الصفحة الأولى | اطبع | أرسل لصديق | أضف إلى المفضلة | اتصل بنا | حجم الخط أ أ أ |
خامسا، المشاركة في المفاوضات الدولية
تولي حكومة الصين اهتماما بالغا لقضية تغير المناخ العالمي، وتشارك في المفاوضات الدولية المتعلقة بمواجهة تغير المناخ، انطلاقا من موقف مسؤول وإيجابي وبناء، وتعزز المشاورات والحوارات المختلفة المستويات مع دول العالم في مجال تغير المناخ، وتعمل على دفع توصل الأطراف المختلفة إلى آراء مشتركة حول قضية تغير المناخ، بما تقدم مساهمة إيجابية في دفع بناء نظام دولي عادل ومعقول لمواجهة تغير المناخ.
(1) المشاركة الإيجابية في المفاوضات الدولية في إطار الأمم المتحدة
تتمسك الصين بآلية التفاوض في مسارين، هما «اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية حول تغير المناخ» و«بروتوكول كيوتو»، وتلتزم بقواعد قيام الأطراف الموقعة بالدور الرئيسي والعلانية والشفافية والمشاركة الواسعة والاتفاق بالتشاور، وتظهر بإيجابية دور القناة الرئيسية للمفاوضات الدولية بشأن تغير المناخ في إطار الأمم المتحدة، وتلتزم بمبدأ "المسؤوليات المشتركة ولكن المتباينة"، وتشارك في المفاوضات بشكل إيجابي وبناء، وتعزز الاتصالات والتبادل مع شتى الأطراف، وتدفع توصل الأطراف المختلفة إلى آراء مشتركة. في سنة 2007، شاركت الصين بشكل إيجابي وبناء في مؤتمر الأمم المتحدة للتفاوض حول تغير المناخ والذي انعقد في بالي الإندونيسية، حيث قدمت مساهمة عملية لتشكيل خريطة طريق بالي. طرحت الصين في ذلك المؤتمر ثلاثة اقتراحات تشتمل على التفاوض قبل نهاية عام 2009 لتحديد أهداف خفض الانبعاثات للدول المتقدمة بعد سنة 2012، ووضع ما تنص عليه «اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية حول تغير المناخ» و«بروتوكول كيوتو» من تقديم المساعدات المالية والتقنية للدول النامية، في موضع التنفيذ، ونالت الاقتراحات الصينية اعترافا مشتركا من شتى الأطراف المشاركة في المؤتمر، وتم إدراجها أخيرا ضمن هذه الخريطة. في سنة 2009، شاركت الصين بإيجابية في مفاوضات مؤتمر كوبنهاغن، ولعبت دورا حاسما في منع وصول المفاوضات إلى طريق مسدود ودفع توصل شتى الأطراف إلى آراء مشتركة. حيث أعلنت حكومة الصين «تنفيذ خريطة طريق بالي موقف حكومة الصين بشأن مؤتمر كوبنهاغن لتغير المناخ»، وطرحت مبادئ وأهداف الصين حول مؤتمر كوبنهاغن، وأوضحت بشكل متزايد موقفها إزاء تعزيز التنفيذ الشامل والفعال والمستمر لـ«اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية حول تغير المناخ» وتحديد أهداف خفض الانبعاثات للدول المتقدمة في مرحلة التعهد الثانية لـ«بروتوكول كيوتو». وأثناء حضوره لمؤتمر القادة، دعا رئيس مجلس الدولة الصيني ون جيا باو، شتى الأطراف للتوصل إلى آراء مشتركة وتعزيز التعاون والعمل المشترك لدفع عملية التعاون العالمي في مواجهة تغير المناخ. وخلال فترة مؤتمر كوبنهاغن، أجرى رئيس مجلس الدولة الصيني ون جيا باو مشاورات مكثفة مع قادة دول العالم، بما دفع تشكيل «اتفاقية كوبنهاغن»، وقدم مساهمة بارزة في دفع عمليات المفاوضات الدولية بشأن تغير المناخ. في سنة 2010، شاركت الصين بشكل شامل في مفاوضات ومشاورات مؤتمر كانكون الذي انعقد في المكسيك، وتمسكت بالحفاظ على العلانية والشفافية والاشتراك الواسع والاتفاق بالتشاور أثناء عمليات المفاوضات، وطرحت خططا بناءة حول موضوعات المفاوضات المختلفة، مما قدم مساهمة هامة في تحقيق نتائج عملية وإعادة المفاوضات إلى مسارها الطبيعي في مؤتمر كانكون. وتحديدا في المفاوضات حول الأهداف العالمية الطويلة المدى ومرحلة التعهد الثانية لـ«برتوكول كيوتو» و"التشاور والتحليل الدولي" حول تأجيل العمل في الدول النامية وتعهدات الدول المتقدمة بخفض الانبعاثات وغيرها من المسائل الرئيسية المتنازع عليها، عملت الصين بإيجابية على الاتصالات والتناسق مع الأطراف المختلفة وتبادل الآراء معها بشكل صريح وعميق وعلى المستويات المختلفة، وذلك من أجل تعزيز التفاهم وتركيز قوة الدفع السياسي. واستغلت الصين "مجموعة الـ77 + الصين" و"دول بيسك الأربع" (الصين والبرازيل وجنوب إفريقيا والهند) وغيرهما من الآليات لتعزيز التبادل والتناسق مع الدول النامية الغفيرة، واستخدمت القنوات العديدة لتعزيز الحوار مع الدول المتقدمة، مما أرسى أساسا فعالا لمؤتمر كانكون. كما قامت الصين بالاتصالات الوثيقة مع المكسيك، الدولة المستضيفة لمؤتمر كانكون، وقدمت اقتراحات مفيدة ودعما شاملا لهذا المؤتمر. في أكتوبر 2010، قبيل انعقاد مؤتمر كانكون، عقدت الصين في تيانجين مؤتمر تفاوض للأمم المتحدة حول تغير المناخ، واضعة بذلك أساسا لدفع تحقيق النتائج الإيجابية في مؤتمر كانكون.
تعليق |
مجموع التعليقات : 0 |