الصفحة الأولى | اطبع | أرسل لصديق | أضف إلى المفضلة | اتصل بنا | حجم الخط    أ أ أ

تقرير إخباري: ترقب عالمي للدورة الكاملة الـ3 للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني

arabic.china.org.cn / 15:16:20 2013-11-02

بكين أول نوفمبر 2013 (شينخوا) تعقد اللجنة المركزية الـ18 للحزب الشيوعي الصيني دورتها الكاملة الـ3 في الفترة من 9إلى 12 نوفمبر الجاري بالعاصمة بكين، وسط ترقب وتكهن عالميين للدورة وما سوف تتمخض عنه.

ومن يعرف تاريخ الحزب الشيوعي الصيني جيدا، يدرك أنه منذ أن شرعت الدورة الكاملة الثالثة للجنة المركزية الـ11 للحزب في عملية الإصلاح بالصين، أصبح عدد من الدورات الكاملة الثالثة مسرحا لتحديد سياسات إصلاح اقتصادي كبيرة بالبلاد، ودائما تعد الدورة الكاملة الثالثة نقطة تحول في تاريخ الصين. ولذا، من الطبيعي أن تكون هناك حالة من الترقب والتكهن إزاء الدورة المرتقبة والتي من الممكن أن ترسم صورة تاريخية جديدة لعملية الإصلاح الصينية.

دورة تاريخية:

توقعت مجلة ((سليت)) الأمريكية أن تحظى الدورة الكاملة الـ3 للجنة المركزية الـ18 بمتابعة واسعة النطاق من الاقتصاديين والمراقبين السياسيين وموظفي الحكومات، إذ أشار البيان الصادر عن المكتب السياسي للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني يوم الثلاثاء إلى أن الدورة ستشهد مناقشة قرارات اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني حول عدد من المشكلات المهمة بهدف تعميق الإصلاحات بشكل كامل، وذلك يعني أن هذه الدورة ستحدد سياسات الحكم ومضامين الإصلاحات للحزب الشيوعي الصيني في السنوات الخمس إلى العشر المقبلة.

وقالت صحيفة ((فايننشال تايمز)) البريطانية إن "الدورة الكاملة الـ3 تعد الاجتماع الثالث خلال عهد الحكومة الحالية ويشارك فيها أكثر من 200 مسؤول رفيعي المستوى من الحزب الشيوعي الصيني، وستتابع وسائل إعلام عالمية عديدة هذه الدورة انطلاقا مما تحمله مثل هذه الدورات من أهمية تاريخية.

وأشارت صحيفة ((وول ستريت جورنال)) الأمريكية إلى أن سبب الترقب واسع النطاق لهذه الدورة يرجع إلى أن الدورات المشابهة الماضية اكتسبت أهمية تاريخية، مستدلة بالدورة الكاملة الثالثة للجنة المركزية الـ11 في عام 1978، حين أطلقت الصين بزعامة الراحل دنغ شياو بينغ الإصلاحات الاقتصادية ، فيما أوضحت الدورة الكاملة الثالثة للجنة المركزية الـ14 في عام 1993 سياسة السوق الاشتراكية.

جدير بالذكر أنه منذ عام 1978، عقد الحزب الشيوعي الصيني سبع دورات كاملة ثالثة، وطرحت في خمس منها سياسات أدت إلى تحولات كبرى وتعميق إصلاحات النظام الاقتصادي ، فيما شهدت الدورتان الأخريان مناقشة التنمية الريفية والقضايا ذات الصلة. وفي الدورة الكاملة الثالثة للجنة المركزية الـ12، تم تمرير "قرار اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني حول إصلاح النظام الاقتصادي"، ما أدى إلى إنهاء حالة التناقض بين الاقتصادين التخطيطي والسوقي. وأصدرت الدورة الكاملة الثالثة للجنة المركزية الـ14 "قرار اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني حول تأسيس نظام اقتصاد السوق الاشتراكي"، ما أنهى الجدل حول طبيعة السوق، ورمز إلى دخول إصلاح نظام الاقتصاد الصيني إلى مرحلة نمو كامل. وفي عام 2006، مررت الدورة الكاملة الثالثة للجنة المركزية الـ16 قرار اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني حول عدد من قضايا تحسين نظام اقتصاد السوق الاشتراكي.

وكادت كل دورة كاملة ثالثة تكون نقطة تحول مهمة في تاريخ السياسة الصينية الحديثة. ويتطلع الناس إلى أن تصبح الدورة الكاملة الثالثة القادمة معلما تاريخيا آخر.

كما أثارت تصريحات مسؤولين رفيعي المستوى في الحزب الشيوعي الصيني تكهنات أجنبية. وقالت وكالة الأنباء ((رويتر)) إن يو تشنغ شنغ، العضو الدائم للمكتب السياسي للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني، ذكر أن الدورة الكاملة الثالثة للجنة المركزية للحزب الشيوعي ستركز على دراسة مشكلة تعميق الإصلاحات ، وقال إن "هذه الجولة من الإصلاحات غير مسبوقة من حيث النطاق والقوة". كما صرح الرئيس الصيني شي جين بينغ مؤخرا بأن هذه الدورة ستدرس مشكلة تعميق الإصلاحات بشكل كامل وستقوم بترتيبات عامة.

ولفتت ((فايننشال تايمز)) إلى أنه بالنسبة للرئيس شي جين بينغ، "ستكون هذه الدورة اجتماعا حاسما يتيح له فرصة لتوضيح أهداف سياساته في السنوات العشر المقبلة".

وقالت مجلة ((سليت)) على موقعها الإلكتروني إنه "من خلال هذه الدورة، سنعرف مدى إصلاحات شي جين بينغ".

وشبهت إذاعة ((صوت روسيا)) الروسية تأجيل انعقاد الدورة الكاملة الثالثة للجنة المركزية الـ18، والتي كان من المتوقع عقدها في سبتمبر الماضي، بتأجيل الدورة الكاملة الثالثة للجنة المركزية الـ11 عام 1978، مستنتجة أن ذلك يظهر أن الحزب الشيوعي الصيني أجرى استعدادات دقيقة للدورة المرتقبة كما فعل قبل 35 عام، وقد يتكرر سيناريو تحديد الدورة لجهة تطور البلاد مستقبلا.

وبينما تقف الصين حاليا عند منعطف تاريخي، مثلما كانت الحال قبل 35 سنة، يمر التطور الاقتصادي والسياسي بعنق زجاجة، ومن الضروري أن يتخذ القادة الجدد "خيارا مصيريا" في الدورة المرتقبة.

وقال تشو لي جيا، مدير قسم دراسات وأبحاث السياسة العامة بالأكاديمية الصينية للإدارة الوطنية، إن الصين تمر بمرحلة إصلاح عميق، وستكون الدورة المقبلة للحزب نقطة مهمة لمواصلة الإصلاح المستمر منذ أكثر من 30 عاما.

تطلعات كبرى:

أصدر مركز دراسات التنمية التابع لمجلس الدولة الصيني مؤخرا تقريرا عن خارطة طريق الإصلاحات ، والذي سيقدم للدورة الكاملة الثالثة للجنة المركزية الـ18 للحزب.

وأكد التقرير أن الجولة الجديدة للإصلاحات تهدف إلى إقامة نظام اقتصاد سوق اشتراكي نابض بالحياة وموجه نحو الابتكار ومنفتح ومنتظم ومضمون قانونا، من خلال دفع تعزيز نظام السوق، وتغيير صلاحيات الحكومات، وابتكار آلية مؤسساتية.

كما جاء في التقرير أن أولوية الإصلاحات تتمثل في "المعالجة المناسبة للعلاقات بين الحكومة والسوق"، ولذلك يلزم دفع الإصلاحات في المجالات الأساسية الثمانية التي تشمل؛ نظم الحوكمة، والاحتكار، وتملك الأراضي، والمال، والضرائب، وإدارة الأصول المملوكة للدولة، والابتكار، والانفتاح على الخارج.

وتثير هذه الخارطة مناقشات داخل الصين، كما تجذب انتباه وسائل إعلام عالمية.

وذكرت وكالة ((بلومبرغ)) الأمريكية أن إصدار مركز أبحاث رسمي خارطة طريق حول الإصلاحات يعد رسالة دعم للذين يرون أن الصين تقوم بإصلاحات بأسرع خطى.

وفي هذا الصدد، قال لي داو كوي، الأستاذ في جامعة تشينغهوا، إن برنامج تعميق الإصلاحات بشكل شامل، والذي سيتم تقديمه في الدورة الكاملة الثالثة، يعد أهم إصلاح منذ 20 سنة. ولا يشمل البرنامج إصلاح النظام الاقتصادي فحسب، بل يضم كذلك إصلاحات شاملة في العمل الحكومي والنظم الإدارية والقانونية والتعليمية والثقافية والابتكار التكنولوجي.

وأشارت ((فايننشال تايمز)) في مقال بعنوان "الإشارة المتوقعة من الدورة الكاملة الثالثة" نشرته مؤخرا، إلى أن كثيرا من الناس يتوقعون حاليا أن تتخذ الحكومة الصينية بحذر خطوات أكبر تجاه تحرير القطاع المالي.

ولفتت ((وول ستريت جورنال)) في مقال بعنوان "ما يمكن أن نتوقع من الدورة الكاملة الثالثة المقبلة؟"، إلى أن "الصين حاليا أقوى اقتصاديا بكثير مما كانت عليه في الماضي، وحالتها الاجتماعية أكثر تعقيدا، حيث لا يهدف اعتماد السياسات وتطبيق الإصلاحات إلى التعظيم من شأن القادة بل التوصل إلى توافق بين جميع الاوساط الاجتماعية الصينية. ولذ، فما نتوقعه هو إصلاحات جزئية وتدريجية".

ونقل الموقع الإلكتروني لشبكة ((سي أن أن)) الإخبارية الأمريكية عن بي مين شين، الخبير الأمريكي في الشؤون الصينية، قوله إنه خلال الدورة المزمعة في الشهر الحالي، ستتاح للقادة الصينيين الجدد فرصة تاريخية لجعل الشعب الصيني والمجتمع الدولي يثقان بأنهم سيدفعون باتجاه إصلاحات تمثل تحديات صعبة.

وقال أحد الأساتذة في جامعة كورنيل الأمريكية إن "الصين قد تواصل موقفها الحذر إزاء الإصلاحات الاقتصادية مستقبلا، وتقدم أمثلة في بعض الجوانب تحذو بعض الدول حذوها"، موضحا أن "الإصلاحات غير المباشرة على نطاق صغير يسهل تصحيح اتجاهها، وقد تلحق الإصلاحات على نطاق كبير الأضرار بمهمة الإصلاحات الطويلة الأجل".

وذكرت صحيفة ((داي زيت)) الألمانية أن هناك تطلعات كبيرة من جانب الشعب الصيني إلى أن يجرى قادة الصين الجدد، والذين تولوا مناصبهم في مارس من العام الجاري، إصلاحات عميقة، مضيفة أنه قد يكون هناك تغيرات في الصين خلال الأسابيع القليلة المقبلة.

كما ترى الصحيفة أن إقامة منطقة شانغهاي للتجارة الحرة "إشارة إلى تغيير".

ويعتقد روث كامبل، الباحث في جامعة لندن، أن الغرب يهتم بعقد هذه الدورة، لأن الحزب الشيوعي الصيني قام بمعاقبة مسؤولين رفيعي المستوى بوتيرة غير مسبوقة قبل هذه الدورة، ويرغب الغرب في أن يتابع ما سيتغير سياسيا واقتصاديا في الصين مستقبلا.




 
انقلها الى... :

تعليق
مجموع التعليقات : 0
مجهول الاسم :