أهم الموضوعات/ الصين (مقالة خاصة): المغتربون الصينيون والأجانب من أصل صينى يبلغون 50 مليونا في شتى أنحاء العالم

شانغهاى 20 ديسمبر 2011 ( شينخوا ) يبلغ عدد المغتربين الصينيين والاجانب من أصل صيني في الوقت الراهن على مستوى العالم نحو 50 مليون شخص .

هذا ما جاء من المنجزات الدراسية الصادرة مؤخرا عن منتدى شؤون المغتربين الصينيين الثانى المقام فى مدينة شانغهاى ( اكبر مركز صناعى وتجارى بالصين ) ، مضيفا بأن الاحصاءات أوضحت ان اجمالى عدد المغتربين الصينيين والاجانب من اصل صينى فى العالم بلغ 45.43 مليون شخص خلال فترة 2007 - 2008 , اما فى الوقت الراهن فيبلغ هذا الرقم حوالى 50 مليون شخص .

وصرح البروفيسور تشوانغ قوه شى الذى يترأس ابحاث موضوع (( احوال التوزيع واتجاه التطور للمغتربين الصينيين والاجانب من اصل صينى )) لمكتب شؤون المغتربين الصينيين لمجلس الدولة الصينى ، صرح لمراسل وكالة انباء شينخوا ان هذين الرقمين هما " اكثر الاحصاءات صدقا والتى تقترب من الحقائق " لاجمالى المغتربين الصينيين والاجانب من اصل صينى حتى الان , وهما اقل بكثير من نطاق الاحصاءات التقديرية السابقة داخل الصين وخارجها , و" يتحليان بمغزى مهم بالنسبة للاستيعاب والمعرفة الدقيقين لتغير وتطور احوال المغتربين الصينيين " .

وأظهرت منجزات الدراسة ان اجمالى المغتربين الصينيين والاجانب من اصل صينى فى العالم بلغ ما يتراوح بين 4 و5 ملايين شخص فى بداية القرن ال20 , وازداد هذا الاجمالى الى ما يتراوح بين 12 مليونا و13 مليون شخص فى بداية خمسينات القرن الماضي ، من بينهم 90 بالمئة فى دول جنوب شرق آسيا , وحتى فترة 2007 - 2008 انخفضت النسبة في دول جنوب شرق آسيا من بين 45.43 مليون من المغتربين الصينيين والاجانب من اصل صينى فى العالم الى حوالى 73 بالمئة بينما شهد عددهم زيادة سريعة نوعا ما فى امريكا الشمالية واوروبا واوقيانوسيا واليابان وكوريا الجنوبية .

استمرت الدراسة المذكورة آنفا لمدة 11 سنة , واصدر مكتب شؤون المغتربين الصينيين لمجلس الدولة هذا الموضوع بصورة رسمية فى عام 2007 , واضطلع معهد ابحاث نانيانغ لجامعة شيامن بالموضوع رئيسيا , وشارك حوالى 20 شخصا فى اعمال جمع المعلومات والاستقصاءات والدراسات المتعلقة بالموضوع , علما بأن البروفيسور تشوانغ هو رئيس المعهد وايضا المسؤول عن الموضوع .

جمع الموضوع معلومات تعداد السكان الرسمية ومعلومات التسجيل فى هيئات الخروج والدخول فى عشرات الدول التى يتدفق اليها رئيسيا المغتربون الصينيون والاجانب من اصل صينى , واجرى اعادة دمج الاحصاءات التقديرية لعددهم والتى اجرتها السفارات والقنصليات الصينية لدى الدول المعنية ومجتمعات الاجانب من اصل صينى فى انحاء العالم والتغطيات الاعلامية المتعلقة بها , وادخل اسلوب دراسات نسبة النمو الديموغرافي الآلى ، فى حين راجع بعض الوثائق التاريخية ذات العلاقة .

يرى البروفيسور تشوانغ المذكور آنفا ان اجمالى عدد المغتربين الصينيين والاجانب من اصل صينى شهد نموا ملحوظا فى العالم في المئة سنة الاخيرة , ويرجع ذلك الى عناصر نمو السكان الطبيعى اولا , وثانيا الى ان الصين شهدت هجرة ساخنة مستمرة كبيرة النطاق الى البلدان الاجنبية باعتبارها جزءا من الهجرة الساخنة للتحفيز المزدوج اى تعديل الدول المتقدمة لسياسة الهجرة وتنفيذ الصين لسياسة الاصلاح والانفتاح على الخارج منذ سبعينات القرن العشرين .

يطلق على الهجرة التى ظهرت فى البر الصينى الرئيسى منذ اكثر من 30 سنة حيث نفذت خلالها سياسة الاصلاح والانفتاح على الخارج اسم " الهجرة الجديدة " فى العادة . وبما فى ذلك اصبح اكمال الدراسة خارج الصين احدى قنوات هجرة الصينيين , وحتى نهاية عام 2006 تجاوز عدد الدارسين خارج الصين من البر الصينى الرئيسى مليون شخص يتمركزون رئيسيا في الدول المتقدمة مثل الولايات المتحدة واليابان , ومن ثم كان الصينيون المهاجرون الى البلدان الاجنبية من الايدى العاملة غير المحنكة وهم يتقدمون رئيسيا بطلبات بطاقات الاقامة خارج الصين بسبب العيش مع اقربائهم واختار عدد قليل منهم الاقامة خارج الصين من خلال وسائل غير شرعية . وعلى سبيل المثال بلغ عدد الصينيين المهاجرين من مدينة فوتشو حاضرة مقاطعة فوجيان جنوب الصين الشرقى وحدها الى الولايات المتحدة اكثر من 600 الف شخص . اما الفئة الثالثة من المهاجرين فهم مهاجرون تجاريون منهم مهاجرون استثماريون واشخاص تجاريون لدى البلدان الاجنبية وتجار من اشكال مختلفة . ولاسيما بعد تسعينات القرن العشرين حققت اعداد كبيرة من مزاولى التجارة الصينيين " الوصول الى الخارج " تماشيا مع الزيادة الكبيرة للغاية في الاستثمارات الوطنية والاقليمية ومقاولة المشروعات .

قال البروفيسور ان احدى النتائج الدراسية غير المتوقعة هى ان المغتربين الصينيين والاجانب من اصل صينى لم يتمركزوا بعد في منطقة جنوب شرق آسيا بصورة كثيفة , بل ينتشرون فى العالم حقا ولاسيما فى الدول والمناطق المتقدمة تماشيا مع سخانة العولمة الاقتصادية وتحسين العلاقات بين الصين والدول المعنية , كما أصبحت امريكا اللاتينية وافريقيا والشرق الاوسط التى قل وصول المهاجرين الصينيين اليها فى المئة سنة الاخيرة ، مناطق مأهولة بعشرات الالاف من المغتربين الصينيين والاجانب من اصل صيني .