خبير ايرانى : ايران قد تقدم بعض التنازلات فى المحادثات النووية المقبلة تحت وطأة العقوبات

طهران 26 مارس 2012(شينخوا) قال خبير ايرانى ان ايران من المحتمل ان تقدم بعض التنازلات فى المحادثات النووية المقبلة.

وكانت ايران بعد حوالى اكثر من عام من الجمود قد وافقت على استئناف المحادثات بشأن برنامجها النووى المثير للجدل فى رسالة بعثتها الى مسؤولة السياسة الخارجية للاتحاد الاوربى كاثرين اشتون فى منتصف فبراير الماضى، ردا على رسالة للاخيرة فى اكتوبر الماضى.

وردت اشتون فى وقت لاحق على طهران بأن الدول الخمس دائمة العضوية بمجلس الامن زائد المانيا وافقوا على استنئاف المحادثات النووية.

ولم يتحدد موعد ومكان اجراء المحادثات بين ايران والقوى الكبرى الست (مجموعة 5+1)، غير ان مصادر مختلفة اوردت مؤخرا بان الجولة الجديدة ستعقد قريبا.

وقال الدكتور صادق زيباكلام ، استاذ العلوم السياسية فى جامعة طهران، لوكالة ((شينخوا)) فى مقابلة اجريت مؤخرا، ان ايران فى ظل تصعيد العقوبات جادة وواقعية حيال المحادثات النووية المقبلة ومن المحتمل ان تقدم بعض التنازلات .

واضاف مفسرا" هناك العديد من الاسباب (لتقديم ايران تنازلات). اولها ان العقوبات تؤثر على ايران، خاصة العقوبات المفروضة على البنك المركزى الايرانى. لقد وجدت ايران انه من الصعب عليها ان تصدر او تستورد".

بيد ان جادل بقوله ان ايران لن تستسلم تماما للضغوط الامريكية .

وقال ان تقديم التنازلات " لا يعنى اننا يجب ان نتوقع ان ترفع ايران يديها وتقول انها تستسلم للولايات المتحدة"، مضيفا ان " ايران ترغب فى تقديم تنازلات، بشرط ان تقدم مجموعة الـ5+1 بعض التنازلات ايضا مقابل ذلك".

وأظهر تقرير ربع سنوى صدر مؤخرا عن الوكالة الدولية للطاقة الذرية ان الجمهورية الاسلامية توسعت في أنشطتها لانتاج اليورانيوم عالى التخصيب في الاشهر القليلة الماضية، الامر الذى اثار مخاوف حيال عسكرة البرنامج النووى الايرانى.

وقال التقرير ان ايران لم تتعاون مع وفد الوكالة الذى زار طهران مرتين مؤخرا.

ويرى زيباكلام ان حل النزاع النووى المستمر منذ وقت طويل مع ايران يحب ان يتم بشكل بناء و"خطوة خطوة".

واوضح الاستاذ الجامعى قائلا "انها عملية خطوة خطوة. ايران تتحرك خطوة. ومجموعة 5+1 تتحرك خطوة. ثم تأخذ ايران الخطوة التالية".

وحذر الخبير الايرانى من الاقدام على اى خطوة قد تؤدى الى فشل المحادثات، قائلا " اذا بدأت الولايات المتحدة خلال المحادثات تطالب باشياء تجدها ايران غير منطقية، فلن تقود المفاوضات الى شئ".

بيد ان زيباكلام اعرب عن تشككه فى ان يحدث تقدم جوهرى فى هذا الملف قبل الانتخابات الرئاسية الامريكية،"لأن اوباما لو اتخذ اى خطوة باتجاه المصالحة او التسوية مع ايران، سيتعرض لانتقاد خصومه الجمهوريين، وسيقولون له انت لين جدا مع ايران".

وحول التهديدات العسكرية الاسرائيلية للمنشأت النووية الايرانية، قال الخبير انه يعتقد ان اسرائيل لا تخادع لانها تخشى من ان تشكل ايران النووية تهديدا على وجودها.

وخرجت تصريحات عن بعض كبار القادة الاسرائيليين بان الدولة العبرية قد تشن هجوما على مواقع ايران النووية دون ابلاغ الولايات المتحدة اذا شعرت بان طهران اوشكت على امتلاك السلاح النووى.

وقال زيباكلام ان اسرائيل جادة فى تصريحاتها لانها تتخوف من حصول ايران على السلاح النووى وتسليح حلفائها الاقليميين كحركة حماس او حزب الله.وتابع قوله " اعتقد ان اسرائيل جادة انها تشعر بتهديد من قبل ايران".

واضاف ان" احراز بعض التقدم فى المحادثات النووية المقبلة سيجعل الامر صعبا على اسرائيل فى اقناع العالم بان ايران تشكل تهديدا".

وقال ان اسرائيل لو قررت فى نهاية المطاف شن الحرب على المواقع النووية الايرانية، ستجر امريكا الى الحرب، وسترد ايران بالتأكيد من خلال مهاجمة اسرائيل والقواعد العسكرية الامريكية فى الدول الاقليمية وهناك خطر من ان تسقط كل المنطقة فى الحرب.ولن يكون حينها بقدرة امريكا واسرائيل انهاء الحرب .

يذكر ان الاتحاد الاوربى قد قرر فى يناير الماضى فرض حظر نفطى على ايران من المقرر ان يدخل حيز التنفيذ فى يوليو. وقال زيباكلام انه نظرا لاعتمادها الكبير على ايرادات النفط، واذا لم تتخذ ايران اى اجراء، فان العقوبات الغربية على صادرات النفط التى تعد شريان الحياة لايران ، ستؤثر على اقتصاد الدولة بشدة.