الصفحة الأولى | اطبع | أرسل لصديق | أضف إلى المفضلة | اتصل بنا | حجم الخط    أ أ أ

الحزب الشيوعي الصيني يوجه ضربة قاصمة للفساد

arabic.china.org.cn / 11:26:16 2014-01-04

بقلم شروق تشاو شيوي

بكين 4 يناير 2014 (شينخوا) خضع 18 مسؤولا كبيرا على مستوى الوزارات والمقاطعات للتحقيق بسبب انتهاكهم القانون وقواعد الانضباط منذ انعقاد المؤتمر الوطني الـ18 للحزب الشيوعي الصيني في شهر نوفمبر عام 2012 وحتى نهاية عام 2013، فيما عوقب أكثر من عشرة آلاف شخص وسط حملة مكافحة الفساد الذي لا يزال الحزب الشيوعي الصيني يؤكد عزمه على مكافحته.

-- ضرورة ضرب "النمر والذباب" معا

أكد الرئيس الصيني شي جين بينغ ضرورة استمرار جهود مكافحة الفساد بصرامة واستمرار دائمين وقال:" ينبغي أن تكون لدينا العزيمة لمحاربة جميع مظاهر الفساد، ومعاقبة كل مسؤول فاسد، والقضاء بشكل مستمر على البيئة التي ينمو فيها الفساد، حتى نكسب ثقة المواطن بنتائج فعلية".

وأضاف انه يتعين وضع آلية للانضباط والوقاية تضمن التأكد من أن أي شخص لن يجرؤ ولن يكن قادرا أو بإمكانه ارتكاب جريمة الفساد بسهولة، وتابع أيضاً:" يتعين ألا نخفف من استخدام العقوبات إذا كنا نريد السيطرة على أعضاء الحزب بصرامة، " كما أكد على ضرورة ضرب "النمر والذباب" بالنسبة للمسؤولين الفاسدين على جميع المستويات.

وحتى نهاية ديسمبر 2013، قام الحزب بالتحقيق والمعالجة والمعاقبة لـ18 مسؤولا على مستوى الوزارات والمقاطعات بسبب انتهاكهم القانون والانضباط .

وقالت اللجنة المركزية لفحص الانضباط للحزب الشيوعي الصيني إن 16699 شخصاً عوقبوا لانتهاكهم المبادئ التوجيهية لحملة التقشف، وسط حملة مكافحة الفساد التي يقوم بها الحزب، حيث خضع 3721 شخصا من بينهم لعقوبات إدارية أو حزبية مع نهاية سبتمبر 2013.

وافاد البيان الذي أصدرته الهيئة التشريعية لمقاطعة هونان بوسط الصين نهاية ديسمبر 2013 ان تحقيقا مبدئيا كشف أن الـ56 نائبا المنتخبين فى مجلس نواب الشعب للمقاطعة قدموا رشى لـ518 مشرعا في المجلس الشعبي لمدينة هنغيانغ و68 آخرين من العاملين فيه، وتجاوز اجمالي الأموال 110 ملايين يوان (نحو 18.14 مليون دولار).

وأعلنت الهيئة التشريعية للمقاطعة أن أكثر من 500 نائب محلي تم استبعادهم وطردهم أو إقالتهم على خلفية التزوير.

كما أعلنت لجنة فحص الانضباط التابعة للحزب الشيوعي الصيني في مقاطعة هونان يوم 2 يناير 2014 عن إحالة هو قوه تشو كبير المشرعين في مدينة بمقاطعة هونان بوسط الصين إلى السلطات القضائية لارتكابه مخالفات خطيرة، مشيرة إلى أن هو مشتبه به بإهمال واجباته وتلقي رشى في انتخابات رئيسية مزيفة تضم أكثر من 500 نائب، حيث عمل كرئيس للجنة الدائمة لمجلس مدينة هنغيانغ المحلي لنواب الشعب الصيني ، إضافة إلى كونه أحد المسؤولين عن الانتخابات .

والجدير بالذكر أن محكمة جينان الشعبية المتوسطة بمقاطعة شاندونغ شرقي الصين قد أصدرت حكمها على بوه شي لاي ، الأمين السابق للجنة المحلية للحزب الشيوعي الصيني لبلدية تشونغتشينغ والعضو السابق للمكتب السياسي للجنة المركزية للحزب بالسجن مدى الحياة في يوم 22 سبتمبر 2013.

وفقا للحكم الأصلي ، وجدت المحكمة أن بوه قبل رشاو تصل قيمتها إلي أكثر من 20.44 مليون يوان (حوالي 3.3 مليون دولار أمريكي) واختلس 5 ملايين يوان، حيث وصفت درجة استغلاله للسلطة بأنها "خطيرة جدا". هذا وقد اعتمد الحكم عليه بالسجن مدى الحياة لقبول الرشاوى مع تجريده من الحقوق السياسية لمدى الحياة ومصادرة جميع الأصول الشخصية الخاصة به. كما حكم عليه 15 عاما في السجن بتهمة الاختلاس وتمت مصادرة مليون يوان من الأصول الشخصية. وحكم عليه بالسجن لسبع سنوات لإساءة استخدام السلطة. وقال الحكم إن العقاب المجمع على الجرائم التي اقترفها هو سجنه مدى الحياة وتجريده من الحقوق السياسية مدى الحياة ومصادرة جميع الأصول الشخصية.

-- مكافحة الحزب الشيوعي الصيني للفساد من السطح إلى الجذر

وقال الرئيس شي إن " السلطة يجب أن تُكبح في قفص القوانين"، كما أمر بتعزيز القيود والرقابة على استخدام السلطة, الأمر الذي يفسر أحسن تفسير مكافحة الفساد من الجذر.

وأصدرت اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني الخطة الخمسية (2013-2017) حول بناء منظومة لمعاقبة الفساد ومنعه، إذ تعهد الحزب الشيوعي الصيني بمكافحة الفساد بصرامة وان يحافظ على " مكانته الرفيعة" خلال السنوات الخمس المقبلة.

وفي نفس الوقت، يخطط جهاز مكافحة الفساد لصياغة المعايير التي تحكم مزايا المسؤولين ورفاهيتهم، حيث يتم تحديد حزم متباينة على أساس مستوى المسؤول، كما أفادت اللجنة المركزية لفحص الانضباط للحزب الشيوعي الصيني أن المعايير التي تغطي المنازل والسيارات وحفلات الاستقبال والإجازات والسكرتارية وحراس الأمن ، تهدف إلى ضمان تمتع المسؤولين بالرفاهية التي "تتوافق" مع مستوياتهم.

وقالت اللجنة ان الصين ستحاول إنشاء نظام إقامة ترتب الحكومة بموجبه منزلا للمسؤول وأفراد أسرته، بينما يتم استرداد المنزل مرة أخرى بعد أن يترك المسؤول منصبه ليتم تخصيصه إلى مسؤول آخر.

وشاركت الجماهير في مكافحة الفساد أيضا، حيث تم إنشاء موقع بالتعاون بين اللجنة المركزية لفحص الانضباط للحزب الشيوعي الصيني ووزارة الرقابة، بهدف تحسين الاتصال والتفاعل مع الجمهور، إذ يتلقى الموقع يومياً نحو 800 بلاغ حول الفساد، كما يستطيع الناس الاستعلام حول البلاغات المقدمة للموقع والوصول إلى قاعدة بيانات أنظمة الحزب والقوانين المتعلقة بالفساد من خلال الموقع الرسمي نفسه.

-- ثقة الجماهير بمكافحة الفساد في المستقبل

وفي هذا السياق أشار استطلاع شمل 7388 شخصا من 31 مقاطعة ومنطقة ومدينة على أنحاء البلاد ، قامت به الأكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية إلى ثقة 73.7 في المئة ممن شملهم الاستطلاع بمكافحة الفساد في المستقبل، حيث أعرب 25.5 في المئة منهم عن ثقتهم الكبيرة بذلك، و48.2 في المئة عن الثقة بأكثر من 37.8 في المئة و22.8 في المئة على التوالي مقارنة بعام 2011.

وأوضح الاستطلاع الذي قام به مركز البحوث في الادارة النظيفة والنزيهة التابع للأكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية أن 66 في المئة من الكوادر، و72 في المئة من مسؤولي المؤسسات، و89.3 في المئة من المتخصصين، و75.3 في المئة من السكان في المدن والأرياف اعتبروا أن الفساد ما زال خطيرا. وبينما تشهد عملية مكافحة الفساد تعقيدات ومصاعب ـ إلا أنها لا بد أن تستمر بالسير على خطوات ثابتة من أجل تحقيق النصر الأخير.




 
انقلها الى... :

تعليق
مجموع التعليقات : 0
مجهول الاسم :