24 فبراير 2017 /شبكة الصين/ ليو تيه تشي، وارث تراث ثقافي صيني غير مادي، وهو فنان طائرات ورقية شهير، بدأ حرفته منذ عام 1984، ويقول إن صناعة طائرة ورقية كان أمرا بسيطا في طفولته، فكل طفل يمكنه صنع الشكل الذي يريده في ذلك الوقت، وكانوا يعتبرونها مجرد لعبة للترفيه، لكن مع تقدم العمر، أصبحت الطائرات الورقية "ناقلة" ذكريات الطفولة.
التقي ليو بالمعلم قوان باو شيانغ، فنان الطائرات الورقية الشهير في بكين بالصدفة في عام 1984، وقرر تعلم هذا الفن على يديه، وسخر جميع طاقته لهذا الفن حتى أنه تخلى عن عمله الأصلي. حيث لم يرث "جوهر" الفن التقليدي فقط، بل أضاف بجراءة بعض الابتكارات.
وظهر ليو عاليا في أفق الجماهير مع طائراته الورقية في تسعينات القرن الماضي. وتلقى دعوة للسفر إلى ولاية هاواي الأمريكية للمشاركة في مهرجان الثقافة الصينية الذي نظمته الصين والولايات المتحدة في عام 1998. وعلم تلاميذ محليين مبادئ الفن الصيني ومسيرة الطائرات الورقية في الصين. وسافر بعد ذلك إلى العديد من الدول حول العالم، حاملا معه مهمة نشر الثقافة الصينية التقليدية إلى العالم.
ويعتبر ليو تيه تشي "وارثا رمزيا" للتراث الثقافي غير المادي في الصين حاليا، ويشعر بالمسؤولية الملقاة على كتفيه، وقال إن مصطلح "تراث ثقافي غير مادي" لم تكن موجودة عندما بدأ تعلم هذا الفن. ويعتقد أن ظهور هذه المصطلح يعكس اهتمام الدولة بالثقافة التقليدية ومهمة الحفاظ عليها. وقد نشرت الصين العديد من السياسات للحفاظ على التراث الثقافي غير المادي، وعدد من اللوائح المباشرة لرعاية فناني هذا التراث، حيث ساعدت الحكومة هؤلاء الفنانين على تشكيل لجان في المناطق المختلفة، ونظمت فعاليات للترويج لهذه الثقافات التقليدية بين الجماهير.
وقد زار ليو، نحو 25 دولة مع طائراته الورقية للمشاركة في أنشطة ثقافية متنوعة نظمتها الصين، ويرى أن على الحكومة مهمة تعمم التراث الثقافي غير المادي بين الجماهير. والاستفادة من حب الزوار الأجانب للصين، وإعجابهم بالهدايا التذكارات الصينية. ويعتقد أن جزءا من الأجانب المعجبين بهذا النوع من التذكاريات لا يعرفون الكثير عن الصين الحقيقية. لذلك، ينبغي على الحكومة تعزيز مهمة نشر الثقافة الصينية في الخارج.
وقال ليو "أعتقد أن الصين تحمي التراث الثقافي بقوة، ويجب أن تتحول جهود الحماية هذه إلى التوريث الحي، أي بجعلها تدخل حياة الناس وتلامس مشاعرهم، بدلا من عرضها في المتاحف". وينشط ليو في نشر ثقافة الطائرات الورقية في المدارس والأحياء السكنية لتعميم هذا النوع من الفنون غير المادية. وفي الوقت نفسه، يبحث عن وريثه، لحمل المهمة من بعده.
ويأمل السيد ليو أن ينقل الفن الذي تعلمه على يد معلمه إلى الأجيال القادمة، وقال "أشعر بالمسؤولية بعدما تعمقت في هذا الفن، وأتمنى أن أنقل ما تعلمته من مهارات إلى جيل جديد، وأجعل الشباب والأطفال يكونون آرائهم الخاصة ويطبقوها في صناعة الطائرات الورقية، وسأعلمهم المزيد من القصص حول هذا الفن التقليدي".