مشاركة الرئيس شي في منتدى دافوس تعزز الثقة في الاقتصاد الصيني

بقلم: يحيى مصطفى

14 يناير 2017 / شبكة الصين/ يبدأ الرئيس الصيني شي جين بينغ زيارة رسمية لسويسرا يوم الأحد المقبل وتستمر حتى يوم الأربعاء 18 يناير الجاري، بناءً على دعوة من المجلس الفيدرالي السويسري. وأعلنت وزارة الخارجية الصينية في وقت سابق أن الزعيم الصيني سيحضر الاجتماع السنوي الـ47 لمنتدى الإقتصاد العالمي يوم 17 يناير الجاري بحضور قادة شركات وزعماء سياسيين من بينهم رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي ووزير الخارجية الأمريكي جون كيري، بناء على دعوة من مؤسس المنتدى ورئيسه التنفيذي كلاوس شواب، وسيزور شي جين بينغ أيضاً مكتب الأمم المتحدة في جنيف ومنظمة الصحة العالمية ومقر اللجنة الأولمبية الدولية في لوزان يوم 18 يناير الجاري، بناء على دعوة من الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو جوتيريس، والمديرة العامة لمنظمة الصحة العالمية مارجريت شان، ورئيس اللجنة الأولمبية الدولية توماس باخ.

وكشفت وزارة الخارجية الصينية إن الرئيس الصيني شي حين بينغ سيحضر منتدى دافوس 2017 لتوضيح موقف الصين من العولمة الاقتصادية، والدفع باتجاه فهم موضوعي للعولمة الاقتصادية، وتوجيه عملية العولمة الاقتصادية نحو مزيد من التسامح والشمولية والمنفعة المتبادلة. وتعهدت الصين بالعمل مع الأطراف كافة لإيجاد حل للخروج من المأزق الاقتصادي العالمي .

وستكون مكافحة الحمائية التجارية وتيار مناهضة العولمة وتعزيز الثقة في الاقتصاد الصيني في مقدمة جدول أعمال الرئيس شي جين بينغ كما أنه سيصبح أول زعيم صيني يحضر المنتدى الاقتصادي العالمي الأسبوع المقبل. وقد سبق أن حضر اجتماع هذا المنتدى رئيس مجلس الدولة لي كه تشيانغ في عام 2015، ونائب الرئيس الصيني لى يوان تشاو العام الماضي.

وقد هزت التغييرات في الوجوه السياسية على نطاق واسع في جميع أنحاء العالم ثقة المستثمرين، وأضافت عدم يقين إلى تباطؤ نمو الاقتصاد العالمي الحادث بالفعل منذ الأزمة الاقتصادية عام 2008.

وتتوقع القيادات السياسية والاقتصادية في العالم أن يتطرق الرئيس شي جين بينغ أيضاً إلى عافية وسلامة ثاني أكبر اقتصاد بالعالم في أعقاب التقلبات في قيمة اليوان وتدابير بكين لكبح جماح المخاطر المالية التنظيمية. وتأتي أول مشاركة للرئيس الصيني في اجتماع دافوس لمعالجة "النقص الواسع النطاق في الثقة بشأن آفاق مستقبل الاقتصاد العالمي وعدم وجود حلول ناجعة". ويجب الحذر من أن أحداث العام الماضي، بما في ذلك التصويت في المملكة المتحدة لصالح مغادرة الاتحاد الأوروبي، قد سلطت الضوء على الضغط النزولي للاقتصاد العالمي منذ بداية الأزمة في عام 2008، بجانب تنامي الزخم ضد العولمة وتفضيل الحمائية. ويتوقع العالم تقديم الصين صوتاً قوياً ضد الحمائية التجارية فى المنتدى لأن أصوات البلدان الصغيرة لم تكن كافية لإحداث موازنة في هذا الصدد.

ويجب على الصين أن تعلن بوضوح في المنتدى أن آليات التعاون الاقتصادي الدولية الحالية يجب عدم تغييرها بسبب التغيير في قيادات الدول. وإن الاقتصاد العالمي والعولمة على مفترق طرق ونقطة تحول، فقد حان الوقت للرئيس الصيني شي جين بينغ لإظهار تأثير الصين وواجبها باعتبارها دولة نامية كبيرة، وتكون تعليقات الزعيم الصيني أيضاً مرتقبة ومنتظرة بشكل كبير خاصة بعد اختتام مؤتمر العمل الاقتصادي المركزي السنوي للصين.

وتشمل أولويات الصين في المرحلة القضاء على المخاطر المالية المنهجية وضمان استقرار النمو الاقتصادي.

وعلى صعيد العلاقات الصينية السويسرية تتوقع الأوساط السياسية في العاصمة بيرن إعطاء زيارة الرئيس الصيني شي جين بينغ المرتقبة دفعة قوية للعلاقات الثنائية بين البلدين، التي تتمتع بالفعل بثقة متبادلة كبيرة. ونقلت تقارير صحفية عن ديدييه بيركهالتر، رئيس الإدارة الاتحادية للشؤون الخارجية في سويسرا قوله إنه "واثق من أن زيارة الزعيم الصيني سوف تضفي زخماً قوياً على العلاقات بين البلدين التي هي بالفعل جيدة جداً وواعدة".

وتقول مصادر صينية إن زيارة شي جين بينغ لسويسرا تهدف إلى تعميق العلاقات من خلال إعلان إجراءات جديدة لتعزيز التجارة الحرة، والتبادلات الثقافية، والسياحة، والتعاون المالي.

وتجدر الإشارة إلى أن سويسرا كانت أول دولة غربية تعترف بجمهورية الصين الشعبية في يناير كانون الثاني 1950، ومنذ ذلك الوقت، ظلت هذه العلاقات التاريخية أقوى فأقوى مع الثقة المتبادلة التي أسسها الجانبان. وقد اعترفت سويسرا بوضع اقتصاد السوق للصين في عام 2007. وفي يوليو 2014، بدأت الدولتان تنفيذ اتفاق للتجارة الحرة، وفي أبريل عام 2016، عندما زار الرئيس السابق للاتحاد السويسري يوهان شنايدر آمان الصين، وقع الجانبان "شراكة الابتكار".

ويقول مسؤولون سويسريون أن الجانبين يتمتعان بعلاقة جيدة جداً وواعدة ويجريان حوارات في مختلف المجالات مثل الاقتصاد والمالية والبيئة والثقافة وحقوق الإنسان، ووضع البلدان أمثلة لكيفية تأسيس شراكة رابحة من خلال مراعاة الاختلافات في النظم السياسية والاجتماعية.

وأبدى الجانب السويسري استعداده لتعميق التعاون مع الصين لاستكشاف الابتكار والحفاظ على النظام العالمي للتجارة الحرة. وستعمل سويسرا بشكل وثيق مع الصين في مختلف المجالات المتعددة الأطراف لتصبحان عناصر استقرار للوضع العالمي المتزايد التعقيد.

 

-----------------------------------------------

الآراء الواردة في المقال تعكس آراء الكاتب فحسب، و ليس الشبكة