标题图片
Home
arabic.china.org.cn | 27. 08. 2015

سنوات في أفريقيا

 

27 أغسطس 2015 /شبكة الصين/ في الثامن عشر من مايو سنة 2015، تم مد الخط الحديدي الذي يربط بين مدينتي أديس أبابا وميسو في أثيوبيا بطول 329 كيلومتر، وبسرعة تصميمية للقطارات تصل إلى 120 كيلومترا في الساعة. المشروع الذي نفذته الشركة الثانية التابعة للمجموعة الصينية المحدودة للسكك الحديدية، حسب المعايير الصينية، أثنى عليه رئيس الوزراء الأثيوبي هيلا مريام ديسالين، قائلا إن هذه أول سكة حديد حديثة في بلاده وتعتبر شريان حياة لها.

في الأول من فبراير سنة 2015، نفذت الشركة الثانية التابعة للمجموعة الصينية المحدودة للسكك الحديدية خطا للسكة الحديد الخفيفة في أديس أبابا، هو الأول من نوعه في العاصمة الأثيوبية. ليو جي لونغ، مسؤول المشروع، عمل في أفريقيا لمدة عشر سنوات. من أنغولا إلى أوغندا ثم إلى أثيوبيا، شهد تخطيط وتنفيذ مشروعات السكك الحديدية في هذه الدول الأفريقية، وكتب قصصه في أفريقيا.

أول مرة إلى أفريقيا

في شهر يوليو سنة 2004، تخرج ليو جي لونغ في كلية اللغة الإنجليزية بجامعة تشونغنان في الصين. فوجد عملا في شركة تشوانتيه المحدودة المتخصصة في المقاولات الهندسية الدولية وتجارة الاستيراد والتصدير والاستثمار الخارجي في مدينة تشنغدو. الصين بها عشرات الشركات المماثلة. قال: "كانت شركتنا تنفذ أعمالا في حوالي عشر دول في أفريقيا وجنوب شرقي آسيا ومنطقة الشرق الأوسط وأمريكا الجنوبية وغيرها."

بعد سنة من التدريب، أرسلته الشركة إلى أنغولا ليعمل في مشروع سكة الحديد في لواندا. رغم أنه كان يعرف شيئا عن أحوال أفريقيا من وسائل الإعلام وما يقوله الزملاء عنها، أدهشته حالة مدينة لواندا. قال: "الطرق ليست سهلة، مرافق الصرف الصحي لا تعمل بشكل جيد، البنايات في المدينة تشبه البنايات في المناطق الريفية بالصين."

وقعت اتفاقية تنفيذ المشروع في سنة 2003، أي في السنة التالية لانتهاء الحرب الأهلية التي دامت ثلاثين سنة في أنغولا. كانت هناك مئات الأعمال المهملة تحتاج إلى نهوض. قررت حكومة أنغولا زيادة الاستثمار في بناء البنية التحتية، لكنها كانت تفتقر إلى التمويل. في ذلك الوقت، لم يكن ممكنا لحكومة أنغولا الحصول على مساعدات مالية من الدول الغربية والمؤسسات المالية التي تسيطر عليها الدول الغربية إلا بعد قبول شروطها القاسية. تلبية لطلب حكومة أنغولا، مدت الصين يد العون إلى أنغولا. قال ليو جي لونغ: "على هذه الخلفية، تعاونت شركة تشوانتيه المحدودة مع مؤسسة CMEC، ووقعت العقد ونفذت مشروع إعادة البناء. هذه المشروع يحتوى على التصميم والشراء والإنشاء، بتكلفة 120 مليون دولار أمريكي. كان أكبر مشروع من حيث التكلفة في تاريخ التجارة بين الصين وأنغولا، وكان أيضا أول مشروع في إطار التعاون بين البلدين بعد إنتهاء الحرب. في البداية، شارك فيه حوالي مائة صيني، وأثناء تنفيذه إزدادا عددهم الى أكثر من سبعمائة عامل. هذه السكة الحديدة جعلت ميناء لوندا مرتبطا بالسكة الحديد مع كل أراضي أنغولا، ولعب دورا هاما في نقل سلع الواردات والصادرات."

بعد تنفيذ مشروع لواندا بنجاح في عام 2004، وقعت حكومة الصين مجموعة من اتفاقات التعاون مع حكومة أنغولا، قدمت الصين بموجبها القروض والتكنولوجيا لأنغولا لمساعدتها في بناء البنية التحتية في المجالات المختلفة، الأمر الذي جذب كثيرا من الشركات الصينية للمشاركة في بناء البنية التحتبية هناك. وهذه المشروعات تشمل بناء المساكن وإصلاح السكك الحديدية وبناء الملاعب الرياضية وأعمال الري وإمدادات المياه، وصلت قيمة التعاقدات إلى أكثر من ستمائة مليون دولار أمريكي.

في أغسطس عام 2013، أثنت مصلحة السكة الحديد في لواندا على شركة تشوانتيه المحدودة تقديرا لمساهماتها في المشروع، خاصة الجودة والفعالية العالية للمشروع. في ذلك الوقت، كان ليو جي لونغ قد انتقل للعمل في أوغندا.

دعم الشعب

بعد وصول ليو جي لونغ إلى أوغندا، اشترك في مشروع عمارة إدارة الإيرادات وفي مشروعين في دولة جنوب السودان. لكن بسبب تدهور وضع الأمن ، واستمرار الحرب الأهلية، قررت شركة تشوانتيه الخروج من سوق جنوب السودان. أرسلت الشركة ليو جي لونغ للمشاركة في مشروع السكة الحديد في أثيوبيا.

من المتوقع أن تبدأ المرحلة الأولى لمشروع خط السكة الحديد في أثيوبيا الذي يبلغ طوله 31 كيلومترا بتكلفة 475 مليون دولار أمريكي في سبتمبر هذا العام. قال ليو جي لونغ إن المشروع يستخدم كله، من التصميم والتنفيذ إلى المعدات والإدارة، التكنولوجيا الصينية. وأضاف: "حسب طلب أثيوبيا، أتمت الشركة تخطيط المرحلة الثانية لهذا الخط بطول 78 كيلومترا. إذا أمكن تنفيذ هذه الخطة، فستربط السكة الحديد الجديدة بين مطار العاصمة ومحطة القطارات ومقر الاتحاد الأفريقي والمركز الرياضي والتجمعات السكنية وضواحي المدينة، وستكون شبكة مواصلات حضرية هامة."

في مايو عام 2014، عندما زار رئيس مجلس دولة الصيني لي كه تشيانغ أثيوبيا، تفقد مشروع السكة الحديد في أديس أبابا، وطلب من الشركات الصينية المشاركة بخبراتها في بناء السكك الحديدية مع الإخوة الأفارقة، بتدريب الموظفين المحليين بشكل جيد وبتوفير وظائف أكثر للمحليين.

قال ليو جي لونغ: "حاليا يبلغ عدد الموظفين الصينيين في مشروعات السكك الحديدية في أثيوبيا التي تنفذها الشركة الثانية التابعة للمجموعة الصينية المحدودة للسكك الحديدية حوالي ألفي شخص، بجانب 15 ألف موظف محلي."

من أجل الاندماج في المجتمع المحلي بشكل جيد، اشترك ليو جي لونغ وزملاؤه في المشاريع الاجتماعية أيضا، بجانب العمل في المشروع الهندسي. في عام 2012، تبرعت الشركة الثانية التابعة للمجموعة الصينية المحدودة للسكك الحديدية بسبعة عشر ألف دولار أمريكي للجنة الأولمبية الأثيوبية لدعم اللاعبين الأثيوبيين للمشاركة في أولمبياد لندن؛ وأنشأت طريقا لقرية قرب مدينة أديس أبابا، مما حسن ظروف السفر للقرويين؛ وفي مارس عام 2014، عندما وقعت حادثة مرور بسقوط حافلة في واد عميق يبعد عن العاصمة ألفي كيلومتر، واستجابة لطلب إنقاذ من الحكومة المحلية التي تفقتر إلى المعدات، أرسل المشروع سائقا ذا خبرة لقيادة رافعة إلى ذلك الموقع، فوصل إلى هناك بعد ست ساعا، وأنقذ عشرة أشخاص. بالإضافة إلى ذلك، تقدم الشركة مياه الشرب مجانا للقرويين، وبنت ملعبا لكرة القدم لمدرسة محلية، وتبرعت بالأدوات المدرسية للتلاميذ. بذلك تحظى الشركة بمحبة المحليين.

قال ليو جي لونغ: أعتقد أن كل الدول الأفريقية تقريبا ترحب باستثمار الصين، لأن قروض الصين بدون شروط سياسية." ويمكن أن نقول إن معظم الأفارقة يقدرون استثمار الصين، السبب الأول هو أن نمط تنمية الصين يحصل على إنجازات كبيرة، ويرجو الأفارقة أن تساعد الخبرة الصينية في تطوير بلادهم في السنوات المقبلة، السبب الثاني أن الأموال الصينية والشركات الصينية تساهم مساهمة كبيرة في تنمية أفريقيا في مجالات بناء البنية التحتية والتنمية الزراعية والعلاج الصحي وغيرها."

ولكن، كما يقول ليو جي لونغ، هناك تنافس غير منظم بين الشركات الصينية خارج الصين، وبعض الشركات غير المؤهلة التي لا تمتلك القدرة على تنفيذ مشروعاتها، فتوزع عمليات المشروعات على شركات أخرى، فلا يمكن ضمان جودة المشروعات، الأمر الذي يؤثر على صورة الشركات الصينية سلبيا.

السراء والضراء في عشر سنين

مازال ليو جي لونغ يتذكر أيامه الأولى عند وصوله إلى أفريقيا في أول مرة. بعد سنة من الحياة المملة في موقع البناء، أرهقته البيئة الأمنية السيئة فأراد ترك عمله في أفريقيا والعودة إلى بلاده. ولكن تشجيع أسرته جعله يثابر على عمله.

قال ليو جي لونغ: "بسبب فوضي السيطرة على الأسلحة، دائما ما كنا نسمع إطلاق النار خارج مخيمنا. وأحيانا سقط الرصاص الطائش على سقف المكاتب والمساكن. تقع القاعدة اللوجستية للشركة في مكان منعزل. وقد تعرضت القاعدة للسلب من قبل المسلحين مرات بعد مغادرته أنغولا." سلبوا النقود والكمبيوترات وغيرهما من الأشياء الثمينة. معظم الشركات الصينية تعرضت لحوادث مشابهة."

بالنسبة له، التجربة التي لا تنسى هي حادثة مرور وقعت في نوفمبر عام 2005 وهو في طريقه إلى الشركة. تدحرجت السيارة التي كانت تقلهم، وانقلبت فدفن بعض زملائه تحت ثرى أفريقيا.

ليو جي لونغ لديه طفل عمره ست سنوات. كان قد وعد زوجته أن يرافقها طوال فترة الحمل، لكنه لم يستطع فوعدها بأن يحضر ولادة طفله، ولكنه لم يستطع أيضا، فقد ولد ابنه قبل عودته إلى الصين. وعندما رجع بقي شهرا ونصف ثم غاد إلى أنغولا مرة أخرى. قال شاكرا زوجته: "زوجتي دائما تشكو من عدم مرافقتها في فترة حملها، فأزواج النساء الحوامل الأخريات معهن، ولكنها ظلت وحيدة.

قال ليو جي لونغ إنه بعد عشر سنوات من العمل في أفريقيا، تغير رأيه في القارة السمراء وشعبها. عند وصوله إلى أفريقيا في أول مرة، كان يظن أن أفريقيا متخلفة وهذا يجعله يعطف على الشعب الأفريقي، ثم ظن أن بعض الأفارقة كسالي ولا يريدون تغيير حالة تخلفهم عبر جهودهم. وأخيرا، بعد معاشرة الأفارقة لمدة طويلة، يعتقد أن نمط حياتهم هو التعايش المتناغم مع الطبيعة.

بعد أن عرف أفريقيا وأحبها يواجه ليو جي لونغ الاختيارالتالي- البقاء أم المغادرة؟ هو يرى أنه مع تزايد الاستثمارات من الاقتصادات الناشئة الجديدة والدول المتقدمة، حانت فترة ازدهار بناء البينة التحتية في أفريقيا، الأمر الذي يتيح فرصة جيدة جديدة لشركته. لكن البعد عن أسرته لمدة طويلة يجعله متعبا جدا. قال: "إذا أتيحت لي الفرصة لأختار حياتي مرة أخرى، لن أختار العمل في شركة هندسية. سواء داخل الصين أو خارجها، قضيت معظم وقتي في مواقع البناء، الأمر الذي يجعلني لا أعيش حياة عادية مع أسرتي."

على أي حال، سواء بقي أو غادر، سيظل عرقه ودمه شاهدا على مساهماته وحكاياته في أفريقيا.

   يمكنكم مشاركتنا بتعليقاتكم عبر فيسبوك و تويتر
1   2   3   4   الصفحة التالية  


 
انقلها الى... :

الترتيب للأخبار

تعليق

تعليق
مجهول
الاسم :
(0) مجموع التعليقات :
China Internet Information Center E-mail: webmaster@china.org.cn Tel: 86-10-88828000
京ICP证 040089号 京公网安备110108006329号