الصفحة الأولى | اطبع | أرسل لصديق | أضف إلى المفضلة | اتصل بنا | حجم الخط أ أ أ |
نجاحات وعثرات على طريق المائة سنة لانفتاح الصين على الخارج (خاص)
13 سبتمبر 2011 / شبكة الصين / كان الحزب الشيوعي الصيني العنصر الرئيسي للتغيرات التاريخية الهائلة التي شهدتها الصين، وحقق إشراقه بفضل تسلحه بالماركسية وإرشاد الماركسية له. وفي أي ظروف كان الحزب الشيوعي الصيني قبل الماركسية؟ أنه من الضروري أن نستعرض حيرة مؤسسي الحزب في فترته المبكرة وطريق استكشافه واختياره الأخير.
وبعد حرب الأفيون عام 1840، تحولت الصين تدرجيا إلى مجتمع شبه مستعمر وشبه إقطاعي. ورأى مؤسسو الحزب الشيوعي الصيني في فترته المبكرة الذين ترعرعوا في هذه الظروف بعيونهم وسمعوا بأذانهم محن البلاد، الأمر الذي أثار حبهم القوي للوطن، فانفجرت الرغبة العارمة في الثورة. حيث شارك الذين كانت أعمارهم كبيرة نوعا مثل تشن دو شيو ودونغ بي وو ولين بوه تشيوي ووو يوي تشانغ وغيرهم بنشاط في الثورة المقاومة للحكم الإقطاعي لأسرة تشينغ تحت قيادة صون يات صن؛ وانضم ماو تسي تونغ الذي بلغ من العمر حينذاك 18 سنة في ذلك الوقت إلى الجيش الثوري. وكانت مشاعر القلق على مصير البلاد والشعب والرغبة في خدمة الدولة قوة فكرية محركة لتقدم مؤسسي الحزب الشيوعي الصيني على طريق الاستكشاف المتواصل لخطهم الفكري في مرحلته المبكرة.
وأسقطت ثورة 1911 حكم الأرستقراطيين لأسرة تشينغ، وأسست جمهورية الصين. لكن يوان شي كاي الذي سرق ثمار الثورة وأمراء الحرب الشماليين الذين جاءوا بعده جعلوا "الجمهورية" موجودة باسمها فقط، فكانت الصين لا تزال مجتمعا شبه مستعمر وشبه إقطاعي، وغرقت الدولة في أزمة خطيرة.
وغضب مؤسسو الحزب الشيوعي الصيني في فترته المبكرة من الحكم المعارض لتيار التاريخ الذي مارسه أمراء الحرب الشماليون. وأثار واقع الظلام السياسي وتدهور وضع البلاد حبهم للبلاد مرة أخرى، وجعلهم يفكرون في مصير البلاد، فدعا ماو تسي تونغ إلى "إصلاح الصين جذريا"، ودعا لي دا تشاو إلى "خلق الصين من جديد"، وقال تشانغ ون تيان: "إننا نشعر بقلق مبكر في هذا المجتمع غير السليم، بسبب هذا القلق نشأت في قلوبنا عزيمة على إصلاحه منذ فترة طويلة." وطرحت العناصر التقدمية التي كانت تنتشر في أرجاء الصين في تلك الفترة الرأي المشترك لإصلاح الصين على غير موعد سابق.
وبصورة عامة كان الاستكشاف الفكري لـ"إصلاح الصين" لمؤسسي الحزب الشيوعي الصيني في فترته المبكرة قد مر بعملية معقدة ومتعرجة. وكان "إنقاذ البلاد بالثقافة" وسيلة رئيسية، حيث أسس تشن دو شيو ((مجلة الشباب) في سبتمبر 1915، وانبثقت من ذلك حركة الثقافة الجديدة التي انتشرت في البلاد كلها. وفي الوقت نفسه، صاح لي دا تشاو بصوت عال: "لنبن الصين الشابة بشبابنا"؛ ودعا ماو تسي تونغ إلى "اكتساح الأشياء القديمة دائما وتحويلها إلى جديدة". ورأوا خمول الروح "الوطنية" في الصين في ذلك الوقت، فحاولوا إيقاظ الشعب الصيني والأمة الصينية من خلال حركة تنوير فكري، لتحقيق نهوض البلاد.
وبعد ثورة 1911، انتشرت في الصين "مذاهب" مختلفة، بل كانت الإصلاحية والفوضوية منتشرتين في فترة من الفترات. وكان عدد ليس قليلا من مؤسسي الحزب الشيوعي الصيني في فترته المبكرة يميلون إلى الفوضوية في فترة ما. وتوهموا سلك طريق الإصلاحية في فترة أخرى.
وبعد اختيارات عديدة تحولوا إلى الماركسية. وفي أكتوبر 1919، نشر لي دا تشاو مقالا بعنوان ((نظريتي الماركسية))، معتقدا أن الماركسية "نظرية حول القوة المحركة الأصلية لإصلاح العالم"، فأصبح ماركسيا كاملا. وفي خريف عام 1920، فهم تشن دو شيو أن "إصلاح الصين وتواجدها لا يحققا بـالأعمال النقابية ولا الفوضوية ولا الاشتراكية المهنية ولا الاشتراكية الديمقراطية، بل بالشيوعية، أي الماركسية الحقيقية."
تعليق |
مجموع التعليقات : 0 |