الصفحة الأولى | اطبع | أرسل لصديق | أضف إلى المفضلة | اتصل بنا | حجم الخط    أ أ أ

الجلسة الرئيسية للحزب الشيوعي الصيني تهدف لتعزيز إعادة الهيكلة السياسية

arabic.china.org.cn / 21:34:40 2013-11-04

بكين 4 نوفمبر 2013 (شينخوا) في ظل وجود العديد من التوقعات بأن الحزب الحاكم في الصين سيبدأ اصلاحات أكثر قوة وصرامة خلال اجتماعه الرئيسي الاسبوع الجاري، يعتقد محللون سياسيون أن هذا الاجتماع سيدفع إعادة الهيكلة السياسية في البلاد قدما.

ومن المتوقع أن تدرس الجلسة الكاملة الثالثة المقبلة للجنة المركزية الـ 18 للحزب الشيوعي الصيني والمقررة في الفترة ما بين 9 إلى 12 نوفمبر الجاري ببكين، كيفية تعميق الإصلاحات بشكل شامل وطرح حزمة إصلاحات شاملة.

وستشمل حزمة الإصلاحات الانظمة الاقتصادية والسياسية والثقافية والاجتماعية فضلا عن التقدم البيئي والبناء المؤسسي للحزب.

إصلاحات شاملة

وقال يان شو هان استاذ مدرسة اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني إنه يجب أن يتم دفع اعادة الهيكلة الاقتصادية في البلاد قدما وفقا للظروف الوطنية، واصفا اعادة الهيكلة السياسية بانها "جزء هام" من الإصلاحات الشاملة في البلاد.

وأضاف "يمكن أن يحقق إصلاح الهيكل السياسي في الصين تقدما هاما من خلال دمج إعادة الهيكلة السياسية بإعادة الهيكلة الاقتصادية."

وبالتأكيد فإن وضع إصلاح المنظومة السياسية في موضع هام في الإصلاحات الشاملة وجدول اعمال التنمية يلخص الخبرات المأخوذة من خطة الإصلاح والانفتاح الصينية على مدار الاعوام الثلاثين الماضية.

وتم تعزيز إعادة الهيلكة السياسية في الصين بالتزامن مع التقدم في إعادة الهيكلة الاقتصادية في البلاد منذ الجلسة الكاملة الثالثة للجنة المركزية الـ 11 منذ 35 عاما.

وقد وضعت الصين بنجاح طريق التنمية السياسية بخصائص صينية. وتمكنت من القضاء على واقع تولي المسؤولين الكبار للمناصب مدى الحياة وأدركت التعاقب المنظم لقادة الدولة.

وكما اوضح الزعيم الراحل دنغ شياو بينغ كبير مهندسي خطة استراتيجية الإصلاح والانفتاح في الصين "ان نجاح اصلاح الصين يعتمد على اعادة هيكلتها السياسية."

وقال محللون إن هناك امكانيات هائلة بأن تكون الجلسة الكاملة الثالثة للجنة المركزية الـ 18 للحزب الشيوعي الصينية علامة فارقة، اذا تمكنت من صياغة خطة لإعادة الهيكلة السياسية من اجل دفع ثاني أكبر اقتصاد في العالم على طريق نمو أكثر استدامة.

علاوة على ذلك فإن اعادة الهيلكة السياسية التي ستصاغ خلال الاجتماع ستلعب دورا هاما في توجيه الإصلاحات إلى نقطة تحول تاريخية من اجل تحول نموذج النمو الصيني والمساعدة في تحقيق الحلم الصيني للتجدد الوطني.

وتحتاج الصين في الوقت الحاضر إلى مزيد من الاصلاحات في مجالات صعبة وقد قارنت القيادة الصعوبة "باقتحام حصن". وصعوبة حل الخلافات والمشكلات والتعامل معها في الجولة الجديدة من الإصلاحات لعوامل معقدة المختلفة في الداخل والخارج أمر غير مسبوق.

وقال داي يان جون، استاذ اخر بمدرسة اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني "الجولة المقبلة للاصلاحات في الصين يجب أن تضع مزيدا من التركيز اكثر من ذي قبل على خصائص النظام والتنسيق بما في ذلك الملمح السياسي من حيث تصميم التسلسل الهرمي وخطة الإصلاح الشاملة."

إصلاح المنظومة الاقتصادية

وقد استقرت القيادة الجديدة للحزب الشيوعي الصيني، على مدار العام الماضي منذ المؤتمر الوطني الـ 18 للحزب الذي عقد في نوفمبر الماضي، على سلسلة من الاجراءات لبدء جولة جديدة من الإصلاحات السياسية بما في ذلك القواعد "المكونة من ثماني نقاط" التي صاغتها قيادة الحزب والصادرة من اجل إصلاح النظام البيروقراطي اواخر العام الماضي.

وصدر هذا النظام في يونيو للحد من "رياح الشر" الاربعة وهي الرسمية والبيروقراطية والشكليات والبذخ والتحول في الوظائف الحكومية والجهود المبذولة لتحسين الديمقراطية والمنظومة القانونية. وقال شو ياو تونغ، استاذ العلوم السياسية في اكاديمية الحوكمة الصينية "تدرج تلك الامور في تصنيف اصلاحات المنظومة السياسية. وتحققت تطورات وانجازات مذهلة."

وأضاف "ارسل الحزب بإشارة واضحة تدل على ايمانه وعزمه وشجاعته وهي امور ضرورية في الإصلاحات السياسية."

ويتوقع محللون سياسيون أن القيادة المركزية ستقوم بترتيبات هامة في إصلاح المنظومة السياسية في جوانب مثل تقييد السلطة والرقابة عليها والديمقراطية وحكم القانون وتنظيم الادارة وانتداب السلطات القوية إلى مستويات اقل، وترقيات وتعيينات السلم الوظيفي، وتوسيع القنوات امام الشعب للتعبير عن مصالحهم.

ويتوقع المحللون أيضا أن بناء الحزب واصلاحه سيكون على قمة اولويات خطة إصلاح المنظومة السياسية المستقبلية كما ستدفع تنمية الديمقراطية داخل الحزب إلى مزيد من التقدم في ديمقراطية الشعب.

ويعتقد يان أنه من المرجح أن تتخذ الجلسة إجراءات جديدة في بناء الحزب واصلاحه.

وعلى صعيد متصل، أكد يان أيضا على أن إصلاح المنظومة السياسية في الصين سيستمر "في الانطلاق بنشاط وبشكل مطرد" من اجل تقليل التكاليف والمخاطر بأكبر قدر ممكن. ومن المتوقع أن يتفادى الحزب الحاكم اي خسائر محتملة وتدمير قد يسببه انعدام الاستقرار.

وقال المحللون إن الصين منفتحة للاستفادة من ثمار الحضارات السياسية الغربية بيد أنها لن تستنسخ ببساطة اي منظومة سياسية قائمة في الدول الغربية.

لا مجال للاخطاء المدمرة

وقال الرئيس شي جين بينغ خلال قمة التعاون الاقتصادي بآسيا- الباسفيك في منتجع بالي الاندونيسي في 7 أكتوبر الماضي إن الصين يجب عليها كونها دولة كبيرة ألا تقوم بأي اخطاء مدمرة في القضايا الاساسية. وأضاف "في حالة ارتكاب مثل تلك الاخطاء، فلا يمكن التخلص منها او إصلاحها."

وقال شين مينغ وهو استاذ اخر في مدرسة اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني إن "القضايا الاساسية" تتضمن إصلاح المنظومة السياسية في حين تشمل "الاخطاء المدمرة" سياسة الباب المغلق الصلبة والقديمة واي محاولة للتخلي عن الاشتراكية واتخاذ طريق خاطيء. وأضاف "إصلاح المنظومة السياسية المستقبلية في الصين بدأت للالتزام باسلوب تفكير الخط العملي والذي يعني أن الحزب سيضغط بشكل متواصل لتحقيق الإصلاحات في ظل المحافظة على اتجاه سياسي صحيح."

وتعلم الحزب الشيوعي الصيني الدروس من انهيار الاتحاد السوفيتي وحزبه الشيوعي.

وقال شين، إن واحدا من الدروس الاساسية، كان ان قيادة الحزب الشيوعي في الاتحاد السوفيتي قد خلطت بين المنظومات الاساسية بالانظمة السياسية العامة والمادية. ورفضوا في البداية اي اصلاحات لانهم كانوا يؤمنون بأن انظمتهم ممتازة. وفي النهاية، اساءوا الفهم بأن عيوب الانظمة العامة والواقعية هو عيب النظام الاشتراكي نفسه، ما جعلهم يعتقدون أنه يجب عليهم التخلص منه وبدء كل شيء من جديد.

وأضاف شين "لقد ارتكب الاتحاد السوفيتي اخطاء مدمرة خطأ تلو الآخر من خطأ مفرط إلى اخر، بشأن القضايا الاساسية. ونتيجة لذلك، انتهت عملية الإصلاح باتجاه متغير، وكان انهيار الحزب الشيوعي للاتحاد السوفيتي امر محتوم".

وأضاف المحللون أن إصلاح المنظومة السياسية في الصين يجب ان يدعم دور الحزب لان اساس القيادة هو توجيه الوضع الشامل وتنسيق جهود كافة الاطراف. وليس هدفه اضعاف او استبعاد قيادة الحزب. ويجب أن يهدف إلى تحسين فن قيادة الحزب وتعزيز قدرة الحكم الرشيد في الحزب.




 
انقلها الى... :

تعليق
مجموع التعليقات : 0
مجهول الاسم :