إحياء "مملكة الدراجات" بخدمة عامة

اجتاح الضباب الدخاني أكثر من نصف الصين لأكثر من عشرة أيام في مطلع عام 2017، وأنتبه المواطنون إلى وسائل النقل الصديقة للبيئة مرة أخرى، وأصبحت "الدراجات العامة" ذات شعبية كبيرة في السنوات الأخيرة، وموضوعا ساخنا على الإنترنت داخل الصين وخارجها. وقد شهدت الدراجات الهوائية تغيرات في الصين الجديدة منذ تأسيسها، ويُكِن الصينيون مشاعر خاصة لها. ففي ستينات وسبعينات القرن الماضي، عندما كان مستوى معيشة الصينيين منخفضا، لم تكن الدراجة وسيلة مواصلات هامة فحسب، وإنما أيضا كانت رمزا لثراء الأسرة. ومع ارتفاع مستوى معيشة الصينيين لم تعد الدراجة الهوائية شيئا كماليا وإنما وسيلة انتقال هامة.

بعد تسعينات القرن الماضي، شهدت الصين تطورا مزدهرا في اقتصادها وازداد عدد السيارات بشكل سريع واستبدلت الدراجة تدريجيا. ومازال الكثير من الصينيين يرون أن السيارة رمزا للثروة حتى الآن. إلا أن الدراجة الهوائية عادت إلى حياة الصينيين بأسلوب "الاقتصاد المشترك" الجديد.

على سبيل المثال، الدراجة الهوائية "Mobike" و"ofo"، يمكن للمواطنين أن يستأجروها باستخدام تطبيق على هواتفهم الذاكية، بعد مسح الرمز الثنائي على الدراجة. كما أن تلك الخدمة لا تفرض ترك الدراجات الهوائية في مواقف خاصة، فيمكن لمستخدمها أن يتركها في أي مكان. وجميع الدراجات تلك مزودة بخاصية "تحديد المواقع" ما يسمح للراغبين في استخدامها بالبحث عن أقرب دراجة متاحة.

إن تطوير صناعة الدراجات العامة في الصين يعتمد على الإنترنت، كما شهد تقدما كبيرا في خدماتها الذاكية وتقديم التسهيلات، لتحقيق تطور سريع وشامل بين المدن. وفي عام 2015، تجاوز عدد الدراجات العامة في الصين إجمالي عددها في البلدان الأخرى. وعلى الرغم من أن نموذج تطور الدراجات العامة المستقبلي مازال بحاجة إلى مزيد من المراقبة، ولكن ما هو مؤكد أن ظهور الدراجات العامة سيجلب تنشيط صناعات متعلقة بالدراجات. والأهم من ذلك أنها تقود تحول مفهوم النقل الجديد للصينيين، كما يظهر سعي الصين لتحسين الكفاءة وتخفيض التكاليف وتوسيع مفهوم حماية البيئة.