الصفحة الأولى | اطبع | أرسل لصديق | أضف إلى المفضلة | اتصل بنا | حجم الخط أ أ أ |
الإنجاب .. سياسة الصين الجديدة لدفع التنمية الاقتصادية والاستقرار الاجتماعي (خاص)
إعداد: حسام المغربي *
20 نوفمبر 2013 / شبكة الصين / مع ارتفاع معدلات الشيخوخة، يخشى مراقبون من أن يتم اختبار مصير اقتصاد الصين، التي يعد اقتصادها ثاني أكبر اقتصاد في العالم بعد الولايات المتحدة، أو أن تواجه مصير اقتصادات أكثر تقدما في أوروبا شهدت زيادة في متوسط أعمار سكانها وتقلص الأيدي العاملة وزيادة مخصصات الرعاية الاجتماعية في الموازنة، في وقت يسعى فيه الرئيس الصيني شي جين بينغ لتصبح بلاده التي يبلغ تعداد سكانها قرابة 1.35 مليار نسمة أكبر اقتصاد في العالم.
لكن الصورة التي تروج بها الصين لنفسها كأمة "شابة" تسعى بحماس كبير لتحقيق "حلمها" والقيام بدور بارز على الساحة الدولية لا تتواءم مع أمة بها أعداد كبيرة من كبار السن. وكانت أعداد المسنين الذين تتجاوز أعمارهم 60 سنة قد بلغت 194 مليونا حتى نهاية 2012، أي حوالي 14.3% من إجمالي السكان،وبلغت 202 مليون مسن في عام 2013، لترتفع نسبة الشيخوخة إلى 14.8%، الأمر الذي يشير إلى أن مستوى التنمية الاقتصادية سيقيده تطوير خدمات ومخصصات إعالة المسنين، كما سيؤثر النقص المحتمل لأعداد الصينيين البالغين سن العمل والتزامات الدولة بتأمين رعاية صحية مناسبة لجميع الفئات العمرية في المجتمع، بشكل واضح على الأوضاع الاقتصادية للبلاد.
ولمواجهة هذا التحدي، أعلنت الصين عن عزمها تخفيف قانون التخطيط الأسري المتعلقة بسياسة "الطفل الواحد" ضمن الخطط الإصلاحية، الرامية لتعميق الإصلاح الشامل ومواجهة تباطؤ النمو السريع، التي أصدرتها اللجنة المركزية الـ18 في ختام أعمال الجلسة الكاملة الثالثة، حيث يسمح التعديل الجديد بإنجاب "طفلين" إذا كان أحد الزوجين وحيدا لأسرته.
وكانت سياسة "الطفل الواحد" التي طبقتها الصين في عام 1979 قد أسهمت بشكل فعال في ضبط النمو الهائل لعدد السكان، إلا أن ديموغرافية المجتمع الصيني المتجهة نحو الشيخوخة أصبحت تشكل أحد أهم التحديات التي تواجه الاقتصاد الصيني في المستقبل، حيث شهدت أعداد الصينيين ممن هم في سن العمل تراجعا في العام الماضي بمقدار أربعة ملايين شخص.
وتعد الأﻳﺪي اﻟﻌﺎﻣﻠﺔ من أھﻢ العوامل التي اعتمدت عليها الصين في تحقيق ﻄﻔﺮة اقتصادية هائلة، حيث تمكنت خلال 30 عاما من تحقيق ما وصلت إليه دول متقدمة بعد 100 عام.
وأشار الباحث ورجل الاقتصاد تيموثي بيردسون في كتابه الأخير "العملاق المتعثر: مخاطر تهدد مستقبل الصين'' الصادر مؤخرا عن مطبعة جامعة ييل الأمريكية، إلى أن أكبر عائق يقف أمام تحقيق مشروع "الحلم الصيني" هو الشيخوخة حيث ستتضاعف أعداد كبار السن الذين تزيد أعمارهم عن 65 سنة بمقدار ثلاث مرات، ليتجاوز عددهم 300 مليون بحلول عام 2030، وهو ما يضغط على الحكومة لتوفير مؤسسات رعاية في ظل انخفاض معدل المواليد الذي يجعل من الصعب على الأبناء العناية بآبائهم وأجدادهم.
كما تناول الكتاب الأخضر حول اﻠﺴﻜﺎن والأيدي اﻟﻌﺎﻣﻠﺔ، الصادر عن الأكاديمية الصينية ﻟﻠﻌﻠﻮم الاجتماعية، تأثيرات اختلال التوازن بين نسبة الشباب والمسنين، حيث أظهرت الإﺣﺼﺎءات أن الصين دخلت منذ بداية عام 2000 ﻣﺮﺣﻠﺔ "الشيخوخة" ﺑﻨﺴﺒﺔ ﻣﺴﻨﯿﻦ تجاوزت 6%، وأن ﻗﻮة اﻟﻘﺎدرﻳﻦ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻤﻞ قد تبدأ ﻓﻲ اﻟﺘﻨﺎﻗﺺ اﻟﻌﺪدي بحلول عام 2016.
وردا على تخوفات البعض من أن تتسبب التعديلات الجديدة على قانون التخطيط الأسري في فرض ضغوط على سوقي العمل والإسكان وإمكانية توفير الخدمات العامة وإمدادات الغذاء في الصين، قال وانغ بي يان نائب مدير اللجنة الوطنية للصحة وتنظيم الأسرة إن أعداد الأزواج الذين تشملهم السياسة الجديدة، ليس كبيرا جدا، بالإضافة إلى وجود جدول زمني غير موحد لبدء التنفيذ، حيث ستطبق المدن والمناطق والبلدات السياسة في أوقات مختلفة اعتمادا على مجموعة من المعايير، مضيفا أن هذا التعديل يعد خطوة للأمام في اتجاه نمو سكاني متوازن وتمهيدا لازدهار اقتصادي وتقدم اجتماعي.
الآراء الواردة في المقال تعكس آراء الكاتب فحسب، و ليس الشبكة
انقلها الى... : |
تعليق |
مجموع التعليقات : 0 |