الصين وافريقيا تبحثان سبل تعزيز تعاون المنظمات غير الحكومية

بكين 16 يوليو 2012 (شينخوا) توصل المشاركون في المنتدى الشعبي الثاني بين الصين وافريقيا المنعقد مؤخرا في مدينة سوتشو بمقاطعة جيانغسو شرق الصين إلى اتفاق ان التعاون بين المنظمات غير الحكومية من الصين وافريقيا قد حقق منجزات مثمرة ولا يزال بحاجة إلى المزيد من التطوير لاستكشاف الإمكانات بصورة تامة.

يقف هذا المنتدي الشعبي شاهدا ودليلا على ان اهتمام الصين بالقارة الافريقية لا يقتصر فقط على التبادل التجاري والمنافع الاقتصادية , وانما يتجاوز ذلك كله لبناء صداقة قوية مع شعوب القارة الافريقية.

--بناء منصة لتعاون المنظمات غير الحكومية

حضر حوالي 300 مندوب من الصين و35 دولة افريقية المنتدى في سوتشو، وهي منتجع سياحي ومركز اقتصادي في شرق الصين.

ومن جانبه, قال عبد الرحمن سوار الذهب, الرئيس السابق للسودان, ان هذا المنتدى يمثل نقلة نوعية في العلاقات بين الصين وافريقيا, اذ أنه يخرج بها من اطار العلاقات الرسمية الثنائية مع الحكومات الى فضاءات العمل الانساني اللامحدود .

" ان العلاقة بين الحكومات والمنظمات غير الحكومية هي علاقة تكاملية في المقام الاول , فالمنظمات التطوعية تعزز دور الحكومات وتكمل جهدها الموجه لكافة فئات المجتمع. وتستفيد الحكومات من الميزات النسبية التي تتمتع بها المنظمات غير الحكومية المتمثلة في المرونة وسرعة الاستجابة في حالات الكوارث والطوارئ والحروب ودورها في فض النزاعات وتمتعها بعلاقة قوية مع المجتمعات القاعدية والفئات المستضعفة وقدرتها على تحريك المجتمع وتفجير طاقاته" على ما ذكر سوار الذهب.

وقال موغلي مبارك ، عضو المجلس الاداري للجمعية المغربية للتضامن والتنمية, إن المنظمات غير الحكومية تلعب دورا تنسيقيا في مساعدة افريقيا، لا سيما في مجالات التكنولوجيا الزراعية والرعاية الطبية.

--جهود تعزيز تعاون المنظمات غير الحكومية

هذا وشهدت بداية العام 2012 مخيم النور للعيون الذى نفذ عمليات جراحية مجانية للعيون لمرضى سودانيين بشراكة ذكية بين المنظمات غير الحكومية للصين وعدة دول افريقية.

ويخطط صندوق الصداقة الصينية للمنظمات غير الحكومية، الذي ساعد في بناء 10 آلاف وحدة غاز حيوي في المناطق الريفية بالصين، لتنفيذ المشروع في أفريقيا. ومن المتوقع أن يبني ويصون ويدير 500 وحدة غاز حيوي في ارياف مدغشقر في غضون عامين، وفقا لما قالت شه هونغ يو، مديرة دائرة الأبحاث والتنمية للصندوق.

" يمكن لوحدة غاز حيوي حجمها 8 امتار مكعبة ان تنتج 400 متر مكعب من غاز الميثان سنويا، ما سيوفر طنين من الحطب أو 3 اطنان من الفحم سنويا. وستصل المنفعة الاقتصادية المباشرة الى 600 يوان (94.2 دولار امريكى) سنويا"، قالت شه.

" المنظمات غير الحكومية الصينية قدمت مساعدة مخلصة لافريقيا " ، على ما ذكر سوار الذهب.

--تحديات راهنة

الا أن المنظمات غير الحكومية من الصين وافريقيا لا تزال تواجه العديد من التحديات في إقامة آلية تعاونية تفاعلية وطويلة الاجل.

وقال دنغ لان , المسؤول من قسم المنظمات غير الحكومية للرابطة الشعبية الصينية للصداقة مع الدول الأجنبية , إن التبادلات بين المنظمات غير الحكومية في كلا الجانبين غير متوازنة، مضيفا ان الصين ستدرس كيفية تحسين إدارة قدرات المنظمات غير الحكومية, وستضمن التنمية المستدامة للمشروعات التعاونية فضلا عن استقرار موارد التمويل.

وقالت خه ون بينغ، مديرة قسم الدراسات الافريقية في الأكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية ، إن جزء من التغطية الاعلامية الافريقية للصين تأثرت بتحيزات الاعلام الغربي.

واقترحت أن تقوم المنظمات بالمزيد من المساعدة في ازالة سوء الفهم بين الجانبين.

وقال شو وي، الباحث فى مركز بحوث التنمية في مجلس الدولة, إن التعاون في مجال المنظمات غير الحكومية بين الجانبين بحاجة إلى دعم من كافة القطاعات الاجتماعية ، بما في ذلك الحكومة والشركات ووسائل الاعلام .

--آفاق واسعة

وقال هوانغ هاو مينغ، نائب مدير الجمعية الصينية لتنمية التبادلات الدولية للمنظمات غير الحكومية الصينية ، ان تنمية المنظمات غير الحكومية الصينية - الافريقية تتطلب دعم الكثير من الموارد البشرية, ويمكن ان يبدأ تعليم وتدريب المتخصصين من خلال العمل التطوعي، الذي يعد قوة لا غنى عنها لنمو منظمات المجتمع المدني, مضيفا انه من ناحية، يكون المتطوعون قادرين على المشاركة في تحمل عبء العمل الثقيل مع الموظفين المتخصصين لمساعدة المنظمات على تخفيض تكاليف التشغيل، ومن جهة أخرى، يمكن ان يقدم المتطوعون المهنيون خدمات أكثر استهدافا للتعويض عن عدم كفاية خبرة الموظفين الإداريين .

وذكر سوار الذهب ان ازدياد معدلات الفقر وضحايا الصراعات والحروب والكوارث الطبيعية وما يترتب عليها من مشاكل النزوح واللجوء وارتفاع معدلات البطالة والامية كلها قضايا هامة, مضيفا "تتطلب منا ان نوحد الجهود وننسق المواقف ونعمل كيد واحدة على استغلال الموارد المتاحة من اجل تطوير وتنمية وتحسين الظروف الاجتماعية والاقتصادية للانسان في افريقيا والصين."

وأعلن سون جيا تشنغ, نائب رئيس المجلس الوطنى للمؤتمر الاستشاري السياسي للشعب الصيني ورئيس الاتحاد الصيني للدوائر الأدبية والفنية ورئيس الجمعية الصينية لتنمية التبادلات الدولية للمنظمات غير الحكومية الصينية، في مراسم اختتام المنتدى, انه تم اطلاق " برنامج شراكة الصداقة الشعبية الصينية- الافريقية " وفقا لاحتياجات الدول الافريقية في المنتدى الذي يضع خطة لتنفيذ 8 انشطة متعلقة بمعيشة الشعب بفضل التعاون بين المنظمات غير الحكومية الصينية والافريقية على مدى السنوات الثلاث المقبلة في أفريقيا، بما في ذلك التدريب للوقاية من الايدز والسيطرة عليه وبناء منشآت ري صغيرة والتدريب القانوني.

وقال ليو هونغ يوه, مدير مركز الدراسات الافريقية التابع لجامعة تشجيانغ للمعلمين ان "هناك العديد من المجالات الحيوية التي ينبغي ان نتعاون فيها ونتبادل الآراء والافكار والتجارب في الزراعة والصحة والتعليم والبيئة وقضايا الفقر والفئات ذات الخصوصية كالاطفال والنساء الفقيرات ومكافحة الامراض المستوطنة ".