الصفحة الأولى | اطبع | أرسل لصديق | أضف إلى المفضلة | اتصل بنا | حجم الخط أ أ أ |
إدراك الصينيين للواقع هو منبع ثقتهم الذاتية الحقيقية (خاص)
9 أغسطس 2011/شبكة الصين/ أشار الرئيس هو جين تاو في كلمته التي ألقاها بمناسبة الذكرى الـ90 لتأسيس الحزب الشيوعي الصيني أشار إلى أن الصينين لديهم كل الأسباب ليكونوا فخورين بما حققه الحزب الشيوعي الصيني والشعب الصيني، إلا أنه ليس لدى الصينيين أية حجة لرضائهم عن أنفسهم، وينبغي للصينيين عدم الاكتفاء بما حققوا من منجزات". وتنطلق هذه الكلمة من المادية الجدلية، وتجسد إدراك الحزب الشيوعي الصيني التام لواقعه بكل موضوعية وحياد، وتمثل ثقته في قيادته لشعبه نحو مستقبل أفضل.
وإن تأسيس الصين الجديدة التي يعتبر الشعب سيدها الحقيقي، ووضع النظام الاشتراكي الأساسي وتطبيق سياسة الإصلاح والانفتاح، هذه الأحداث الثلاثة دفعت الصين إلي أن تقفز من دولة ضعيفة فقيرة إلى ثاني أكبر كتلة اقتصادية في العالم خلال مدة قصيرة، حيث تشهد حياة شعبها تحسنا عظيما، ويتقدم بخطواته الثابتة نحو التحديث الاشتراكي والنهضة المنشودة للأمة الصينية. وتحظي الصين أيضا بتقديرات عالية من قبل وسائل الإعلام الدولية باعتبارها استضافت أولمبياد بكين ومعرض إكسبو شانغهاي وغيرها من الأحداث الدولية، وحقق اقتصادها أداءً متميزا رغم تداعيات الأزمة الاقتصادية العالمية. ولا يخفي بعض الباحثين الغربيين ثناءهم ويقولون: "قد يكون الحزب الشيوعي الصيني إحدى أفضل المنظمات السياسية إدارة في العالم.
ولكن، لا ينبغي أن نعرف الصين المعاصرة من خلال منجزاتها فقط، بل علينا أن ندرك إدراكا تاما لواقعها الوطني ووضعها الحالي بموضوعية وحياد حتى نعجل بانتقال القضية الاشتراكية العظيمة ذات الخصائص الصينية إلى مرحلة جديدة. ويُلاحظ أنه رغم أن معالمها وحياة شعبها شهدت إنقلابا عميقا في العقود التسعة الماضية، إلا أن الصين لازالت وستبقى في المرحلة الأولية من الاشتراكية ولم تتغير أحوالها الأساسية هذه، كما أن تناقضها الاجتماعي الرئيسي الذي حصل بين الحاجات الثقافية والمادية المتزايدة لدى شعبها والقوى الإنتاجية المتخلفة لمجتمعها لم يتغير، وأن المكانة الدولية لها لم تشهد تغيرا، ولاتزال تعد أكبر دولة نامية في العالم. وعلى الصين أن تعمل على تطوير مجتمعها منطلقة من هذه النقاط الثلاثة، وإلا، فستكون انحرفت عن الواقع، وبعدت عن الموضوعية والواقعية.
ويجدر بالذكر أن التأكيد على "عدم حدوث تغيرات ثلاثة" لا يشير إلى نفي المنجزات التي تحقق أو التقليل من شأن ما انجزته، بل يعني أنه علي الصينيين الحفاظ على جلاء العقل أمام النجاح ويستعدوا لمواجهة التحديات المتعددة من الحكم الطويل المدة والانفتاح على الخارج واقتصاد السوق وغيرها من عوامل البيئة الخارجية، والوقاية من المخاطر من انخفاض اليقظة وعدم الكفاءة والانعزال من الجماهير والفساد. وينبغي على الصينيين الارتقاء بمستوى الحزب في الحكم العلمي، ودفع القضية الاشتراكية العظيمة ذات الخصائص الصينية إلى الأمام.
وهناك مثل قديم في الصين يقول إنه من يدرك واقع الغير فهو حكيم، ومن يدرك واقعه الذاتي فهو أكثر حكمة. وقد أثبتت التطبيقات الصينية أن إدراك الواقع الذاتي بموضوعية والحياد هو أساس راسخ لمواجهة مختلف التحديات والمخاطر وتحقيق النجاح. وقد ارتكب الصينيون في الماضي أخطاءً وصادفوا إحباطا كثيرا في فترة استكشفاهم للاشتراكية، ويرجع أسباب كل ذلك إلى أن الأفكار المرشدة لهم كانت بعيدة عن الواقع. وقد حقق الصينيون إنجازات باهرة بعد تطبيق سياسة الإصلاح والاتفتاح، ويرجع فضل ذلك إلى عودة الصينيين إلي المثابرة على مبدأ الواقعية عند وضعهم للسياسات واللوائح.
إن الإدراك التام بالواقع الذاتئ هو منبع للثقة الحقيقي. وإذا لم نلاحظ أي مشكلة وخطأ أمام الإنجازات والتقديرات، فيسهل أن نكون راضين عما حققنا، ومتفاءلين بصورة عمياء على المستقبل، ومرتكبين الأخطاء في حكم الوضع، ومتجمدين في المكان بلا أي تقدم. فعلينا التسارع في تغيير أنماط التنمية لاقتصادنا والحفاظ على التناغم الاجتماعي وثباته وتفعيل التنمية الشاملة اقتصاديا واجتماعيا حتى تصل إلى التنمية المستدامة منتهزين الفرصة الاستراتيجية، لمواصلة تسجيل فصل جديد رائع في نهضتنا القومية
تعليق |
مجموع التعليقات : 0 |