أدوات سانغتشو تحكي مسيرة تسلق الجبال arabic.china.org.cn / 09:28:14 2015-11-19
طلاب من مدرسة التبت لتسلق الجبال في طريقهم لتسلق قمة تشومولانغما
بقلم شي وي جينغ 19 نوفمبر 2015 /شبكة الصين/ يبدو وكأن بيت الدرج في بيت سانغتشو، الرئيس السابق لفريق التبت لتسلق الجبال، متحف صغير لأدوات تسلق الجبال، فعلى جدرانه تُعلق كل الأدوات التي استخدمها هذا المغامر في تسلق الجبال منذ سنة 1974، والتي تطورت من أدوات بدائية بسيطة إلى أجهزة حديثة متقدمة. هذه الأدوات لا تعرض مسيرة تطور تسلق الجبال في التبت فقط، وإنما في الصين كلها أيضا.
مسيرة تسلق الجبال في أربعة عقود ولد سانغتشو في عام 1952، وانضم إلى قوات جيش التحرير الشعبي الصيني في محافظة بيرو بمنطقة ناتشو في شمالي التبت وعمره سبع عشرة سنة. في ذلك الوقت، لم تكن ثمة علاقة بين الشاب المولود في التبت وتسلق الجبال. في شهر يناير سنة 1974، وصل فريق الصين لتسلق الجبال إلى محافظة بيرو لقبول أعضاء جدد، فأتيحت فرصة نادرة لسانغتشو، الذي اجتاز مع ثلاثين فردا من أنحاء التبت، اختبارات الفحص الصحي واللياقة البدنية، فانتقلوا جميعا مع فريق الصين لتسلق الجبال إلى مدينة لاسا حاضرة منطقة التبت، في شاحنة من طراز "جيفانغ"، التي كانت من أشهر وسائل النقل في الصين آنذاك. في لاسا، أقام سانغتشو مع أكثر من ثلاثمائة فرد من الأعضاء الجدد بالفريق والذين جاءوا من أرجاء التبت، في غرف من الصفيح في ضاحية لاسا الغربية، للقيام بتدريبات اللياقة البدنية لمدة شهرين. واجه سانغتشو وزملاؤه سلسلة من الاختبارات البدنية والنفسية القاسية، وفي النهاية نجح في هذه الاختبارات أكثر من مائة فرد، كان سانغتشو واحدا منهم. حان موعد لقاء قمة تشومولانغما (إفرست). في أواخر شهر مارس عام 1974، وصل أكثر من مائة فرد من أعضاء الفريق إلى قاعدة تشومولانغما التي يبلغ ارتفاعها خمسة آلاف ومائتي متر عن سطح البحر ، لإجراء تدريبات التأقلم تدريجيا، قبل أن يبدأوا رحلة التسلق، فوصلوا إلى ارتفاع خمسة آلاف وأربعمائة متر عن سطح البحر، ثم خمسة آلاف وثمانمائة متر، ثم ستة آلاف متر، وهكذا حتى وصلوا إلى ارتفاع سبعة آلاف وثمانية وعشرين مترا عن سطح البحر، فأقاموا هناك يومين تحت مراقبة مدربهم. قال سانغتشو إنه لم يشعر بأي تغير نتيجة الارتفاعات العالية، ولم يصب بالصداع، بل وكان يأكل الطعام أكثر من المعتاد. في هذه المرة، وقع الاختيار على سانغشو ضمن قائمة أسماء الأعضاء المرشحين لتسلق قمة تشومولانغما. في شهر أغسطس من نفس العام، وصل سانغتشو مع زملائه إلى بكين، في رحلة بالقطار ثم بالطائرة، لإجراء تدريبات التقوية، التي شملت تسلق الجبال بحقائب مملوءة بعشرات الكيلوغرامات من الرمل، كان وزن أثقلها أربعين كيلوغراما. أرهقت التدريبات الثقيلة أعضاء الفريق، فكان بعضهم يتقيأ، وبعضهم عزف عن تناول الطعام، ولكنهم ثابروا على التدريبات من الصيف إلى الشتاء. قال سانغتشو، إنه من أجل تقليل النفقات، لم يجهز الفريق أدوات تسلق جديدة للأعضاء الجدد، وإنما كانوا يستخدمون أدوات الأعضاء القدامى الذين تسلقوا تشومولانغما في عام 1960. أضاف: "كان ملبسي المحشو بالريش به رقع كثيرة، وكان حذائي قديما، وكان اللحاف المحشو بالريش مهترئا فيخرج منه الريش دائما ويلتصق بالجسم والشعر كلما نهضت من نومي." استمر الحال على هذا النحو حتى عام 1975، الذي تسلق فيه سانغتشو وزملاؤه قمة تشومولانغما.
تسلق تشومولانغما بأدوات صينية قال سانغتشو، إن تسلق قمة تشومولانغما في عام 1975 كان له مغزى هام. أضاف: "كان فريقنا يضم رجالا ونساء من أبناء من قومية هان وقومية التبت. لم تكن عملية التسلق فرصة لإظهار قوة فريق التسلق الصيني أمام العالم فحسب، وإنما أيضا فرصة نادرة لإبراز تضامن أبناء قوميات الأمة الصينية." في ظل الأجواء السياسية لتلك الفترة، تجاوزت عملية تسلق القمة حدودها الرياضية، وأصبحت حملة لإبراز قوة البلاد. كانت الصين في فترة الثورة الثقافية الكبرى، وتواجه صعوبات وتحديات في شتى المجالات، ومع ذلك وافق مجلس الدولة الصيني على توفير المخصصات المالية لتجهيز أدوات حملة تسلق قمة تشومولانغما. قال سانغتشو: "في ذلك الوقت، لم تكن الصين تنتج الكثير من أدوات ومعدات تسلق الجبال. كانت الحبال وأسطوانات الأكسجين وأسطوانات الغاز التي تستخدم في الأماكن التي يبلغ ارتفاعها أكثر من ثمانية آلاف متر عن سطح البحر تستورد من فرنسا والاتحاد السوفيتي السابق. كان الأكسيجين المستورد شيئا نفيسا لا نستخدمه إلا لإنقاذ الحياة." في ظل هذه الظروف، كان سانغتشو وأربعة زملاء له يشتركون في استخدام أسطوانة أكسجين واحدة. كانت الأطعمة وملابس تسلق الجبال تصنع في الصين. قال سانغتشو: "كانت الملابس المحشوة بريش البط تصنع في شانغهاي، وبرغم أنها كانت تدفئ الجسم، إلا أنها كانت ثقيلة أيضا. كان الواحد منا يرتدي ملبسا من الصوف في الداخل تحت الملابس المحشوة بالريش فيصبح سمينا مثل الباندا. القفاز المحشو بالريش الذي كنا نستخدمه في ذلك الوقت، لم تكن هناك فواصل بين الأصابع إلا الإبهام. لم تكن حركة اليد به سهلة، ولكن من دونه تكون اليد معرضة للجروح بسبب البرد." مأكولات رحلة التسلق كانت تشمل البسكويت المجفف، واللحوم المجففة، وكان سانغتشو وزملاؤه يأكلون الشوكولاته البيضاء المصنوعة خصيصا لحملة تسلق تشومولانغما في عام 1975. قال سانغتشو: "في ذلك الوقت، لم يكن هذا النوع من الشوكولاته داخل البلاد، إلا في تشومولانغما. مازلت أتذكر مذاقها اللذيذ، وكان لها تأثير فعال في زيادة قوة الجسم." أما الأغذية المعلبة، وتشمل البرتقال والأناناس والكمثرى، فكانت تحفظ في زجاجات سهلة الكسر أثناء تسلق الجبال، وإذا كسرت نستعجل في أكل الفواكه المتبقية، ونأسف لفقدان عصيرها."
تسلق أربع عشرة قمة جبلية في السابع والعشرين من مايو عام 1975، نجح سانغتشو مع ثمانية من زملائه في تسلق تشومولانغما، فسجلوا صفحة هامة في تاريخ تسلق الجبال بالصين والعالم، وكان ذلك تجربة هامة في حياة سانغتشو. بعد هذه المرة، ظل سانغتشو مع فريق التبت لتسلق الجبال، واشترك في عدة نشطات لتسلق الجبال. في عام 1993، تم تشكيل "فريق التبت الصيني لتسلق 14 قمة جبلية أعلى من ثمانية آلاف متر". بدأ سانغتشو، باعتباره رئيس الفريق، حياته الجديدة على طريق تسلق الجبال. في عام 2007، أتم عشرة أعضاء من الفريق تسلق أربع عشرة قمة جبلية يبلغ ارتفاع كل منها عن سطح البحر أكثر من ثمانية آلاف متر. أما عن تطور أدوات ومعدات تسلق الجبال في السنوات الأخيرة، فيصفها سانغتشو بـ"المدهشة". على جدران بيته، تعُلق أنواع كثيرة من السترات وأحذية التسلق وأكياس النوم التي مازالت تحمل آثار استخدامها. هذه الأدوات والمعدات دليل على تطور رياضة تسلق الجبال في التبت والصين كلها.
تسلق الجبال صناعة جديدة في التبت من بين القمم الجبلية التي يبلغ ارتفاع كل منها أكثر من ثمانية آلاف متر عن سطح البحر والتي تسلقها سانغتشو، خمسة في التبت. التبت بها أكثر من سبعين قمة جبلية يبلغ ارتفاع كل منها أكثر من سبعة آلاف متر عن سطح البحر وآلاف القمم التي يبلغ ارتفاع كل منها أكثر من ستة آلاف متر عن سطح البحر. تمثل هذه الجبال الشاهقة موارد مميزة للتبت لتنمية صناعة تسلق الجبال. مع تنفيذ سياسة الإصلاح والانفتاح في الصين، وانتشار نشاطات تسلق الجبال، شهدت التبت تطورا مدهشا في صناعة تسلق الجبال، خصوصا في السنوات الأخيرة، فتحولت نشاطات تسلق الجبال تدريجيا من واحدة من رياضات الحد الأقصى إلى صناعة خدمية تسهم في التنمية الاجتماعية والاقتصادية. وفقا لأرقام مصلحة الرياضة البدنية بحكومة منطقة التبت الذاتية الحكم، فإنه في الفترة ما بين عام 1980 وعام 2014، استقبلت التبت 1679 وفدا أجنبيا لتسلق الجبال، بلغ عدد أفرادها 17248 فردا، وحققت عائدا بلغ أكثر من 320 مليون يوان (الدولار الأمريكي يساوي 3ر6 يوانات). إضافة إلى ذلك، أدت نشاطات تسلق الجبال الواسعة النطاق، إلى زيادة دخول المزارعين والرعاة المحليين. في عام 2014، وفرت نشاطات تسلق الجبال الخارجية أكثر من ثلاثة ملايين يوان للمساعدين والمرشدين المحليين لتسلق الجبال. وفقا لإحصاءات جمعية التبت لتسلق الجبال، استقبلت التبت، في فترة ما بين عام 2000 وعام 2010، أكثر من ثلاثين ألف فرد من هواة تسلق الجبال ضمن ستمائة فريق لتسلق الجبال، جاءوا من أكثر من أربعين دولة من خمس قارات، وحققت المناطق الجبلية المعنية إيرادات أكثر من ثمانية وأربعين مليون يوان. حاليا، ومع الإقبال الكبير على تسلق الجبال نشأت صناعة خدمات التسلق. تأسست مدرسة التبت لتسلق الجبال في عام 1999، لإعداد المرشدين والخادمين لتسلق الجبال. تقبل المدرسة المقامة في مدينة شيغاتسي عشرين طالبا كل سنتين، وتخرج فيها حتى الآن أكثر من ثلاثمائة فرد من المرشدين المثقفين الذين يجيدون اللغات الأجنبية ومهارات تسلق الجبال. (المصدر: الصين اليوم)
|
China Internet Information Center E-mail: webmaster@china.org.cn Tel: 86-10-88828000 京ICP证 040089号 京公网安备110108006329号 |