الصفحة الأولى | اطبع | أرسل لصديق | أضف إلى المفضلة | اتصل بنا | حجم الخط أ أ أ |
خامسا، مغزى التنمية السلمية الصينية في العالم
إن طريق التنمية السلمية طريق تنموي جديد النمط اكتشفته الصين باعتبارها أكبر دولة نامية في العالم. ومع مرور الأيام، كان وما زال هذا الطريق يبرز مغزاه في العالم. لا يحتاج نجاح الطريق إلى جهود الشعب الصيني المستمرة فحسب، بل يحتاج إلى التفاهم والدعم من قبل العالم الخارجي.
كسرت التنمية السلمية الصينية النمط التقليدي لنهوض الدول الكبرى المتمثل في "الهيمنة بعد النهوض". ويتركز الطريق القديم لنهوض بعض الدول الكبرى في تاريخ العصر الحديث على إنشاء النظام الاستعماري والتنازع على نطاق النفوذ والتوسع الخارجي بالقوة. في القرن العشرين خاصة، ساهم السعي للهيمنة والمجابهة بين القوى واللجوء إلى القوة، في جعل البشرية عرضة لحربين عالميتين. وفقا للتقاليد التاريخية والثقافية الذاتية التي يرجع تاريخها إلى آلاف السنين، والمعرفة لجوهر العولمة الاقتصادية والتغيرات التي طرأت على العلاقات الدولية ووضع الأمن الدولي في القرن الـ21 والمصالح والقيم البشرية المشتركة، اتخذت الصين بمهابة التنمية السلمية والتعاون والفوز المشترك، وسائل أساسية لتحقيق تحديث الدولة والمشاركة في الشؤون الدولية ومعالجة العلاقات الدولية. لقد دلت الممارسات منذ عشرات السنين على أن سلوك الصين لطريق التنمية السلمية خيار صائب، لا شيء يتسبب في تغييره.
أوجدت العولمة الاقتصادية والثورة العلمية والتكنولوجية ظروفا تاريخية لمزيد من الدول في تحقيق النهوض بواسطة التنمية الاقتصادية والتعاون المتبادل المنفعة، وبدأت مزيد من الدول النامية تسلك طريق التنمية السريعة. عليه، توسع حجم الاقتصاد العالمي ومجال التنمية أكثر فأكثر، وتعززت قدرة المجتمع الدولي على مكافحة الأزمات الاقتصادية والمالية بشكل بارز، وتعززت القوة المحركة لإصلاح النظام الاقتصادي الدولي. تتفق التنمية السلمية الصينية مع اتجاه التنمية العالمية الكبير هذا، وتتطلع الصين وتدعم العدد المتزايد من الدول النامية لتغيير مصيرها الذاتي ومواصلة الدول المتقدمة للتنمية المزدهرة.
في عالم اليوم الذي تطرأ عليه تغيرات وتقلبات هائلة، تخضع جميع النزعات والنظم والأنماط والطرق لقياس العصر والممارسات. تختلف أحوال دول العالم، فلا يوجد في العالم أفضل نمط تنموي قاهر يبقى على حاله دائما، بل أكثر طريق تنموي اتفاقا مع أحوال دولة. لقد تشكل طريق التنمية الصينية بناء على الأحوال الذاتية للدولة. وأدركت الصين بعمق الأهمية والأمد الطويل لسلوك طريق التنمية السلمية وعمق وتعقد التغيرات التي طرأت على البيئة الداخلية والخارجية، وستولي اهتماما أكبر لتلخيص واستخدام التجارب الناجحة الذاتية والتعلم والاستفادة من تجارب الدول الأخرى النافعة ودراسة المشاكل والتحديات الجديدة على طريق التقدم، لإيجاد آفاق أوسع للتنمية السلمية.
لا تنفصل التنمية الصينية عن العالم، ولا ينفصل ازدهار العالم واستقراره عن الصين. ولا تنفصل الإنجازات التنموية، التي حققتها الصين، عن التعاون الودي مع دول العالم، وتحتاج التنمية الصينية في المستقبل إلى التفاهم والدعم من قبل المجتمع الدولي، ونشكر بصدق وإخلاص جميع الدول والشعوب التي تفهم وتهتم وتدعم وتساعد الصين على التنمية. يعتبر سلوك الصين ذات الأكثر من مليار نسمة لطريق التنمية السلمية، استكشافا وممارسة عظيمة جديدة في تاريخ تطور البشرية، فلا يمكن أن تكون هذه العملية كاملة لا شائبة فيها، ونرحب بجميع الاقتراحات الودية والانتقادات الإيجابية. كما نتمنى بصدق وإخلاص أن يتعرف المجتمع الدولي بشكل أعمق على التقاليد الحضارية الصينية العريقة الينبوع والطويلة المجرى، ويحترم حرص الشعب الصيني على سيادة الدولة وأمنها وسلامة أراضيها واستقرار مجتمعها، ويفهم شتى المشاكل التنموية التي يجب على الصين، كأكبر دولة نامية، حلها بخطوات، ويفهم رغبة الشعب الصيني في التخلص الجذري من الفقر وفي تحقيق رخاء الحياة، ويثق بصدق الشعب الصيني وعزيمته على سلوك طريق التنمية السلمية، ويدعم ولا يعرقل سلوك الصين لطريق التنمية السلمية.
بعد استعراض التاريخ والتطلع إلى المستقبل، نحن على يقين من أن الصين، التي تسودها التنمية المزدهرة والديمقراطية وحكم القانون والتناغم والاستقرار، ستقدم مساهمات أكبر للعالم بكل تأكيد. ويرغب الشعب الصيني في مشاركة شعوب دول العالم في بذل الجهود الدؤوبة في سبيل تحقيق آمال البشرية الجميلة.
تعليق |
مجموع التعليقات : 0 |