الصفحة الأولى | اطبع | أرسل لصديق | أضف إلى المفضلة | اتصل بنا | حجم الخط    أ أ أ

مشاركة الصين في تأمين نقل الكيماوي السوري.."مساهمة هامة في إطار دولي"

arabic.china.org.cn / 10:27:36 2014-01-05

بكين 5 يناير 2014 (شينخوا) لطالما كانت نتائج التعامل بحكمة وعقل مع أية أحداث، أفضل بكثير من تبعات الانسياق الأعمى وراء الأكاذيب والشائعات التي تروج "هنا وهناك"، والتي باتت أيضاً وسيلة "مجدية عند البعض" لإشاعة الفوضى وتضليل الرأي العام، لدفع العالم نحو الانقياد وراء تنفيذ مخططات خفية تستهدف الشعوب من جهة، وتحقق الأهداف الشخصية لمثيري الاضطرابات من جهة أخرى.

رغم ما شهدته سورية من تطورات دراماتيكية على مدار نحو ثلاث سنوات مضت، ومحاولات "محمومة" لإذكاء نار الأزمة ، لم تتأثر الدبلوماسية الصينية بحملات التشويه والتهويل السياسية والعسكرية والإعلامية التي شنها البعض، بهدف تضليل الرأي العام الدولي حول حقيقة وطبيعة الأزمة السورية، بل ظلت قريبة جداً من واقع الأمور، وعلى مسافة واحدة من جميع أطراف الأزمة السورية (حكومة ومعارضة)، واستمرت بتقديم كل ما في وسعها لتهدئة الأوضاع أملاً بالوصول إلى حل سلمي وسياسي يتفق عليه أبناء الشعب السوري "فقط"، فما يجري في سورية هو " شأن داخلي محض" .

لكن البعض حاول جاهداً "عسكرة الأزمة السورية " و "تدويلها"، لإيجاد مبرر للجوء إلى السيناريو التقليدي المتكرر"المثير للجدل والواضح الأهداف والنتائج"، الذي تم استخدامه كثيراً سواء في المنطقة أو في مناطق أخرى من العالم.

تعرضت الصين لانتقادات لاذعة ، وحملات سياسية وإعلامية خبيثة لتشويه صورتها دولياً، نتيجة موقفها من الأزمة السورية، فالموقف الروسي والصيني المعارض للتدخل العسكري والخارجي في سورية ، كان "شوكة في حلق تلك الدول"، وحال دون دفع الأزمة السورية المتدهورة أصلاً لمزيد

من التدهور، لكنه أثبت بمرور الزمن أنه الموقف الأكثر حكمة وصدقاً وموضوعية ، بدليل استمرار تذبذب مواقف الدول الغربية وما تشهده الساحة الدولية من تغيرات في المواقف، من تصريحات ودعوات للحل السياسي، وذلك بعد اقتناعها بفشل جميع مخططاتها واستحالة تحقيق أهدافها.

بعيداً عن استعراض المواقف الصينية منذ بداية الأزمة السورية وحتى الآن ، وبالنظر إلى تطورات الأوضاع في سورية ولا سيما بعد المبادرة الروسية لتفكيك السلاح الكيماوي السوري، كانت الصين من أولى الدول المرحبة والداعمة لتنفيذ المبادرة، وارتأت الصين ضرورة تعزيز حضورها الدولي من خلال المشاركة في عملية النقل البحري للأسلحة الكيماوية السورية تمهيداً لتدميرها، والتي بدأت في 19 ديسمبر الماضي بالتعاون بين الصين وروسيا والنرويج و الدانمارك والولايات المتحدة، الأمر الذي لاقى ترحيب منظمة حظر انتشار الأسلحة الكيماوية ، وخلق جواً من التفاؤل حول إمكانية إيجاد صيغة للتعاون الدولي البناء والمشترك.

وقد حرصت الصين منذ بداية إعلانها عن مشاركتها في هذه العملية الدولية المشتركة أن توضح وتحدد بدقة تفاصيل وطبيعة مشاركتها في هذه المهمة ، فأشارت على لسان هوا تشون يينغ المتحدثة باسم الخارجية الصينية إلى أنها ستوفر الحراسة لعملية النقل البحري للاسلحة الكيماوية، كخطوة صينية هامة لتنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي رقم (2118)، وقرار منظمة حظر انتشار الأسلحة الكيماوية, الأمر الذي من شأنه المساهمة في إيجاد حل سياسي للأزمة السورية والأمن الاقليمي ومصالح كافة الاطراف .

وبدورهم سلط العديد من الخبراء والمحللين الصينيين المختصين الضوء على مشاركة البحرية الصينية في المهمة الدولية المذكورة، لإعطاء مزيد من التفاصيل والإيضاحات حول طبيعة الدور الصيني لمنع حدوث أي سوء فهم قد يستغله البعض، فقد أكد تشن كاي الأمين العام للجمعية الصينية للحد من التسلح ونزع السلاح أن مشاركة الصين هو جزء من التعاون الدولي في هذا الصدد, كما يثبت صحة المفهوم الأمني الصيني الجديد المتمثل في حل القضايا الدولية والمشاكل الشائكة عبر التعاون والطرق السلمية، مشيراً إلى إمكانيات البحرية الصينية وكفاءتها وخبراتها الوافرة في هذا المجال من خلال اضطلاعها بمهام الحراسة في خليج عدن ,ما يبرز مكانة الصين العالمية وروحها في تحمل المسؤوليات الدولية.

وفيما يحدد جدول منظمة حظر انتشار الأسلحة الكيماوية ضرورة تدمير المنشآت والمعدات الكيماوية السورية قبل يوم 31 مارس 2014، والانتهاء من تدمير جميع الأسلحة الكيماوية قبل يوم 30 يونيو من العام الجاري، تبرز أهمية عملية النقل البحري كحلقة محورية ، حيث يقول تشانغ جون شه أحد الخبراء العاملين مع البحرية الصينية إن عملية تدمير الأسلحة الكيماوية السورية تتعلق بمستقبل الوضع في سورية، فضلاً عما تقدمه من نموذج دولي ناجح للتعاون الدولي بعد مهام الحراسة في خليج عدن.

تؤكد الصين دائماً على موقفها العادل والموضوعي بشأن الأزمة السورية بشكل عام ، وضرورة حلها بشكل سلمي، ولا تتوانى عن المساهمة في كل ما من شأنه تسهيل الوصول إلى هذه الغاية، ولكن "دون أي تدخل في الشأن الداخلي السوري" من جهة، والإسهام بفعالية في تحقيق السلم الدولي والاقليمي من جهة أخرى.

مشاركة البحرية الصينية في مهام المرافقة والتأمين لعملية نقل وتدمير السلاح الكيماوي السوري، هي أمر "طبيعي" يأتي ضمن سلسلة المشاركات والمساهمات الصينية العديدة على الصعيد الدولي وفي مختلف المجالات ، والأولى من نوعها على صعيد الأزمة السورية، باستثناء "المساعدات الإنسانية "، ومن هنا تبرز أهمية توضيح هذا الأمر، والنظر إليه والتعاطي معه ضمن إطاره "الطبيعي والدولي"، بعيداً عن أية حسابات وتحليلات سياسية لا ينفك الكثيرون يسعون لتصيّدها بين الحين والآخر.




 
انقلها الى... :

تعليق
مجموع التعليقات : 0
مجهول الاسم :