الصفحة الأولى | اطبع | أرسل لصديق | أضف إلى المفضلة | اتصل بنا | حجم الخط أ أ أ |
بطلة وشهيدة شيوعية من نساء قومية هوى المسلمة (خاص)
بقلم : تامر الرشدانى
13 يونيو 2011 /شبكة الصين/ لا تقل نساء قومية هوى شجاعة عن رجالها فمنهن من ضحين بحياتهن لأجل حرية وطنهن، وكانت "قوه لونغ تشن" واحدة منهن وأقرب الشخصيات النسائية الصينية الوطنية للشخصية العربية المناضلة جميلة بو حريت ولكنها كانت أكثر تضحية لوطنها فلم تضحى بشبابها فقط بل ضحت بحياتها أيضاً.
و مع أن "قوه لونغ تشن" وُلدت فى أسرة إقطاعية ميسورة الحال إلا أنها كانت ثورية فى المرحلة الباكرة من مسيرة الحزب الشيوعى الصينى وزعيمة مرموقة فى الحركات النسائية والعمالية فى شمال الصين .
وُلدت "قوه لونغ تشن" عام 1894م، فى بلدة يوان تسنغ، ومنذ نعومة أظافرها رفضت الطقوس الإقطاعية، وكانت تجتهد دائماً فى طلب العلم، حتى حازت على فرصة الدراسة مع أخيها الأكبر، و كانت حريصة دائماً على قراءة قصص الأبطال الصينيين، وقصص دعاة الاصلاح الدستورى والثورة الديمقراطية، وعندما بلغت من العمر 23 عاماً رفضت الزواج حيث إنها وهبت حياتها لوطنها و خدمة قضاياه .
مع اندلاع حركة 4 مايو فى بكين سنة 1919. استجابت "قوه لونغ تشن" على الفور وجمعت مندوبين من جميع الفصول فى المدرسة وقالت لهم "لقد نزلت على رؤوسنا الكوارث الوطنية، فيجب على نسائنا الخروج من هذه الهاوية وتحطيم القيود الاقطاعية وإنقاذ الوطن والشعب ورفعت شعار "حب الوطن بدون تمييز بين الرجال والنساء، وإنقاذ الوطن بعدم التخلف عن غيرنا" وطرحت فكرة تشكيل المنظمات الوطنية النسائية، ومن هنا بدأت "قوه لونغ تشن" مسيرتها النضالية من أجل تحرير وطنها .
وفى يوم 25 مايو 1919م، بدأت اتصالات مكثفة مع كل مدارس البنات لتشكيل المنظمات الوطنية النسائية، حيث تأسست "رابطة الرفيقات الوطنيات فى أوساط مدينة تيانجين النسائية" ورُشحت "قوه لونغ تشن" مع "دنغ ينغ تشاو" رئيستين لفريق المخاطبة وعضوين بقسم المناقشة والتقيم .
وقد شاركت "قوه لونغ تشن" فى حركة مقاطعة البضائع اليابانية واجتهدت فى ترويج المصنوعات الصينية، كما تعاونت مع رفيقتها فى النضال " دنغ ينغ تياو " فى تقسيم أفراد فريق المخاطبة إلى عدة فرق، حيث تذهب الطالبات إلى الشاوارع والمتاجر لاقناع الناس بعدم شراء المنتجات اليابانية .
وفى أغسطس 1919 م، أصدرت الحكومة قرار حظر التجول، وقدمت "قوه لونغ تشن" مع عدد من ممثلي الشعب عريضة إلي الرئيس شيوى سى تسانغ الذى رفض استقبالهم، واعتقلت الشرطة بعضهم، وكانت" قوه لونغ تشن" من الذين اعتقلوا، وحاول ضباط الشرطة الوقيعة بينها وبين رفاقها، حيث قالوا لها سنفرج عنك شريطة أن تندمى على خطئك، إلا أنها رفضت و قالت: اذا أطلقتم سراحى اليوم فسوف اشترك فى النشاطات الوطنية غدا بدون توقف .
وفى عام 1923 انضمت "قوه لونغ تشن" إلى الحزب الشيوعى الصينى، ثم أرسلها الحزب إلى جامعة العمل الشرقية بموسكو لتبدأ حياتها الدراسية عام 1924م ، وقد درست هناك نصف عام تقريبا، ومع أن المدة كانت قصيرة إلا أن "قوه لونغ تشن" استطاعت تعميق معرفتها بالمذهب الماركسى .
وفى عام 1925، عادت إلى بكين لتبدأ مسيرة طويلة مع الكفاح من أجل حرية الوطن، خلال هذه المسيرة عملت مع الكثير من خلايا الحزب الشيوعى الصينى حتى وقعت تحت يد المخبرين السريين، وفى عام 1931م، زجها العدو في سجن جينان الأول ، وظل يمارس أنواعاً مختلفة من التعذيب عليها حتى تعترف بخطئها وتقدم معلومات عن رفاقها حتى إنها لم تذكر للعدو اسمها الحقيقى وهويتها الأصلية ، وكانت شجاعة وقوية لا تخاف أو تتراجع عن خدمة وطنها .
وفى يوم 5 ابريل عام 1931 م، قادها العدو إلى ساحة الإعدام بشارع نانوى الثامن، و كان آخر حوار معها عندما قال لها رجال العدو إذا تجرأت على إفشاء أسرار الحزب الشيوعى، فسوف تصبحين حرة، فأجابت أفضل الموت الجليل على الاستسلام الذليل. وصاحت صارخة "فليحى انتصار الثورة" واستشهدت "قوه لونغ تشن" وكان عمرها 37 عاماً فقط .
وكانت "قوه لونغ تشن" مثالاً يحتذى به عند بنات المسلمين الصينين وكان استشهادها شرارة قوية ايقظت روح الوطنية عند النساء الصينيات جميعاً .
الآراء الواردة في المقالة المنشورة ليس بالضرورة أن تعبر عن رأى الشبكة وإنما تعبر عن رأي كاتبها فقط
تعليق |
مجموع التعليقات : 0 |