دروكانغ: البوذية التبتية تشهد أزهى مراحل تطورها arabic.china.org.cn / 13:03:36 2015-11-12
مهرجان مطرزات بوذا المهيب الضخم يجذب معتنقي البوذية بالتبت ومن داخل الصين وخارجها
بقلم لي يوان 12 نوفمبر 2015 /شبكة الصين/ ولد البوذا الحي السابع دروكانغ توبتن كيدروب في محافظة ناغتشو بمنطقة التبت الذاتية الحكم، ويتولى حاليا مناصب عضو اللجنة الدائمة للمجلس الوطني للمؤتمر الاستشاري السياسي للشعب الصيني ونائب رئيس مجلس المؤتمر الاستشاري السياسي لمنطقة التبت الذاتية الحكم ورئيس فرع التبت للجمعية البوذية الصينية. ويصف نفسه مازحا ب"أكثر بوذا حي اشتغالا". المهام الكثيرة التي ينهض بها دروكانغ توبتن كيدروب تجعل مقابلته مهمة صعبة؛ فهو دائما ينشط في المناطق الريفية لنشر العقيدة البوذية أو مساعدة الفقراء والطلاب أو توصيل العلاج والأدوية إلى أبناء التبت من عامة الشعب. في أغسطس 2015، جاء البوذا الحي دروكانغ توبتن كيدروب إلى بكين لحضور مؤتمر، فكانت فرصة ذهبية لمقابلة هذذه الشخصية البوذية المعروفة.
الشؤون الدينية في التبت تشهد تطورات سليمة يرجع تاريخ البوذية التبتية في منطقة التبت إلى ألف وأربعمائة سنة. ويعد البوذا الحي دروكانغ أكثر بوذا حي قداسة في شمالي هضبة التبت، وهو ينتمي إلى طائفة القبعة الصفراء (غيلوغ) البوذية. يرجع تاريخ البوذا الحي دروكانغ الأول الى أكثر من ثلاثمائة وثمانين سنة. ويعتبر نظام تنصيب البوذا الحي أسلوبا خاصا للبوذية التبتية لحل المشاكل بين الطوائف ووراثة البوذا الحي، ويحظى باحترام على المستوى الوطني. حتى الآن، تم الاعتراف بثلاثمائة وثمانية وخمسين بوذا حيا في التبت وفقا للمراسيم والطقوس الدينية والأنظمة التاريخية. في عام 1958، أقيمت مراسيم تنصيب البوذا الحي دروكانغ السابع في محافظة ناغتشو. وكان عمره ثلاث سنوات. كانت هذه المراسيم هي الأولى من نوعها بعد تأسيس الصين الجديدة، فأولتها الحكومة المركزية الصينية اهتماما بالغا، فكانت أكثر مراسيم تنصيب البوذا الحي فخامة في التاريخ. كواحد من رجال الدين، شهد البوذا الحي دروكانغ توبتن كيدروب التطور السليم للشؤون الدينية في التبت بعد تأسيس منطقة التبت الذاتية الحكم. قال: "الجمع بين الدين والسياسة في ظل النظام الإقطاعي كانت السياسة تختطف الدين وتفقده نقاءه؛ أما بعد تأسيس منطقة التبت الذاتية الحكم، فتطبق الدولة نظام فصل الدين عن السياسة في التبت الجديدة في ظل النظام الاشتراكي، ما جعل الرهبان يحصلون على الحرية الحقيقية في تكريس أنفسهم للتعبد ونشر العقيدة البوذية." منطقة التبت بها حاليا ألف وسبعمائة وسبعة وثمانون موقعا للنشاطات الدينية، ويبلغ عدد الرهبان البوذيين والراهبات حوالي ستة وأربعين ألفا، والتحسين الكبير لظروف التعبد والمعيشة يجعل الرهبان يشعرون بالدفء. وفي السنوات الأخيرة، أصدرت حكومة منطقة التبت سلسلة من الإجراءات التي استفادت منها المعابد والرهبان من أجل مزيد من تحسين ظروف تعبد الرهبان البوذيين والراهبات، حيث وفرت الحكومة المواصلات والاتصالات والكهرباء والمياه وخدمات البث الإذاعي والتلفزيوني في أكثر من 70% من المعابد بمنطقة التبت؛ وزودت عشرين معبدا في منطقة التبت بأجهزة للرياضة البدنية قمتها أكثر من مليون ومائتي ألف يوان (الدولار الأمريكي يساوي 3ر6 يوانات)؛ وخصصت أكثر من ثلاثة عشر مليون يوان كمعونات لـتأمينات الرهبان البوذيين والراهبات، فبلغت نسبة اشتراك الرهبان البوذيين والراهبات في التأمين الطبي وتأمين الشيخوخة إلى 3ر93% و8ر66% على التوالي، ووصارت منظومة ضمان الحد الأدنى لمستوى المعيشة تغطي كل منطقة التبت. بالإضافة إلى ذلك، تجري الحكومة الفحص الصحي المجاني لكل الرهبان البوذيين والراهبات المسجلين في المنطقة، وأصبح لكل فرد منهم ملف صحي. في السنوات الأخيرة، اتخذت الحكومة الصينية إجراءات لحماية وإنقاذ نقاط التراث الثقافي للبوذية التبتية. وقد اعتبرت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) عملية الترميم الشاملة لقصر بوتالا "عجيبة في تاريخ حماية البنايات القديمة وساهمت مساهمة عظيمة في حماية الثقافة التبتية والثقافة العالمية". منذ عام 2008، استثمرت الصين خمسمائة وسبعين مليون يوان في مشروع حماية وصيانة معبد جوكانغ (داتشاو) ومعبد راموتشه ومعبد سيرا ومعبد دريبونغ. وتحظى الكتب البوذية المقدسة بالحماية، وتم إصدار ونشر المؤلفات الخاصة بالبوذية لبعض مؤسسات البحوث الدينية البوذية والرهبان الكبار والعلماء. أعرب البوذا الحي دروكانغ توبتن كيدروب عن إعجابه بذلك قائلا: "هذا التراث الثقافي النفيس ملك للتبت وللأمة الصينية والبشرية كلها، ولا تدخر الدولة جهدا في حمايته، مما يشجعنا نجن رجال الدين كثيرا."
تحسن نظام تعليم البوذية التبتية في العاشر من يوليو عام 2015، اختتمت بنجاح الدورة الدراسية الثانية لمعهد البوذية بمنطقة التبت والدورة التدريبية السابعة لرهبان وراهبات المعابد في المناطق الحدودية والنائية، وأتم الطلاب دراستهم وأقيمت حفلة التخريج. يقع معهد البوذية بمنطقة التبت بجانب معبد راتو في ناحية نيتانغ بمحافظة تشوشور في مدينة لاسا بمنطقة التبت.تأسس المعهد في عام 2011، وهو أول معهد شامل رفيع المستوى للبوذية التبتية في منطقة التبت، يجمع فيه الرهبان الكبار والطلاب من الطوائف الخمس للبوذية التبتية. يطبق المعهد أسلوبا تعليميا يقوم على الجمع بين الأسلوب الأكاديمي الحديث والأسلوب المعبدي التقليدي، فأسس ثلاثة أقسام في المعهد وهي (الطائفة الباطنية) و(الطائفة الظاهرية) و(البوذا الحي)، ووضع ثلاثة أنواع من المواد، وهي الشؤون القانونية والشؤون الجماهيرية وعلم البوذية. والآن، يقوم بالتدريس فيه ثلاثة عشر معلما، كلهم الرهبان الكبار من مختلف المعابد الكبيرة في منطقة التبت، ويشغل البوذا الحي دروكانغ توبتن كيدروب منصب رئيس معهد البوذية بمنطقة التبت. قال دروكانغ توبتن كيدروب، إن التطور السريع لمعهد البوذية بمنطقة التبت لا ينفصل عن جهود الحكومة المركزية في حماية البوذية التبتية. حتى الآن، أقام معهد البوذية بمنطقة التبت دورتين دراسيتين وسبع دورات تدريبية للرهبان والراهبات من المعابد في المناطق الحدودية والنائية، وقد أعد هذا المعهد نحو ألف راهب كادر ممتاز للمعابد المختلفة. من أجل تعميم التجارب التدريسية الناجحة لمعهد البوذية بمنطقة التبت ورفع مستوى الرهبان في نشر البوذية التبتية، أسس المعهد فرعا له في معبد شابتن بمحافظة ناغتشو بمنطقة التبت في عام 2011. وبعد أربع سنوات من الدراسة، تخرج طلاب الدفعة الأولى في يوليو عام 2015. بالإضافة إلى ذلك، أقام معهد البوذية بمنطقة التبت مرات من الدورة التدريبية للرهبان والراهبات من المعابد في المناطق الحدودية والنائية، وكل ذلك عمل عظيم غير مسبوق في تاريخ تعليم البوذية التبتية.
البوذية التبتية والعصر الحديث مع مرور الزمن، خرجت البوذية التبتية منطقة التبت وصارت ذات شهرة عالية في العالم. يتجول دروكانغ توبتن كيدروب في مناطق الصين الداخلية وهضبة تشينغهاي- التبت، كما سافر إلى خارج الصين عدة مرات، فقد زار ميانمار وتايلاند وماليزيا واليابان وأستراليا وفرنسا وألمانيا والسويد وبلجيكا وغيرها من الدول. في زياراته الخارجية، يواجه دروكانغ توبتن كيدروب دائما سؤالا حول كيفية تكيف البوذية التبتية مع تطور المجتمع في العصر الحديث. وهو يعتقد أن العقيدة البوذية ليست في حاجة إلى إصلاح، ذلك أن جوهر البوذية هو الشفقة والرحمة، والمعيار الذي يحكم معتنق البوذية هو عدم الإضرار بأي نفس، وما يميز البوذي هو الامتناع عن الشر ذاتيا، وهدف البوذية هو إنقاذ جميع الكائنات، وهذه الأفكار تظل متوافقة مع المجتمع الحالي. يعتقد دروكانغ توبتن كيدروب أن البوذية التبتية لا يمكن أن تتمتع بالحرية إلا بالتكيف مع المجتمع الحديث. قال: "يظل مصير الدين مرتبط بمصير البلاد ارتباطا وثيقا، ولا يمكن أن يعكف الرهبان على التعبد إلا في بلد مزدهر وغني وقوي ومجتمع متناغم ومستقر." ويطالب دروكانغ توبتن كيدروب أوساط البوذية التبتية بمواجهة تسلل وتخريب القوى الانفصالية من ناحية السياسة، ومواجهة حواجز الأفكار الإقطاعية والخرافات الموجودة في بعض المجالات من ناحية الدين، وأن تميز الفرق بين نظرية البوذية والإقطاع والإيمان بالخرافات. وعلاوة على ذلك، أشار دروكانغ إلى ضرورة تعزيز التضامن بين الطوائف المختلفة للبوذية التبتية. قال: "للطوائف المختلفة مناهج متنوعة للوصول إلى الاستنارة ولكنها تشترك في نفس المبادئ والأهداف، فنكون أسرة واحدة. وإذا نستعرض تاريخ البوذية التبتية، فإن أفضل مرحلة للبوذية التبتية هي المرحلة التي تتعايش فيها الطوائف المختلفة في تناغم، وذلك في مصلحة البلاد والشعب". وأضاف دروكانغ توبتن كيدروب قائلا: "مع الارتفاع المستمر لقوة الصين الشاملة، ترتفع مكانة الصين في العالم. والبوذية باعتبارها واحدة من الأديان الثلاثة في العالم، تداخلت أفكارها مع الأفكار الكونفوشية والطاوية بعد تطورها خلال أكثر من ألفي سنة، وأصبحت جزءا هاما من ثقافة الأمة الصينية التقليدية، والآن تعيش أزهى مراحل تطورها." (المصدر: الصين اليوم)
|
China Internet Information Center E-mail: webmaster@china.org.cn Tel: 86-10-88828000 京ICP证 040089号 京公网安备110108006329号 |