الصفحة الأولى | اطبع | أرسل لصديق | أضف إلى المفضلة | اتصل بنا | حجم الخط أ أ أ |
سابعا، التوعية بمكافحة الفساد وبناء الثقافة الخاصة بالإدارة النزيهة
تعد التوعية عملا أساسيا لمكافحة الفساد وبناء الإدارة النزيهة. منذ سنوات عديدة، تثابر الصين على توعية الموظفين الحكوميين وتثقيفهم بضرورة التحلي بالنزاهة في أداء الواجبات الرسمية، وتعزيز بناء الثقافة الخاصة بالإدارة النزيهة في عموم المجتمع، من أجل زيادة وعي الموظفين الحكوميين بالنزاهة والانضباط الذاتي ودفع تشكيل السلوك الحميد المتحلي باحترام النزاهة في عموم المجتمع. إن الصين تتخذ توعية الحزبيين والموظفين الحكوميين بالقوانين والأحكام الوطنية والانضباط الحزبي والسياسي، عملا دائما للتثقيف حول التحلي بالنزاهة في أداء المهام الرسمية. ويقوم المكتب السياسي للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني دائما بتنظيم ندوات التوعية الجماعية حول النظام القانوني، مما يلعب دور دفع إيجابيا في رفع مستوى عموم المجتمع ولا سيما الحزبيين والموظفين الحكوميين بمعارف النظام القانوني. في الوقت الراهن، صارت التوعية الجماعية نظاما دائريا في المنظمات الحزبية والدوائر الحكومية على مختلف المستويات. كما تباشر الحكومة الصينية بتثقيف جميع المواطنين بالمعلومات والمعارف القانونية. منذ عام 1986، أقامت الحكومة الصينية خمس دورات خمسية لتثقيف المواطنين وتعميم المعارف القانونية، خاصة الموظفين الحكوميين، حيث تلقى أكثر من ثمانمائة مليون شخص/ مرة أنواعا شتى من التوعية حول الأنظمة القانونية، مما عزز معرفة عامة الناس بهذا الصدد، وزيادة فهمهم لمعنى الرقابة على الإدارة النزيهة للدوائر الحكومية والموظفين الحكوميين. تولي الصين اهتماما بالغا لتدريب الموظفين الحكوميين حول بناء الإدارة النزيهة، وتوطيد خطوطهم الدفاعية فكريا وأخلاقيا ضد الفساد. فقد وضعت الصين «لوائح العمل حول تدريب وتثقيف الكوادر (تجريبية)» والخطة الوطنية لتدريب وتثقيف الكوادر، واتخذت التثقيف حول التحلي بالنزاهة في أداء الواجبات الرسمية كمضمون هام لتدريب وتثقيف الكوادر. وقامت مختلف المدارس الحزبية للحزب الشيوعي الصيني والمعاهد الإدارية المختلفة للحكومة والأجهزة التدريبية الأخرى للكوادر، بإدراج مواضيع التوعية والتثقيف المتعلقة بالنزاهة في أداء الواجبات الرسمية، ضمن برامجها التدريسية، باعتبارها مقررا إلزاميا للكوادر القيادية على مختلف المستويات. يتم بناء 50 قاعدة وطنية للتثقيف حول الإدارة النزيهة في الصين، وتحرير كتب خاصة حول التحلي بالنزاهة في أداء المهام الرسمية إلى جانب إجراء التدريب والتثقيف حول الإدارة النزيهة حسب الاحتياجات الواقعية. كما يتم تدريب الكوادر القيادية الجديدة والموظفين الحكوميين الجدد حول بناء الإدارة النزيهة قبل التوظيف وتولي المناصب، وبناء أرشيف التدريب حول تعزيز نزاهة الإدارة. بينما تقوم بعض المقاطعات (المناطق الذاتية الحكم والبلديات الخاضعة للإدارة المركزية) بإجراء امتحانات حول قانون ونظام الإدارة النزيهة قبل اختيار الكوادر القيادية، وتتخذ هذا الامتحان ونتيجته الناجحة كشرط مهم من شروط التوظيف، إضافة إلى إجراء محادثات حول الإدارة النزيهة قبل تولي الكوادر القيادية مناصبها، حتى تتم الوقاية من الفساد مسبقا. تهتم الصين بإجراء التعليم النموذجي والتعليم التحذيري. يتم تعميم ونشر الأخبار المتعلقة بالشخصيات المتقدمة من الكوادر الحزبية والموظفين الحكوميين وأعمالهم الممتازة، عبر نشرات الأخبار ووسائل الإعلام وعقد اللقاءات العامة حول الأعمال الممتازة، وتصوير الأفلام والبرامج التلفزيونية التي تعزز هذا التوجه. يتم تثقيف وحث الكوادر الحزبية والموظفين الحكوميين بضرورة أخذ الدروس والعبر بوسائل متنوعة تشمل تحرير المواد الدراسية للقضايا النموذجية وتصوير الأفلام التربوية والتحذيرية، وبناء قواعد التعليم والتحذير وإقامة المعارض، إلى جانب إيضاح قضايا التورط في فساد أو ما شابه، استنادا إلى التجارب الشخصية للمتورطين، وغيرها من أساليب التوعية، مما يحقق هدف فرض العقوبة على شخص واحد وتعليم عدد كبير من الأشخاص الآخرين من خلال تفعيل الأدوار التوجيهية للقضايا النموذجية. تعمل الصين على بناء الثقافة الخاصة بالإدارة النزيهة وحفز السلوك الاجتماعي الذي يعتبر النزاهة شرفا والاختلاس عاراً. حيث قامت الصين بوضع «ملاحظات حول تعزيز بناء الثقافة الخاصة بالإدارة النزيهة» ودفع دخول هذه الثقافة إلى الدوائر والمجمعات السكنية والعائلات والمدارس والمؤسسات والأرياف. كما تحرص الصين على وراثة وتعزيز خلاصة الثقافة الخاصة بالإدارة النزيهة في التقاليد الصينية الممتازة، وتجسيد المفهوم المتنوع لهذه الثقافة من خلال الأعمال الأدبية والأفلام والبرامج التلفزيونية ومعارض الخط والرسم والإعلانات العامة وغيرها. كما تنشر مجموعة من الأعمال الممتازة حول بناء الإدارة النزيهة، والتي تكون مواضيعها حماسية وخصائصها العصرية واضحة وتتجسد في الرعاية الإنسانية. إن هذه النشاطات الثقافية المتنوعة والمتوفرة والمحببة ليست فقط تمجد التقاليد الممتازة في تقديس النزاهة للأمة الصينية فحسب، بل تعكس الإنجازات الكبيرة المتحققة في بناء الإدارة النزيهة وتدفع تعميق بناء الثقافة الخاصة بالإدارة النزيهة. كما تولي الصين اهتماما لتثقيف الشباب والمراهقين حول الإدارة النزيهة. فقد وضعت الكثير من المدارس الابتدائية والإعدادية والجامعات مقررات خاصة بالإدارة النزيهة، وحررت المواد الدراسية المعنية، وزُوّد بعضها بالمعلمين المتخصصين. في الوقت نفسه، يتم التثقيف حول الإدارة النزيهة باستغلال المعسكرات الصيفية والشتوية لتلاميذ المدارس الابتدائية والثانوية والتطبيق الاجتماعي للجامعيين وبناء الثقافة المدرسية وغيرها من النشاطات اللاصفيّة، كي تعزز تربية الوعي الأخلاقي الممتاز بالنزاهة والصدق والالتزام بالقانون ومعرفة النظام القانوني لدى الشباب والمراهقين.
تعليق |
مجموع التعليقات : 0 |