مقالة خاصة: لماذا تعد الجلسة الكاملة الثالثة للحزب الشيوعي الصيني مهمة؟

بكين 30 أغسطس 2013 (شينخوا) يعتقد مراقبون أن الاجتماع المقبل للحزب الشيوعي الصيني في نوفمبر سيلتزم بتقاليد الحزب وسيكون نقطة انطلاق لاصلاح وطني عظيم.

فقد قرر المكتب السياسي للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني خلال اجتماعه يوم الثلاثاء عقد الجلسة الكاملة الثالثة للجنة المركزية الـ18 للحزب في نوفمبر ببكين لمناقشة القضايا الكبرى المتعلقة بالاصلاح الشامل. يأتي الاجتماع في وقت تواجه فيه الصين تحديات اقتصادية واجتماعية، وسيحدد، الى حد ما، اتجاه الاصلاح للقيادة الجديدة في البلاد. وأكد المكتب السياسي الذي يضم 25 عضوا يوم الثلاثاء على اهمية الاصلاح وكيف انه يتعلق بالعمل الشامل للحزب والحكومة. وقال "لا سبيل للصين للعودة او حتى التوقف عن العملية"، واضاف أن الاصلاح والانفتاح "لهما وتيرة تقدمية فحسب ولكن ليست مثالية." وحث الاجتماع الحزب على الاعتراف الكامل بالتناقضات والصعوبات التي يواجهها الاصلاح الآن، داعيا الى التحلى بالشجاعة لمواجهة القضايا الخطرة. وقال تشي فو لين مدير المعهد الصيني للاصلاح والتنمية لوكالة انباء الصين ((شينخوا)) إن مناقشة الاصلاح في اجتماع الثلاثاء اظهر ان الحزب لديه رؤية رصينة وعميقة لوضع البلاد. كما اظهر عزم الحزب وشجاعته على النجاح.

واقترح الاجتماع الابتكار في النظرية والنظام والعلوم والتكنولوجيا والثقافة مع اصلاح واسع النطاق لكل شيء.

وقال تشي "ستقترح الجلسة الاصلاح الاداري فضلا عن الاصلاح الاقتصادي." مضيفا أن "من الواضح تماما ان الجلسة سترسم طريق الاصلاح الشامل والعميق مع تحقيق اختراقات كبرى في المجالات الهامة.

ولدى الحزب الشيوعي الصيني تقليد اقتراح التغيرات الرئيسية في الجلسات الكاملة الثالثة منذ عام 1978 عندما قررت الجلسة الكاملة الثالثة للجنة المركزية الـ 11 للحزب الشيوعي الصيني تطبيق سياسة الاصلاح والانفتاح لتنهي بذلك عقودا من العزلة. كما وافقت الجلسة الكاملة الثالثة للجنة المركزية الـ 14 للحزب الشيوعي الصيني في عام 1993 على تطبيق اقتصاد السوق الاشتراكي لتمهد بذلك الطريق لانطلاق الصين الاقتصادي في عقدين متتاليين. ويحتاج الحزب إلى الوقت ليحدد المشكلات بعد ان تضع المؤتمرات الوطنية اهدافا مفصلة للتنمية. وتأتي الجلسات الثالثة الكاملة في الوقت الملائم من اجل التعامل مع تلك القضايا. ولذلك، فإن اجراء اصلاحات في الصين يعد امرا هاما بحسب داي يان جون من مدرسة الحزب التابعة للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني. وطرح المؤتمر الوطني الـ 18 للحزب الشيوعي الصيني الذي عقد في نوفمبر من العام الماضي العديد من الاهداف التفصيلية في القطاعات الاقتصادية والسياسية والثقافية ومجالات اخرى من بينها تحويل نموذج النمو الاقتصادي وتعزيز الاصلاح السياسي وبناء دولة اشتراكية بقوة ثقافية وادارة اجتماعية ابتكارية. وخلال اقل من عام، قدمت قيادة الصين الجديدة حزمة اصلاحات ركزت على تبسيط الادارة وتفويض القوة للمستويات الادنى والغاء عدد كبير من الفحوصات والموافقات الادارية.

ودعت القيادة الجديدة الى تعبئة زمام المبادرة في المجتمع وشراء الخدمات العامة من المنظمات الاجتماعية بدلا من تقديمها بنفسها كل هذا لتمهيد طريق الاصلاح. وتداول مسؤولون خطط خلق بيئة افضل بهدف تعزيز التنمية الاقتصادية بالاضافة للاشراف على السلطات وضبطها وخدمة المواطنين بشكل افضل وتحسين كفاءة الحكومة. وتابع تشي بقوله "سيكون الفساد الذي يمقته الشعب موضوعا هاما اخر." وأضاف أن الحزب الشيوعي الصيني حقق إنجازات متواضعة في مكافحة الفساد منذ انعقاد المؤتمر الوطني الـ 18 للحزب من خلال سلسلة من الحملات. وبرغم تحسين قوة مكافحة الفساد عن ذي قبل لا يزال الموقف بعيدا عن كونه ورديا، فكما قال اجتماع الثلاثاء "مازال الفساد ظاهرة عامة. والبيئة التي تتغذى على الفساد مازلت موجودة ومازال الوضع حرجا ومعقدا." واختتم تشي بقوله "اعتقد انه ستقدم اجراءات اضافية حول مكافحة الفساد خلال الجلسة الكاملة الثالثة للجنة المركزية الـ 18 للحزب لا سيما عن مكافحته عبر منظومة تناهض الفساد وآلية للابقاء على السلطة داخل قفص اللوائح."