمسين مليار دولار أمريكي منذ عام 2013 حتى الآن. هذا الرقم أقل بكثير عن إحصاءات من مؤسسات أخرى. وفقا لمشروع "تتبع الاستثمار الخارجي الصيني" الذي يراقب أحوال استثمارات الصين الخارجية، وهو تابع لمعهد أميركان انتربرايز لبحوث السياسات العامة، وصل إجمالي استثمارات الصين في الدول التي يمر بها "الحزام والطريق" 95 مليار دولار أمريكي في الفترة من عام 2013 إلى يونيو عام 2015. وحسب إحصاء مركز التقدم الأمريكي، بلغ إجمالي استثمارات الصين الخارجية 250 مليار دولار أمريكي منذ طرح مبادرة الحزام والطريق حتى سبتمبر عام 2015. السبب الرئيسي وراء هذا الاختلاف هو المعايير التي تتخذ في الإحصاء. ولكن، كل هذه الأرقام تدل على أن الصين قد استثمرت أموالا ملموسة وملحوظة لتحسين المنشآت التحتية وقدرة الصناعة في الدول المعنية، ولم تصدر كلاما أجوفا فارغا، فالأرقام لا تكذب. رغم تباين مستوى استخدام رأس المال في المناطق المختلفة، يحقق الاستثمار نتائج إيجابية دائما، و"الحصاد الأولي" لهذه المبادرة يعتبر الرمز البارز في تحسين الملامح المادية للدول المعنية. 27 فبراير 2016، تم إنشاء نفق كامتشيك لخط أنغرين- باب للسكة الحديدية في أوزبكستان. هذا النفق الذي أنشأته المجموعة الصينية لأنفاق السكك الحديدية، هو "أطول نفق في آسيا الوسطى". حضر مراسم افتتاح المشروع السيد راماتوف (Ramatov) (الثالث من اليمين) رئيس شركة أوزبكستان للسكك الحديدية والسيد سون لي جيه (الثالث من اليسار) سفير الصين لدى أوزبكستان.
الصدمات النفسية مع التغيرات على المستوى المادي، أثارت المبادرة أيضا صدمات نفسية في الدول التي يمر بها "الحزام والطريق"، بل وفي العالم كله. في الحقيقة، أقيم "الحزام والطريق" على أساس منطقي للأرباح الطويلة المدى التي يأتي بها بناء المنشآت التحتية في المناطق التي يمر بها، ولكن التقييم الدقيق للأرباح الطويلة المدى يكون صعبا لأنها معقدة للغاية. فمن الطبيعي أن تُحدث مبادرة "الحزام والطريق" كثيرا من الشعور بالحيرة والشكوك، حتى المعارضة، وخاصة التساؤل بشأن محاولة الصين الاستراتيجية لـ"توسيع منطقة النفوذ" من خلال المبادرة. ولكن الممارسة خلال الثلاث سنوات أثبتت أن عددا متزايدا من الدول وجدت أملا في مبادرة "الحزام والطريق"، وهذا التغير النفسي يدفعها لمشاركة هذا الإطار التعاوني بشكل أكثر نشاطا وأعمق. من المعروف أن تحسين المنشآت التحتية يفيد التنمية الاقتصادية والتبادل التجاري، ولكن بسبب عوامل البيئة الطبيعية والجغرافيا السياسية، ثمة مناطق عديدة في البر الأوراسي لا تمتلك القدرة لتحسين المنشآت التحتية وتعزيز قدراتها الصناعية اعتمادا على قوتها الذاتية وآليات التعاون الدولية القائمة. مبادرة "الحزام والطريق" تعطي هذه المناطق الأمل في تحقيق التنمية، حيث أنها تقدم رأس المال، بينما تحفز مبادرة هذه المناطق، فكثير من الدول التي تهتم بـ"الحزام والطريق" أصبحت أكثر حماسة من الصين. 22 سبتمبر 2016، العاملة الإندونيسية سينتا (الأولى من اليسار) تراقب دليل خطوط الإنتاج داخل غرفة التحكم لإنتاج النيكل والحديد في حديقة تشينغشان الصناعية لمحافظة سلبير في إندونيسيا. هذه الحديقة الصناعية مشروع هام لتنفيذ مبادرة "الحزام والطريق" في إندونيسيا.
محاولة مفيدة للعالم علينا أن ندرك أن مبادرة "الحزام والطريق" ليست كل استراتيجية التنمية والاستثمار الخارجي للصين. وفقا لبيانات وزارة التجارة الصينية، خلال الفترة من يناير إلى مايو عام 2016، ارتفع استثمار الصين في أمريكا الشمالية إلى أعلى مستوى له، ازداد بنسبة 208%، وفي الأقيانوسيا ازداد بنسبة 4ر72%، أما في آسيا وأمريكا اللاتينية فازداد بنسبة 8ر62% و5ر50% عاى التوالي، وفي أفريقيا ازداد بنسبة 5%. هذه الحقائق تؤكد أن الصين نفسها تعزز التنمية الذاتية باستخدام شامل للوسائل المختلفة وتقلل المخاطر المحتملة للاستثمار في "الحزام والطريق". تقوم الصين، إلى حد كبير، بتجربة تنمية عابرة للحدود على نطاق ضخم، رغم أن هدفها النهائي ما زال خلق بيئة خارجية كلية جيدة لتنميتها الذاتية ولازدهار الصين، لكنها تجسد شعورها بالمسؤولية ورسالتها في الاهتمام بالمصالح العامة والبعيدة. لكي تلعب مبادرة "الحزام والطريق" دورها مثلما تتوقع الصين ينبغي التعلم المستمر والتحسين الذاتي للحكومات والمؤسسات والهيئات الاجتماعية للصين والدول الأخرى، وقد تواجهها بعض الصعوبات والتحديات، ولكن على كل حال، ستكون مبادرة "الحزام والطريق" محاولة مفيدة للعالم، وستقدم مزيدا من الإمكانيات للقارة الأوراسية والعالم كله. (المصدر: الصين اليوم)
------------------------------------------ *د. شياو خه، باحث مساعد في قسم الاستراتيجيات الدولية بمعهد بحوث اقتصاد وسياسة العالم التابع للأكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية.
|
China Internet Information Center E-mail: webmaster@china.org.cn Tel: 86-10-88828000 京ICP证 040089号 京公网安备110108006329号 |