طوكيو 21 مايو 2011 (شينخوا) مع همس الرياح وتدفق الامواج، يشاهد رئيس مجلس الدولة الصيني ون جيا باو، 69 عاما، الانقاض صامتا مطبق الشفتين.

والآن شهد ون، الذى قام بأول محطة لزيارته الحالية لليابان فى بلدة ناتوري الساحلية، بنفسه ماحدث فى أعقاب أسوأ زلزالين فى القرن ال21 -- واحد فى بلده فى 2008 والاخر فى اليابان هذا العام.

وقام ون، وهو يرتدي جاكيت أسود اللون وحذاء العدو البطيء ،حيث يزور اليابان لحضور اجتماع قمة مع نظيره الياباني ناوتو كان ورئيس كوريا الجنوبية لي ميونج-باك غدا (الاحد)، بتفقد منطقة يورياج الساحلية فى ناتوري، التى ظلت مغلقة حتى امام الناجين هناك ، وذلك بعد فترة قصيرة من الوصول الى اليابان بعد ظهر اليوم (السبت).

وقد اجتاحت موجات تسونامي الشديدة التى جاءت نتيجة زلزال مدمر بقوة 9 درجات تحت قاع الباسيفيك المجاور فى 11 مارس منطقة يورياج، التى كانت ذات مرة موطنا لحوالي 7 آلاف فرد فى شمال شرق جزيرة هونتشو اليابانية.

وعند انقاض جمعية صيد الاسماك فى يورياج، بالقرب من مصب نهر ناتوري، وضع ون إكليلا من الزهور حدادا على الضحايا. ولكن لم يكن ذلك اول تعبير له عن التعازي.

فبعد ساعات من الزلزال، ارسل رئيس مجلس الدولة الصيني رسالة الى نظيره الياباني كان لنقل التعازي الخالصة للحكومة الصينية الى اليابان حكومة وشعبا مع التعهد بالمساعدة الضرورية.

وبعد يومين، فى مؤتمر للصحافة العالمية فى اعقاب اجتماع للمجلس الوطني لنواب الشعب الصيني، اكبر جهاز تشريعي فى الصين، قال ون ان المزيد من المساعدات جاهز بعد وصول فريق الانقاذ الصيني واول دفعة من المساعدات الى المنطقة المتأثرة بالزلزال فى اليابان.

وبالاضافة إلى إرسال التعازي الى امبراطور اليابان اكيهيتو، ذهب الرئيس الصيني هو جين تاو فى 18 مارس الى السفارة اليابانية فى بكين لإبداء الاحترام للضحايا، حيث ان من عادات الشعبين الصيني والياباني نعي المتوفين فى اليوم السابع.

وقال الرئيس هو للسفير الياباني لدى الصين، نيوا يويتشيرو "نأمل ان يتغلب الشعب الياباني على الصعوبات ويعيد بناء دياره فى أقرب وقت. "

وقام ون مع كان ورئيس كوريا الجنوبية لي، اليوم (السبت) بزيارة منزل صغير فى فوكوشيما حيث تستمر الحياة بالرغم من عدم وجود حجرات عادية ولكن أكشاك صغيرة محاطة بورق مقوى يصل ارتفاعه الى متر ومفروشة بالبسط التقليدية أو البطاطين.

ومثل اي ياباني، خلع ون حذائه وسار فى منطقة المعيشة مع كان ولي.

وقال ون لوسائل الاعلام اليابانية والصينية التى تنتظر عند الباب بعد الزيارة التى استمرت 45 دقيقة "سألتني سيدة بالداخل أن أرسم صورة ابتسامة. فعلت وأضفت بعض الكلمات: أن تعيش بابتسامة."

وقال ون "بثقة وشجاعة، كتبت لبعض السكان هنا، من الممكن ان يعمل اليابانيون بشكل مناسب على تسوية الازمة النووية وإعادة بناء وطنهم الجميل"، مضيفا انه بنفسه من اتخذ قرار زيارة فوكوشيما لنقل التعاطف والدعم من الصين حكومة وشعبا.

يذهب الدعم الى الاصدقاء، ويأتي أيضا منهم.

فبعد زلزال 12 مايو المدمر فى مقاطعة سيتشوان فى 2008 الذى أدى إلى وفاة أو فقد أكثر من 80 ألف شخص، أرسلت اليابان فرق المساعدة وقدمت المساعدة.

وفى اعقاب كارثة اليابان، قدمت الصين ايضا مساعدات انسانية طارئة بقيمة حوالي 30 مليون يوان (4.4 مليون دولار امريكي) و20 الف طن من الغاز وزيت الديزل، وذلك بدون حساب ملايين الدولارات التى ارسلت كمساعدات من المواطنين والمنظمات غير الرسمية.

ومن جانب آخر، تبرعت شركة (ساني هيفي)، وهى شركة صينية رائدة فى صناعات الآلات الثقيلة، بشاحنة متقدمة لضخ الخراسانة بقيمة مليون دولار للمساعدة فى جهود تبريد محطة الطاقة النووية فوكوشيما دايتشي.

وقال ون "فى مواجهة الكوارث الطبيعية، هناك مصير مشترك للبشر "، مضيفا انه يتعين على الصين واليابان، كجارين يفصلهما فقط "مجرى ضيق من المياه"، مساعدة بعضهما البعض وتعزيز التعاون لانهما "فى القارب نفسه".

ومتذكرا مساعدة اليابان للصين فى الاوقات الصعبة، قال ون ان الصين حكومة وشعبا ستستمر فى دعم جهود اليابان للاغاثة من الكارثة والكفاح من اجل اعادة الاعمار.

وفى وقت لاحق من اليوم، اجتمع رئيس مجلس الدولة الصيني فى طوكيو مع عدد من طلاب جامعة صوفيا المشهورة، وفرقة البوب (اس ام ايه بي) التى قدمت عرضا لاغنية صينية من اجل تشجيع ضحايا الكوارث الطبيعية.

واضاف ون "ان الصداقة الصينية-اليابانية على مر الاجيال تتوافق مع المصالح الرئيسية للشعبين، وكذا السلام والتنمية فى آسيا والعالم أجمع."

1   2   3   4   5