الصفحة الأولى | اطبع | أرسل لصديق | أضف إلى المفضلة | اتصل بنا | حجم الخط أ أ أ |
مقدمة
يشكل الفساد ظاهرة تاريخية اجتماعية، ومشكلة مزمنة عالمية، ويثير اهتماما بالغا في المجتمع. وعليه، فإن تعزيز مكافحة الفساد وبناء الإدارة النزيهة يمثل موقفا ثابتا يتمسك به الحزب الشيوعي الصيني وحكومة الصين. ومنذ تأسيس جمهورية الصين الشعبية في أول أكتوبر 1949، ظل الحزب الشيوعي الصيني وحكومة الصين يعملان بحزم على تعزيز مكافحة الفساد وبناء الإدارة النزيهة. فمنذ الإصلاح والانفتاح، وخاصة بعد دخول القرن الـ21، حققت الصين نموا حثيثا في إنتاجيتها الاجتماعية، وزيادة كبيرة في قوتها المتكاملة، وتحسنا ملحوظا في معيشة الشعب، وارتقاء بارزا بمكانتها وتأثيرها على الصعيد الدولي، وحققت إنجازات كبيرة في عملية البناء الاشتراكي فيها، والتي شملت المجالات الاقتصادية والسياسية والثقافية والاجتماعية، إضافة إلى بناء الحضارة البيئية. وفيما يتعلق بتعزيز مكافحة الفساد وبناء الإدارة النزيهة، التزمت الصين بالسياسة المتمثلة في معالجة الفساد من فروعه وجذوره معا على نحو متكامل، ومعاقبة المفسدين والوقاية من الفساد، مع وضع اهتمام أكبر للوقاية. كما أنشأت وأكملت منظومة معالجة الفساد والوقاية منه ومعاقبة المفسدين، وشددت قبضتها على ضرب الفساد ومعالجته، مع الاهتمام الأكبر باقتلاعه من جذوره، وبالوقاية منه، وبالبناء النظامي، وتوسيع نطاق معالجة الفساد والوقاية منه من مصادره، حتى شكلت تدريجيا آليات فعالة طويلة الأجل للتوعية بسبل نبذ الفساد ومنعه من الانتشار، ومنظومة نظامية لمكافحة الفساد والدعوة إلى النزاهة، وآلية رقابة على ممارسة السلطة، مما مكن الصين من إيجاد طريق يتلاءم مع ظروفها الخاصة ويتميز بخصائصها في مكافحة الفساد والدعوة إلى النزاهة. وفي الوقت الراهن، حققت الصين إنجازات بارزة في مكافحة الفساد وبناء الإدارة النزيهة، حيث ظهر فيها وضع يتمثل في اتجاه معالجة الفساد نظاميا والمضي بها قدما على نحو شامل. ومع تعميق أعمال مكافحة الفساد وبناء الإدارة النزيهة، تمكنت الصين من حماية مصالح الدولة والمصالح العامة والمصالح الخاصة للمواطنين على نحو فعال، ومواصلة تعزيز أوضاع الإصلاح والتنمية والاستقرار، وخطت خطوات هامة نحو بناء دولة اشتراكية حديثة مزدهرة وقوية تنعم بالرخاء والديمقراطية والحضارة والتناغم. غير أن الصين لا تزال تواجه وضعا صعبا ومهمة شاقة في مكافحة الفساد فيها، حيث تمر أنظمتها الاقتصادية وهياكلها الاجتماعية وتشكيلات مصالحها وأفكار الناس بتغيرات عميقة، وتزداد حدة التناقضات المختلفة في المجتمع، ولم تكتمل بعد الأنظمة والآليات في مختلف الميادين، وما زالت ظواهر الفساد تتكاثر وتنتشر في بعض القطاعات، لدرجة أن وصلت الأموال المتورطة في الجرائم إلى مبالغ ضخمة وأصبحت المخالفات القانونية والانضباطية أكثر سرية وذكاء وتعقيدا. يحافظ الحزب الشيوعي الصيني وحكومة الصين دائما على اليقظة الواعية بمدى امتداد الفترة الزمنية ومدى التعقيدات والمشقات في مكافحة الفساد وبناء الإدارة النزيهة، وسيستمران بعزم أكبر وتدابير أقوى في ضرب الفساد ومعالجته والوقاية الفعالة منه، وفقا للتخطيط العام لبناء وإكمال نظام مكافحة الفساد ومعالجته والوقاية منه، حتى يستطيعا كسب ثقة الشعب بما يحققانه من نتائج فعلية في مكافحة الفساد وبناء الإدارة النزيهة.
تعليق |
مجموع التعليقات : 0 |