标题图片
Home
arabic.china.org.cn | 23. 11. 2015

تشانغ شياو بينغ-- شاهد على التبت في خمسين عاما

تشانغ شياو بينغ مع أخيه من قومية التبت

 

بقلم لي يوان

23 نوفمبر 2015 /شبكة الصين/ تشانغ شياو بينغ، البالغ من العمر ثلاثة وسبعين عاما، شغل منصب نائب المحرر الرئيسي في الإذاعة الوطنية الصينية، والمحرر الرئيسي للمركز الصيني لمعلومات التبت (شبكة التبت حاليا) والمحرر الرئيسي لشبكة "ثقافة التبت". ما زال يتذكر أن اليوم الأول لعمله في الإذاعة هو نفس يوم تأسيس منطقة التبت الذاتية الحكم، في الأول من سبتمبر عام 1965. خلال خمسين سنة، سجل بقلمه وعدسته مسيرة تطور التبت. قال: إن عبارات مثل "قومية التبت"، و"منطقة التبت"، و"أعمال الإعلام" مفردات أساسية في حياته.

متابعة التغيرات في التبت

في عام 1965، تأسست منطقة التبت الذاتية الحكم، وبدأ تشانغ شياو بينغ عمله في مجال الإعلام. فشارك في أعمال تأسيس قناة اللغة التبتية للإذاعة الوطنية الصينية وإنشاء المحطة الصحفيين لمحطة التلفزيون المركزية الصينية (CCTV). ومن أجل إتمام هذه الأعمال، ذهب تشانغ شياو بينغ إلى منطقة التبت أكثر من أربعين مرة. وفي عام 1995، عندما أرسلت الحكومة المركزية الدفعة الأولى من الأكفاء لدعم البناء في التبت، كان تشانغ شياو بينغ واحدا منهم، وعمل في التبت ست سنوات، ما زاد حبه اللتبت أكثر فأكثر. قال: "لولا بلوغي سن التقاعد لظللت في التبت لمدة أطول."

في أوائل ستينات القرن الماضي، تم تأسيس منطقة التبت الذاتية الحكم، وكان هناك عدد هائل من الأعمال تنتظر إنجازها. عن ظروف العمل الشاقة في ذلك الوقت، قال تشانغ شياو بينغ: "في ذلك الحين، لم يكن لدينا سيارة، فإذا أردنا القيام بمقابلة إذاعية، نركب سيارة لآخرين تسير في نفس الاتجاه، وقد نضطر إلى الانتظار أكثر من عشرة أيام." كانت حالة المواصلات حينذاك سيئة جدا، وذات مرة، قضى تشانغ شياو بينغ ثمانية عشر يوما في السفر لقطع مسافة أكثر من ألفي كيلومتر. حاليا، يستغرق السفر من لاسا إلى شيغاتسي ثلاث ساعات بالقطار، وفي ذلك الوقت، كانت نفس المسافة تستغرق يومين.

بالإضافة إلى ظروف المواصلات السيئة، كان مستوى معيشة الناس متدنيا للغاية. مازال السيد تشانغ يتذكر أنه عندما قام بتغطية إذاعية في محافظة بولان في أوائل ثمانينات القرن الماضي، لم يكن في تلك المحافظة مطعم بسبب نقص الوقود، فاستضافه أمين لجنة الحزب الشيوعي الصيني وقدم له حساء الأرز. في السنة الماضية، حضر تشانغ شياو بينغ حفل زفاف هناك، حيث كانت الأطعمة وافرة ومتنوعة، ولاحظ التغيرات الكبيرة التي طرأت على معيشة أهل التبت.

قال تشانغ شياو بينغ :"في عام 2009، عندما قمنا بإنتاج الفيلم التسجيلي ((قصة التبت))، كنا نود استعارة قنديل كيروسين من المحليين، لكنني لم أجده، فلم يعد لهذا المصباح القديم وجود في حياة أهل التبت." تجسد مثل هذه الأمور الصغيرة التطورات الجديدة لأهل التبت ومستوى معيشتهم في العصر الجديد.

بصفته صحفيا وإعلاميا، تابع تشانغ شياو بينغ تغيرات التبت في مختلف الجوانب أثناء أعماله اليومية: في تسعينات القرن الماضي، ظهرت السلالم المتحركة في محلات كبيرة في التبت، وظهرت محلات الزهور وبار الكتب في التبت؛ تحول شارع باكوه في لاسا من شارع ترابي إلى ممهد بالأحجار ثم بالأسفلت؛ في عام 2009، احتلت نسبة امتلاك السيارات في التبت المرتبة الثالثة في الصين.

قال تشانغ شياو بينغ إنه يبحث عن الظواهر الجديدة في التبت كلما ذهب إلى هناك. أضاف: "تجسد التفاصيل الصغيرة التغير في حياة الناس. منطقة التبت تتقدم إلى الأمام مع تقدم الصين، ويتقاسم أهل التبت ثمار التنمية مع كافة المواطنين الصينيين."

عواطف عميقة مع أهل التبت

أثناء هذه السنوات، اجتهد تشانغ شياو بينغ في أعمال التأليف. كتب كثيرا من الأدب التسجيلي والنثر والأخبار والمقالات، من مليون كلمة وأكثر. تبلورت العواطف العميقة بينه وبين أهل التبت. قال: "ذهبت إلى التبت لأول مرة في عام 1963، وكنت طالبا جامعيا أتدرب هناك. كنت أقيم مع إحدى الأسر في لاسا في ذلك الوقت. قدمت تلك الأسرة لي أفضل غرفة لديها، بينما كانت تستعد لزواج واحد من أبنائها. كنت أتعامل مع الأسرة بكل عطف ومودة، وفي كل صباح نتبادل التحيات بشكل طبيعي كأننا أسرة واحدة، أنا جزء منها. كنت أشعر بأنني لدي أسرة في التبت، ولدي أهل أعزاء في التبت."

في هذه السنوات، كتب تشانغ شياو بينغ عدة مقالات لتسجيل التغيرات الهائلة لأهل التبت. كان لهذه المقالات قوة تأثير كبيرة وواسعة، فقد وصف فيها نساء التبت، وأهل التبت العائدين من الدول الأخرى، وغيرهم من الشخصيات العديدة المتنوعة. ارتبط مصير هؤلاء الناس بتقدم العصر، بينما تجسد قصصهم العلاقات الطيبة بين أهل التبت من مختلف القوميات وجهودهم في بناء الموطن المشترك والتنمية الاجتماعية والاقتصادية. ومن خلال التعامل مع هؤلاء الناس، تبلورت الصداقة العميقة بين تشانغ شياو بينغ وبينهم. مع أن بعض منهم قد توفي، ظل تشانغ شياو بينغ محافظا على التواصل مع أبنائهم.

قال تشانغ شياو بينغ: "عندي مشاعر خاصة تجاه التبت، مع أنني من قومية هان، يناديني أصدقائي من قومية التبت باسمي التبتي "لاي شي"، لأنهم يرونني مثلهم."

صوت التبت

قال تشانغ شياو بينغ: "منذ انخراطي في أعمال الإعلام لتنمية التبت وتقدمها، وجدت أن لثقافة التبت سحرا فريدا. أظن أن التبت كتاب لا يمكن إتمام قراءته، وأرى أن قضية الإعلام للتبت هي الهدف الذي أعمل على تحقيقه طول حياتي."

يفكر تشانغ شياو بينغ دائما في كيفية إيصال صوت تقدم وتنمية التبت إلى الخارج، ويجتهد في إيجاد الأساليب لتحقيق هذا الهدف. قال: "بكل صراحة، نحن ضعفاء في قضية الإعلام، يقول البعض إن وجهة النظر الصينية بشأن التبت لا تُسمع في الغرب. لكن، في السنوات الأخيرة، تماشيا مع زيادة اهتمامنا بالأعمال الإعلامية الموجهة للخارج، تحسن الوضع في هذا المجال، مع أنه ما زال هناك بعض الصعوبات."

يرى تشانغ شياو بينغ، أن أعمال إعلام التبت تشمل الإعلام الموجه للصينيين، والإعلام الموجه للأجانب. في السابق، كانت وسائل الإعلام الصينية تميز وتفرق بين الجماهير داخل الصين وخارجها. يرى أنه على الصين "أن تحكي قصص التبت بأسلوب عالمي". فقال: "علينا أن نفهم من قرائنا، لنقول قصص التبت بأسلوب يطابق أسلوب التفكير للجماهير من مختلف الدول. وبهذه الطريقة، نستطيع أن نجعلهم يقبلون الحقائق في تجربة مريحة."

الآن، يقوم تشانغ شياو بينغ بتنظيم يومياته الشخصية المسجلة لأعماله خلال خمسين عاما، قال: "في اليوميات كثير من القصص التي شهدتها بنفسي. بالطبع، لكل فرد تجاربه الخاصة، لكن إذا سجل الجميع قصصهم الفردية حول التبت، فسيكون هناك عدد لا يحصى من القصص الرائعة. التبت مصدر تاريخ قومية التبت وثقافتها، وهي المكان المقدس للقيام بأعمال الإعلام حول التبت. ومن المنظور التاريخي، لم يكشف جيلنا إلا جزءا صغيرا من حضارة التبت العظيمة. وكان دخول التبت وإيصال قصصه دعوة العصر لي، والمسعى الذي لن أندم عليه طول حياتي." (المصدر: الصين اليوم)

   يمكنكم مشاركتنا بتعليقاتكم عبر فيسبوك و تويتر
1   2   3   4   الصفحة التالية  


 
انقلها الى... :

الترتيب للأخبار

تعليق

تعليق
مجهول
الاسم :
(0) مجموع التعليقات :
China Internet Information Center E-mail: webmaster@china.org.cn Tel: 86-10-88828000
京ICP证 040089号 京公网安备110108006329号