الصفحة الأولى | اطبع | أرسل لصديق | أضف إلى المفضلة | اتصل بنا | حجم الخط أ أ أ |
تعليق: لا ينبغى أن تخرج قضايا خارج الأجندة قمة الأمن النووى عن مسارها
بكين 26 مارس 2012 (شينخوا) لقد تم تحديد محور التركيز الرئيسى لقمة الأمن النووى المرتقبة فى سول ليكون تأمين المواد والمنشآت النووية.
بيد انه فى الفترة التى تسبق المؤتمر، ركزت التغطية الإعلامية ذات الصلة فى بعض البلدان بصورة مكثفة على الوضع فى شبه الجزيرة الكورية، وهى قضية غير مدرجة فى الأجندة الرسمية.
ونظرا لتصاعد حدة التوتر مؤخرا بعدما أعلنت بيونغ يانغ عن خطتها الرامية إلى اطلاق قمر صناعى فى أبريل، لم يكن مفاجئا أن يسرق هذا الموضوع بعض الأضوء .
بيد ان قمة سول، وهى الثانية من نوعها فى أعقاب القمة السابقة التى عقدت فى عام 2010 فى واشنطن، ليست منصة مناسبة لمعالجة هذه المسألة، التى ينبغى التعامل معها داخل اطار المحادثات السداسية. إذ تعد الآلية السداسية حتى الآن النهج الاكثر قابلة للتطبيق من أجل الحد من التوتر فى شبه الجزيرة الكورية. وإن الإلتفاف حول هذه الآلية لن يجدى.
وعلاوة على ذلك، يعنى غياب بيونغ يانغ عن القمة أن فرصة قبول جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية لأى قرار يتم التوصل إليه فى سول ستكون ضئيلة. ولن تقود أية محادثات بدون مشاركة بيونغ يانغ إلى إلغاء كوريا الديمقراطية لخطة الاطلاق .
والأسوأ من ذلك هو أن ممارسة كهذه قد تؤدى إلى نتائج عكسية إذا ما خرجت تصريحات مستفزة خلال القمة.
ومن ناحية أخرى، يتطلب الوضع على الأرض أيضا أن تركز القمة على الأجندة المحددة ألا وهى استعراض التقدم الذى تحقق بشأن الأمن النووى، واستشكاف سبل لمواصلة تعزيز كل من الاجراءات الوطنية والتعاون الدولى بشأن حماية المواد النووية.
وبالرغم من تحقيق الكثير من التقدم منذ قمة واشنطن، إلا أن الصورة مازالت تبعث على القلق. إذ ان فرص حيازة إرهابيين أو عصابات إجرامية دولية لمواد قابلة للانشطار لا يمكن اغفالها بأى حال من الاحوال .
فانه خلال الفترة من 1993 إلى 2011، ابلغت الدول الاعضاء فى الوكالة الدولية للطاقة الذرية عما يزيد عن 2100 حالة تتعلق بفقدان وسرقة وحيازة غير مشروعة لمواد نووية ومواد مشعة أخرى.
وقد كشف الذعر الذى انتاب أرجاء العالم العام الماضى بشأن الأزمة النووية فى اليابان أيضا حقيقة واضحة تقول إنه فى حال وقوع كارثة نووية هائلة، بغض النظر عن مكانها، لا يمكن ان تنجو أى دولة دون ان يلحق بها أذى. فالاشعاع لا يتوقف عند الحدود الوطنية.
وفى ضوء الأوضاع غير المستقرة، فانه من المفضل ومن الأهمية بمكان أن يلزم المشاركون فى القمة بمن فيهم القادة وكبار الممثلين من حوالى 60 دولة ومنظمة دولية بالأجندة ويركزون على الأمن النووى.
ومازال المجتمع الدولى امامه طريق طويل عليه ان يقطعه قبل أن يحرر العالم من المخاطر النووية. وتتيح القمة المرتقبة فرصة لجعل العالم أكثر امنا، وبالتالى لا ينبغى ان تصرفها قضايا فرعية عن الأجندة الرئيسية لها.
تعليق |
مجموع التعليقات : 0 |