الصفحة الأولى | اطبع | أرسل لصديق | أضف إلى المفضلة | اتصل بنا | حجم الخط    أ أ أ

مقالة خاصة: الصين أكثر نشاطا في الشؤون الدولية

arabic.china.org.cn / 01:20:34 2013-03-10

بكين 9 مارس 2013 (شينخوا) صرح وزير الخارجية الصيني يانغ جيه تشي هنا اليوم (السبت) بأن أولوية القيادة الصينية الجديدة في الاستراتيجية الدبلوماسية ستكون المشاركة بفاعلية في الشؤون الدولية والإسهام في بناء المنظومة الدولية.

وقال وزير الخارجية خلال حديثه على هامش الجلسة الأولى للمجلس الوطني الـ 12 لنواب الشعب الصيني إن قادة البلاد سيشاركون بفاعلية في القمم لتعزيز الصورة الدولية للصين وزيادة تأثيرها الدولي.

ومن المتوقع أن يظهر الرئيس الصيني الجديد، الذي سيتم انتخابه خلال جلسة المجلس الوطني لنواب الشعب الصيني، لأول مرة على الساحة الدولية، من خلال تلبية دعوات زيارة وجهت له من روسيا وتنزانيا وجنوب افريقيا وجمهورية الكونغو.

وقال يانغ إن الصين وجارتها روسيا، ينظران لبعضهما البعض باعتبارهما فرصة لتحقيق التنمية وشريك له أولوية للتعاون.

كما سيحضر الرئيس الجديد القمة الخامسة لقادة مجموعة البريكس، والتي ستعقد يومي 26 و27 مارس الجاري في دربان بجنوب افريقيا.

ومجموعة البريكس كتلة تمثل خمسة من الاقتصاديات الصاعدة الرائدة في العالم، وهي البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب افريقيا والتي تمثل قرابة 43 في المائة من تعداد سكان العالم ويقدر ناتجها المحلي الاجمالي بخمس الناتج المحلي الاجمالي العالمي.

العلاقة مع الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي

حافظت الصين والولايات المتحدة الأمريكية، لكونهما اكبر اقتصادين في العالم، بشكل عام على قوة دفع للتنمية المستدامة في علاقاتهما خلال السنوات الأخيرة بفضل الجهود المشتركة من كلا البلدين.

وتبادل الرئيس الصيني هو جين تاو ونظيره الأمريكي باراك أوباما زيارات ناجحة واجتمعا معا 12 مرة. وتبادل شي جين بينغ، الأمين العام للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني، الرسائل مع أوباما عقب اعادة انتخابه كرئيس للولايات المتحدة.

وقال يانغ "توصل قادة البلدين إلى اتفاقية مفادها أنه يتعين على الصين والولايات المتحدة ان يعملا معا لبناء شراكة تعاونية ترتكز على الاحترام والمنافع المتبادلة وبحث اقامة نوع جديد من العلاقات بين القوتين الكبيرتين."

وأوضح أن الصين والولايات المتحدة تتقاسمان المصالح الاكثر تقاربا كما يمتلكان تفاعلات متكررة إلى حد بعيد في منطقة اسيا- الباسفيك، مستشهدا بترحيب الصين بدور بناء للولايات المتحدة في اسيا الباسفيك، وضرورة أن تحترم واشنطن ايضا مصالح الصين ومخاوفها في المنطقة.

واضاف "يجب أن تتعامل كافة البلدان في المنطقة مع الشؤون الاقليمية في اسيا-الباسفيك عبر المشاورات لتعزيز السلام والاستقرار والازدهار."

وتعد العلاقة بين الصين والاتحاد الاوروبي من أكثر العلاقات الثنائية أهمية في العالم. حيث يوافق العام الجاري الذكرى العاشرة لاقامة شراكة شاملة واستراتيجية بين الطرفين.

وسيعقد الطرفان في النصف الأخير من العام الجاري القمة السادسة عشر للصين والاتحاد الأوروبي ويبحثا ايجاد اطار مؤسسي للتعاون متوسط وطويل الأجل بينهما.

واضاف يانغ "سنتعاون ايضا في عدة مجالات مثل التحديث ومصادر الطاقة الجديدة والابتكار العلمي والتكنولوجي والتنمية الخضراء".

علاقات حسن الجوار

أصبحت الدول المجاورة أكثر اهمية في النظام الدبلوماسي الصيني.

وتجاوزت التجارة الصينية مع دول الجوار في العام الماضي القيمة الاجمالية للتجارة الصينية مع اوروبا والولايات المتحدة لتصل إلى 1.2 تريليون دولار أمريكي. كما أن هناك توقعات بزيادة الحجم التجاري.

وقد اقامت الصين، بالاضافة إلى النمو التجاري، شراكات استراتيجية مع معظم دول الجوار. حيث اجريت أكثر من 100 زيارة رسمية رفيعة المستوى العام الماضي.

وقال وزير الخارجية الصيني "لن تكون مفاجأة بأن نرى 200 أو حتى 300 زيارة كهذه في المستقبل. لأن العلاقات مع الجوار ستكون اقرب بالاضافة إلى مزيد من التبادلات".

وستسضيف الصين اجتماعا سنويا لمنتدى بواو لآسيا الشهر المقبل في بواو بمقاطعة هاينان، وسيحضره قادة الدولة وبعض الدول الاجنبية فضلا عن رؤساء المنظمات الدولية.

وقد بدأت الصين ورابطة دول جنوب شرق آسيا أكبر منطقة للتجارة الحرة في الدول النامية بالعالم بينما وضعت منظمة شانغهاي للتعاون استراتيجيتها الأولى للتنمية متوسطة وطويلة الأجل.

وانطلقت المفاوضات بشأن اقامة منطقة التجارة الحرة والشراكة الاقليمية الشاملة بين الصين واليابان وجمهورية كوريا.

وحول النزاعات الاقليمية مع بعض دول الجوار، قال يانغ إن الصين متمسكة بموقفها القوي في الدفاع عن سيادتها وحقوقها ومصالحها المشروعة، وتأمل أن يتم التعامل بشكل ملائم مع تلك النزاعات وتحل عبر المفاوضات من أجل المحافظة على السلام والاستقرار الاقليميين.

وأضاف أن بلاده اتخذت اجراءات صارمة بشأن التوتر في جزر دياويو. تعد الجزر جزءا لا يتجزأ من الأراضي الصينية منذ قديم الأزل.

ومضى قائلا "ان التعامل احادي الجانب من قبل الطرف الياباني هو سبب الوصول إلى الوضع الحالي. فالسبب الاساسي لقضية جرز دياويو يرجع إلى الاستيلاء غير القانوني والاحتلال الياباني للاراضي الصينية".

وأضاف "يتعين على الجانب الياباني أن يواجه الحقيقة ويتخذ خطوات حقيقة لتصحيح اخطائه ويتعاون مع الصين للتعامل بشكل ملائم مع المسائل ذات الصلة وحلها عبر الحوار والتشاورات للحيلولة دون تصاعد حدة الوضع او خروجه عن السيطرة".

وقال الوزير "نحن على استعداد لتعزيز العلاقات الاستراتيجية ومتبادلة المنفعة بين الصين واليابان على اساس الوثائق السياسية الأربعة التي وقعها البلدان."

وقد عادت التوترات في شبه الجزيرة الكورية إلى الأضواء مرة أخرى، عقب التجربة النووية الثالثة التي اجرتها جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية في 12 فبراير الماضي بعد التجربتين في 2006 و2009.

وقد مرر مجلس الأمن الدولي القرار رقم 2094 الذي يطالب فيه كوريا الديمقراطية بالتوقف عن تنفيذ المزيد من التجارب النووية، والتخلي عن أي برنامج نووي، والعودة إلى معاهدة حظر الانتشار النووي.

كما طالب القرار بالتسوية السلمية والدبلوماسية والسياسية للوضع الراهن واستئناف المحادثات السداسية التي بدأت في 2003 وتوقفت في اواخر 2008.

وقال يانغ إن الصين تصر أن العقوبات ليست هي غاية قرارا مجلس الأمن الدولي وليست هي السبيل الاساسي لحل القضية النووية في شبه الجزيرة الكورية.

وأضاف أن الحل الوحيد للمسألة النووية في شبه الجزيرة الكورية هو اجراء المفاوضات والتعامل بطريقة شاملة ومتوازنة مع مخاوف كافة الأطراف.

ومضى يقول "ندعو كافة الاطراف المعنية إلى أن تأخذ في اعتبارها المصلحة العليا وتتحلى بالهدوء وضبط النفس وتكف عن اتخاذ اي تحركات من شأنها أن تزيد الوضع سوءا".

احراز التقدم مع أفريقيا

أعربت الصين عن التزامها بتعزيز علاقاتها مع الدول الأفريقية. وتطورت الشراكة الاستراتيجية بين الصين وأفريقيا سريعا على مدار السنوات الأخيرة، ونفذ الجانبان بفاعلية الاجراءات اللاحقة للمؤتمر الوزاري الخامس لمنتدى التعاون الصيني-الأفريقي.

وبرغم من ذلك فقد أثار التعاون بين الصين والدول الافريقية شبهات واتهمامات.

وقال يانغ "نأمل بأن تنظر كافة الأطراف إلى التعاون بين الصين والدول الافريقية بطريقة موضوعية، وتحترم اختيار الاصدقاء الأفارقة لشركاء التعاون بأنفسهم."

واستشهد يانغ بمثل افريقي للتأكيد على أهمية التعاون مع الدول الأفريقية قائلا "اذا كنت تريد أن تسير بسرعة، فسر بمفردك، واذا كنت تريد أن تسير بعيدا فسر مع الآخرين."

وقال الوزير إن التعاون بين الصين والدول الأفريقية يتوافق مع تطلعات الشعوب الأفريقية لتحقيق الاستقرار والتنمية في بلدانهم وتحقيق الوحدة بين الدول الأفريقية وارثاء عدالة النظام الدولي.

وستعزز الصين وأفريقيا التعاون في عدة مجالات مثل الاستثمار والتمويل والمساعدة بالاضافة إلى تدعيم التكامل الأفريقي والتبادلات المدنية والسلام والأمن في القارة.

ومضى الوزير قائلا إن العديد من الدول الآن تدفع تعاونها مع افريقيا قدما، والصين ترحب بمثل هذا التعاون.

واعرب عن استعداد بلاده لتطوير التعاون مع المنظمات الاقليمية مثل مجموعة دول أمريكا اللاتينية ودول الكاريبي وتعزيز اقامة منتدى للتعاون بين الصين ودول أمريكا اللاتينية.

حماية الصينيين بالخارج

ينتقل عدد متزايد من المواطنين والشركات الصينية في السنوات الأخيرة للخارج.

وأجرى سكان البر الرئيسي الصيني العام الماضي 83.18 مليون جولة خارجية كما يوجد قرابة 20 ألف شركة تمولها الصين بالخارج.

وقد تعاملت وزارة الخارجية والبعثات الأجنبية مع مئات الآلاف من قضايا الحماية القنصيلة والمساعدة للمواطنين والوكالات الصينية في الخارج بطريقة ملائمة.

وتتعامل الوزارة والقنصليات بالخارج مع 100 قضية للحماية القنصيلة يوميا. وقال يانغ "كافة جهودنا على تلك الجبهة مكرسة لضمان أن يحظى مواطنونا برحلات سعيدة بالخارج وأن يعودوا للوطن بسلام".

ومضى يانغ قائلا "سنواصل القيام بخدماتنا القنصلية عالية الجودة لمواطنينا وشركاتنا بالخارج ونحاول أن نبذل كل ما في وسعنا لخدمتهم وتحقيق المنفعة لهم."

لا مجال للحرب الالكترونية

وأصدرت شركة (مانديانت) الأمريكية للأمن الالكتروني تقريرا الشهر الماضي يزعم أن وحدة سرية للجيش الصيني في شانغهاي هي المسؤولة عن الهجمات الإلكترونية على شركات أمريكية لعدة سنوات.

وأعقب التقرير موجة من الانتقادات الاعلامية الغربية لأنشطة التسلل المزعومة التي تقوم بها الصين.

وقال يانغ "إن تلك التقارير قد يكون انتبه إليها الكثيرون ولكنها في الحقيقة تستند إلى اساس هش."

واضاف "فالاسود اسود، والابيض يظل ابيض. واي شخص يحاول أن يختلق قصة مثيرة لاغراض سياسة لن يتمكن من تشويه صورة اشخاص وتحسين صورته هو."

وقال يانغ "الفضاء الإلكتروني يحتاج إلى قواعد وتعاون وليس حربا"، مستشهدا أن الصين تتعرض للهجمات الإلكترونية وتعاني منها كثيرا.

وأضاف وزير الخارجية الصيني "نحن نعارض تحويل الفضاء الالكتروني إلى ساحة حرب أخرى، اواستغلال الفضاء الافتراضي للتدخل في شوؤن الدول الأخرى."

واشار "نأمل بأن تنتهي الانتقادات غير المسؤولة ضد الصين"، مضيفا أن الحكومة الصينية تعارض انشطة التسلل الإلكتروني.

 




 
انقلها الى... :

تعليق
مجموع التعليقات : 0
مجهول الاسم :