العلاقات مع الدول الكبرى

العلاقة الصينية - اليابانية

في عام 2008، مرت ثلاثون سنة على توقيع معاهدة السلام والصداقة الصينية اليابانية. ومنذ ذاك، عادت العلاقات بينهما إلى حالتها الطبيعية في كل الوجوه، وسارت على الطريقة الصحيحة من جديد.

في إبريل 2008، قام الرئيس الصيني هو جين تاو بزيارة رسمية لليابان، بعد مضي 10 أعوام على زيارة سلفه لها. وخلال زيارته أصدر الطرفان الصيني والياباني ((البيان المشترك لمبادرة الصين واليابان إلى التطوير الشامل للعلاقات الاستراتيجية ذات المنفعة المتبادلة))، ووضعا خطة التطور المستقبلي للعلاقات بين البلدين. وآنذاك حضر الرئيس هو جين تاو 55 نشاطا، وأقر 70 مشروعا تعاونيا عمليا.

في الثامن عشر من يونيو 2008، أعلنت حكومتا الصين واليابان توصلهما إلى توافق في الرأي حول مسألة حقول البترول والغاز الطبيعي في بحر الصين الشرقي. وفي الرابع والعشرين من نفس الشهر، قامت سفن قوات الدفاع عن النفس اليابانية بزيارة ودية للصين. بعد تولي تارو آسو منصب رئيس وزراء اليابان في سبتمبر نفس العام، التقى مع الرئيس الصيني هو جين تاو مرتين متتاليتين، وخلال ذلك توصلا إلى توافق في الآراء على جانب عظيم من الأهمية بمواصلة تطوير العلاقات الاستراتيجية ذات المنفعة المتبادلة بين الصين واليابان.

في عام 2008، شهدت الدبلوماسية الشعبية بين الصين واليابان تطورا مطردا، إذ جاء ألف شاب وصبي ياباني إلى الصين للاشتراك في نشاطات "سنة التبادل الودي للشباب والصبية الصينيين واليابانيين"، مما زاد التبادل والتفاهم بين شعبي البلدين.

مؤتمر رؤساء قمة مجموعة الثماني (ملاحظة)

في "جلسة الحوار بين رؤساء قمة مجموعة الثماني والدول النامية وغيرها من الدول" التي عقدت في يوليو 2008 في اليابان، طرح الرئيس الصيني هو جين تاو، نيابة عن الصين ولأول مرة، مقترحا حول بناء النظام الاقتصادي العالمي بشكل شامل ومنهجي.

العلاقات الصينية - الروسية

ازدادت علاقات الشراكة والتعاون الاستراتيجي الصينية - الروسية نضوجا في عام 2008. التقى رئيسا الدولتين خمس مرات، وكانت الصين أول دولة، خارج كومنولث الدول المستقلة، يزورها ديمتري مدفيديف بعد توليه رئاسة روسيا. وقام رئيس مجلس الدولة الصيني ون جيا باو بزيارة رسمية لروسيا في 27 أكتوبر، ووقع البلدان 13 وثيقة تعاون اقتصادي وتجاري، واتفقا على مواصلة تعميق وتحسين التعاون في مجالات مثل الاقتصاد والعلوم والتكنولوجيا والطاقة، والتنظيم الجيد لـ"عام اللغة" لكل من الصين وروسيا و"المهرجان الثقافي الصيني"، ومواصلة تعزيز التنسيق والتعاون في الشؤون الدولية والإقليمية، وتقديم المزيد من الإسهامات في سبيل صون السلم والاستقرار الإقليميين والعالميين.

تبادل الجانبان الصيني والروسي الدعم في ما يتعلق بالسيادة الوطنية وسلامة الأراضي لكل منهما، وأحرزا تقدما كبيرا في تسوية قضية الحدود بينهما. فقد وقعا اتفاقا إضافيا خاصا بالجزء الشرقي من حدودهما المشتركة في يوليو 2008. وأقاما "مراسم إزاحة الستار عن العلامات الحدودية في الجزء الشرقي من الحدود" في أكتوبر، وأعادت روسيا جزيرة ينلونغ (جزيرة تاراباروف) والنصف الغربي من جزيرة هيشياتسي (جزيرة بولشوي يوسوريسكاي) إلى الصين رسميا، وبذلك تم حل قضية الحدود البالغ طولها أكثر من 4300 كيلومتر بين الدولتين بشكل نهائي.

بعد وقوع زلزال ونتشوان بالصين، أسرعت روسيا في نقل مواد الإغاثة وإرسال فرق الإنقاذ والفرق الطبية إلى المناطق المنكوبة بالزلزال، كما وجهت دعوة إلى ألف طفل في المناطق المنكوبة لإعادة تأهيلهم في مواقع سياحية روسية.