الصفحة الأولى | اطبع | أرسل لصديق | أضف إلى المفضلة | اتصل بنا | حجم الخط    أ أ أ

وانغ تشونغ تشنغ: خبير جراحة الأعصاب ومُحقِق المعجزات


يعتبر وانغ تشونغ تشنغ الطبيب الوحيد عالميا الذي نجح في إجراء 10 ألاف عملية جراحية في الجمجمة حاملا 5 أرقام قياسية عالمية في العمليات الجراحية للأعصاب باعتباره أحد أطباء الجيل الأول من خبراء الأعصاب بالصين الجديدة. ومازال وهو في الرابعة والثمانين من عمره، مخلصا لعمله وحقق معجزات طبية واحدة تلو أخرى خلال ستين عاما ظل يعمل خلالها طبيبا. وسجل عدة أرقام قياسية عالمية في جراحة الأعصاب، حيث نال شرف كونه أحد رواد قسم جراحة الأعصاب، والصيني الوحيد الذي فاز بأرفع جائزة للإتحاد العالمي لجراحة الأعصاب.

وولد وانغ تشونغ تشنغ في أسرة فقيرة بمدينة يانتاي التابعة لمقاطعة شاندونغ شرقي الصين، في ديسمبر عام 1925، وكان الوحيد في أسرته المكونة من أكثر من 10 أفراد الذي درس في المدرسة، والتحق بمدرسة وينهوي الثانوية ببكين بذكاءه واجتهاده، ولكنه أضطر إلى ترك المدرسة ليصبح معلما في مدرسة ابتدائية بسبب شدة فقر أسرته. ومن حُسن الحظ فإنه عاد إلى مدرسة وينهوي الثانوية بعد سنة بفضل رسالة تلقاها من رئيس المدرسة الثانوية حيث قال فيها: "يا شاب، عُد إلى مدرستنا، فقد قررنا أن تدرس في المدرسة مجانا، ولعلك تكون موهوب بلادنا." وبعد نصف سنة تخرج منها بامتياز.

وكان قد أمضى حياته ودراسته الجامعية في الفترة ما بين عام 1944 وعام 1950، وعمل خلالها عاملا مؤقتا وناقلا للفحم ومعلما منزليا وغيرها في وقت الفراغ من أجل كسب الرزق، ولكن لم يتأخر أبدا في دراسته بسبب ذلك، واستقبل ميلاد جمهورية الصين الشعبية بنتائجه الدراسية الممتازة، وعمل طبيبا سريريا بقسم جراحة الأعصاب في مستشفى تيانجين بعد تخرجه.

وشنت حرب المقاومة ضد الولايات المتحدة الأمريكية لمساندة كوريا الشمالية بعد تأسيس جمهورية الصين الشعبية، واتجه وانغ إلى الحدود بين الصين وكوريا الشمالية، وظل يعالج الجرحى في المنازل المؤقتة المبنية من الطين خلال الحرب ليلا ونهارا، وقد حدد هدفه ليكون جراح أعصاب منذ تلك اللحظة. وما هي إلا فترة قصيرة حتي أنشأت أول مستشفى لجراحة الأعصاب في بكين، فشارك في هذا العمل، واستمر في بحوث الأمراض المستعصية وانجاز ابداعات شجاعة اعتمادا على الأسس النظرية المتينة والمهارات البارعة.

ولقيت منجزات حققها وانغ تشونغ تشنغ في المجال الطبي تقديرات عليا من الحزب الشيوعي الصيني والشعب. وفاز بميدالية بيتون في اليوم ال2 من مارس عام 2000، وهي أرفع جائزة صينية في المجال الطبي والصحي، وفاز بأرفع جائزة وطنية للعلوم والتكنولوجيا لعام 2008 في الأول من سبتمبر عام 2009.

وكذلك لقى تقديرات وثناءا بالغا من الأوساط الدولية لجراحة الأعصاب ، ويعتبر الغرب أن مهاراته من الأعمال الفنية البديعة، ويعتقد اليابانيون أن مهاراته تمثل أعلى مستوى آسيوي. وهناك كثير من الدعوات له من الولايات المتحدة الأمريكية، واليابان، وكندا، وسويسرا، وغيرها من 33 دولة لزيارتها وتبادل المعارف والخبرات العلمية ، وظلت محاضراته الأكاديمية تحظي باهتمام عالمي.

وما زال وانغ يعمل حاليا كل يوم محاضرا ومستشارا ومشاركا في تشخيص أنواع من الأمراض المستعصية برغم أنه لم يعد يجري عمليات جراحية . وقال "إن تجربتي تؤكد حقيقة أنه : لا يستطيع العامل في الحقل العلمي والتكنولوجي أن يحقق رغبته وقيمة الحياة إلا بدمج الرغبة الشخصية مع قضايا التنمية الوطنية ونهضة الأمة وفي عملية خدمة الشعب والمجتمع. وإن أجمل متعة خلال حياته هي خدمة الدولة وشعبها بعلمه ومواهبه."

 

شبكة الصين / 19 أغسطس 2009 /





تعليق
مجموع التعليقات : 0
مجهول الاسم :