الصفحة الأولى | اطبع | أرسل لصديق | أضف إلى المفضلة | اتصل بنا | حجم الخط    أ أ أ

المشاركة في الحلم الصيني

arabic.china.org.cn / 14:21:43 2013-05-09

9 مايو 2013 / شبكة الصين / خلال الأشهر الماضية، طُرحت رؤية طموحة حول "الحلم الصيني"، أطلقها الرئيس الصيني شي جين بينغ، وتمت مناقشتها بحماس في أرجاء الصين. ولكن ما الذي تعنيه هذه الرؤية بالنسبة لأوروبا وللعالم أجمع؟ في هذه الكلمة الهامة التي ألقيت خلال الدورة الرابعة لمنتدى الأحزاب السياسية الصيني- الأوروبي الرفيع المستوى، الذي عقد بمدينة سوتشو في مقاطعة جيانغسو بشرقي الصين يومي 22 و23 أبريل 2013، أوضح ليو يون شان، عضو اللجنة الدائمة للمكتب السياسي للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني، الحلم الصيني من منظور عالمي، حيث قال: "بعد فترة طويلة من الاستكشاف، خاصة منذ بدء مسيرة الإصلاح والانفتاح في أواخر سبعينات القرن العشرين، نجحنا في إيجاد طريق صحيح للتنمية والتقدم في الصين، وهو الاشتراكية ذات الخصائص الصينية. هذا الطريق مكّن الصين من تحقيق معدل نمو سنوي بلغ نحو 10% خلال أكثر من ثلاثين سنة متعاقبة، وزيادة متوسط دخل الفرد أكثر من ثلاثة أضعاف والمساهمة في إزالة الفقر في العالم بنسبة أكثر من 70%. وقد أصبحنا أقرب من أي وقت مضى لتحقيق هدفنا في النهوض بالأمة الصينية بعد أكثر من ثلاثة عقود من الإصلاح والتنمية. ولكي نجعل حلم الصين حقيقة، يجب علينا التمسك بالطريق الصيني، وتطوير الروح الصينية وحشد القوة الصينية. خلاصة القول، إن الحلم الصيني هو حلم الشعب الصيني ، وغرضه الأساسي هو تحقيق السعادة لهذا الشعب. وخلال مسيرة التنمية الصينية، نشجع كل مواطن ومواطنة على العمل من أجل تحقيق أحلامهم الخاصة. سنعمل على تهيئة الظروف التي تتيح لكل صيني فرصة ازدهار في حياته وتحقيق التقدم لهم ولوطنهم الأم. إن الحلم الصيني سيأتي بالسلام والتنمية والتعاون والمزيد من الفرص للعالم. ولن يشكل تهديدا له أبدا. ومع التقاليد التاريخية المُحبّة للسلام والتناغم والانفتاح وسعة الصدر، يأمل الصينيون السلام ويسعون للتنمية، ويخشون من حدوث فوضى خلال سعيهم للتنمية. الحلم الصيني المجسد للسلام والانسجام، سيوفر المزيد من الفرص للدول الأخرى. فخلال السنوات الأخيرة، تحملت الصين مسؤولياتها، وأخذت المصلحة العامة بعين الاعتبار، وقدمت مساهمات بارزة في مواجهة الأزمة المالية الآسيوية، وصد الأزمة المالية العالمية، وفتح أسواقها والحوكمة العالمية. في عام 2012، بلغ حجم التجارة الخارجية للصين ثلاثة تريليونات وثمانمائة مليار دولار أمريكي، ما جعلها الدولة التجارية الأكبر بالعالم. خلال السنوات الخمس المقبلة، ستبلغ قيمة واردات الصين من السلع نحو عشرة تريليونات دولار أمريكي ، واستثماراتها في الخارج خمسمائة مليار دولار أمريكي، كما سيبلغ عدد السياح الصينيين الزائرين للخارج في نفس الفترة أربعمائة مليون زائر. كل هذا سيساعد في تنشيط الاقتصاد العالمي. إن استقرار وتنمية الصين، هما ذاتهما مساهمات كبيرة لتنمية البشرية. وستكون الصين بنجاحها في التنمية ضمانا قويا للسلام والتنمية في العالم . ومع تحقيقها لحلمها، ستبقى الصين متمسكة بطريق التنمية السلمية وتنتهج دوما استراتيجية الانفتاح والفوز المشترك والإسهام الفعال لتحقيق حلم العالم بالسلام الدائم والرخاء المشترك. نحن مستعدون لمشاطرة الحلم الصيني مع أوروبا ومع العالم. ومع اتجاه العالم نحو التعددية القطبية والعولمة الاقتصادية وتعزز زخم مجتمع المعلوماتية، أصبحت الدول في هذه القرية الكونية أكثر تقاربا وتكاملا واعتمادا فيما بينها. وأصبح مصير الصين وأوروبا مترابطا بشكل غير مسبوق. الاتحاد الأوروبي هو أكبر شريك تجاري ومصدر للتكنولوجيا للصين، والصين ثاني أكبر دولة مصدرة للاتحاد الأوروبي وثاني أكبر سوق لصادرات الاتحاد الأوروبي. خلال العقد الماضي، ارتفع حجم التبادل التجاري بين الجانبين من ثمانين مليار دولار أمريكي إلى خمسمائة وستة وأربعين مليار دولار أمريكي. وفي كل عام، يبلغ حجم الزيارات المتبادلة بين الصين والاتحاد الأوروبي خمسة ملايين زيارة، مع تشغيل أكثر من سبعين رحلة طيران ذهابا وإيابا بين الطرفين يوميا. للصين وأوروبا مصالح مشتركة ومواقف متماثلة عندما يتعلق الأمر بالدعوة إلى التعددية وتعزيز الحوكمة العالمية ودفع تنشيط الاقتصاد العالمي، والتعامل مع مختلف التحديات العالمية. لقد قمنا بتعاون وتنسيق عميقين في العديد من المجالات والقضايا الساخنة إقليميا ودوليا. هذه الحقائق تقدم الدليل على أن العلاقات الصينية- الأوروبية تتعزز وتتعمق. ومن أجل رفع هذه العلاقات لمستوى أعلى، نحتاج لبذل جهود مشتركة في المجالات التالية:

أولا، يجب علينا التمسك بمبدأ التعاون من أجل الفوز المشترك واستغلال الاتجاه الصحيح للشراكة الصينية- الأوروبية الشاملة. إن مبدأ التعاون والفوز المشترك هو روح هذه الشراكة. وفي هذا العالم المتميز بالاعتماد المتبادل، ليس من سمات علاقات الدول المنافسة الحادة ولا اللعبة الصفرية. إن الصين تدعم بقوة عملية تكامل الاتحاد الأوروبي، بالإضافة لدعم جهود أوروبا في معالجة أزمة الديون السيادية. وتعتبر أوروبا الموحدة والمزدهرة والقوية نعمة للصين وللعالم. وأوروبا من جانبها، داعمة للإصلاح والانفتاح في الصين، وترى التنمية في الصين، فرصة لها. علينا تجاوز الاختلافات في الأنظمة الاجتماعية، والتخلي عن عقلية اللعبة الصفرية، وأن نضع مبادئ الدعم المتبادل وتعاون المنفعة المشتركة موضع التنفيذ. وعلينا أيضا أن نتنافس بشكل صحي وشامل، بينما نتقاسم المنافع والمسؤوليات.

ثانيا، علينا أن نوسع التعاون من أجل إرساء أساس اقتصادي متين للشراكة الاستراتيجية بين الصين والاتحاد الأوروبي. ومع سعي الصين لبناء مجتمع الرفاهية الشاملة نسبيا، وتنفيذ أوروبا لاستراتيجية 2020، سنجد المزيد من المصالح المتقاربة التي ستهيئ المزيد من الفرص الجديدة لتعميق التعاون. إن الصين تغير أنماط تنميتها الاقتصادية بالإضافة إلى ازدياد طلبها الاستهلاكي ووارداتها من أوروبا واستثماراتها فيها، وهذا سيوفر فرصا جديدة للصناعات الأوروبية ويدفع النمو وخلق فرص العمل هناك. إن مفاهيم التنمية المتطورة في أوروبا وخبراتها الإدارية وتقنياتها ستضخ حيوية جديدة في التنمية الصينية. علينا استكشاف طرق جديدة للتعاون وتوسيع مجالاته ودفع التطور المستدام والمتوازن للتجارة الثنائية. وعلينا العمل لجعل تعزيز التعاون في البحث والإبداع العلمي، وتعميق التعاون في الطاقة وحماية البيئة ودفع الشراكات والتحول الحضري، وتعزيز الاقتصاد الأخضر والإبداع التكنولوجي، نقاط اهتمام أساسية جديدة في تعاون الجانبين.

ثالثا، علينا أن نزيد من التبادلات الثقافية لخلق روابط روحية للشراكة الاستراتيجية بين الصين والاتحاد الأوروبي. وفي الوقت الذي ترسي فيه المصالح الاقتصادية والتجارية الأرضية المادية لتقوية العلاقات بين الصين وأوروبا، تسهم الثقة والفهم المتبادلان بين الشعوب في توفير الدعم الروحي. علينا أن نكون أكثر نشاطا في دفع التبادلات بين كافة قطاعات المجتمعات الصينية والأوروبية، بينما نعمل بتقارب أكبر في المجال الثقافي. علينا العمل لتشكيل رأي عام أكثر ملائمة لعلاقات ودية بين الصين وأوروبا، من خلال تطوير روابط غير حكومية. وينبغي علينا أيضا استغلال التبادلات الثقافية لبناء جسر للتفاهم والصداقة.

رابعا، علينا أن نعالج الخلافات والاحتكاكات من خلال طرق ملائمة تخدم المصالح الشاملة للشراكة الاستراتيجية الصينية- الأوروبية. وعلى ضوء التباين بيننا في الخلفيات التاريخية والثقافية، والأنظمة الاجتماعية ومراحل التنمية، من الطبيعي أن تحدث بعض الاختلافات بين الصين وأوروبا في نظرة الجانبين لبعض الأمور. وبسبب توسع علاقاتنا الاقتصادية والتجارية، لا يمكن أيضا تجنب المنافسة وبعض الاحتكاكات. علينا التحلي بالاحترام والفهم والمساواة المتبادلة ومفهوم الأخذ والعطاء. وعلينا أن نكون أكثر قدرة على فهم بعضنا البعض والتضامن معا. وبينما يسعى هذا الطرف أو ذاك لضمان مصالحه الخاصة، عليه أن يراعي الاهتمامات المعقولة للآخر. وفي تعاوننا الثنائي، علينا تسوية الاختلافات عبر الحوار والتفاوض وبروح ضمان الفوز المشترك.

خامسا، علينا العمل معا لمواجهة التحديات العالمية وخلق عالم متناغم يتمتع بالسلام والازدهار الدائمين. وباعتبارهما قوتين هامتين في النظام العالمي الحالي، تتحمل الصين وأوروبا مسؤوليات رئيسية لحماية السلام والتنمية بالعالم. لا يمكن لبلد بمفرده أن يواجه التحديات العالمية مثل الأزمات المالية أو نقص الموارد أو تغير المناخ أو الأمان النووي ومكافحة الإرهاب. يجب على الصين وأوروبا أن تعملا بتوافق. وعلينا أن نلعب دورا نشيطا في الحوكمة العالمية ودفع تحرير التجارة والاستثمار وتسهيلها، ومعارضة الحمائية التجارية بكل أشكالها، ومواصلة الحوار ودعم بعضنا البعض في القضايا الدولية والبؤر الإقليمية الساخنة. نحن نؤمن أنه من خلال الجهود المشتركة، ستتمكن الصين وأوروبا من التعامل الصحيح والحفاظ على شراكتهما الاستراتيجية المتعمقة وتقديم الإسهامات اللازمة للتنمية والسلام في العالم.




 
انقلها الى... :

تعليق
مجموع التعليقات : 0
مجهول الاسم :