الصفحة الأولى | اطبع | أرسل لصديق | أضف إلى المفضلة | اتصل بنا | حجم الخط أ أ أ |
تمهيد الطريق العام المخترق لجبال تيانشان بالحياة
ــــ تسجيل مآثر الضباط والجنود المشاركين في مد الطرق العامة بمنطقة شينجيانغ الصينية
تشمخ عاليا في جنوبي وشمالي جبال تيانشان 3 أنصاب تذكارية للضباط والجنود المشاركين في تمهيد الطريق العام: الأول يقع في هامي بشرق شينجيانغ، والثاني يقع في خوتان بجنوب شينجيانغ، والثالث يقع في ييلي بشمال شينجيانغ. وعلى هذه الأنصاب التذكارية حفرت المآثر الخالدة التي سجلها ضباط وجنود فيلق المواصلات الثاني للشرطة المسلحة الصينية في سبيل التنمية الاجتماعية والاقتصادية لمنطقة شينجيانغ من خلال مد الطرق العامة.
الجرأة على تحويل الحاجز الطبيعي الى طريق سالك
ظلت جبال تيانشان الشاهقة تقف حاجزا للمواصلات بين جنوب شينجيانغ وشمالها، يشق أرض المنطقة الواسعة من وسطها الى نصفين، ويقيِّد التنمية الاقتصادية ورفْع مستوى معيشة الشعب من مختلف القوميات في شينجيانغ تقييدا خطيرا.
في أغسطس 1973، كان رئيس مجلس الدولة الصيني الراحل شو أن لاي في أثناء قراءة تقرير بعنوان " تحسين ظروف المواصلات والنقل في شينجيانغ " يقطِّب حاجبيه: في شينجيانغ البالغ مساحتها 1.6 مليون كم2، كانت أطوال الطرق العامة العاملة أقل من 900 كم؛ فمن الصعب أن ينقل البترول والقطن والكشمير والمواد الأخرى المنتجة محليا من شينجيانغ. وكان لا بد من تحديد إنتاجها حسب حجم نقلها من المنطقة؛ وكانت وحدات حماية الحدود والدفاع عن الوطن هناك قد أضطرت الى ركوب الخيول أو السير على الأقدام أثناء التحرك، وكان ضمان إمداداتها أصعب فأصعب. فمن الضروري تغيير هذه الحالة!
في إبريل 1974، كان مئات الآلاف من ضباط وجنود سلاح الهندسة للبناء الأساسي ( الذي نشأ منه فيلق المواصلات الثاني للشرطة المسلحة حاليا ) لجيش التحرير الشعبي الصيني والذين قد سجلوا مآثر متكررة في قضية بناء المواصلات الوطنية زحفوا من مواقع العمل في مقاطعة هوبي الواقعة وسط الصين نحو جبال تيانشان في شينجيانغ، حيث بدأوا بتمهيد طريق عام يخترق جبال تيانشان.
ويعرف الطريق العام المخترق لجبال تيانشان بإسم " طريق الحاجز الطبيعي "، ويمتد من مدينة دوشانتسي البترولية شمالا الى كوتشا جنوبا، ويقع 60% من قطاعاته في جبال شامخة، ويمر بـ3 منحدرات جليدية معممة بالثلوج على مدار السنة وبطبقات متجمدة وأراض منقعية على مسافة مئات الكيلومترات يقع بعضها على جرف شاهق وصخور شوامخ على مسافة عشرات الكيلومترات. ومع ذلك، كان الضباط والجنود المشاركون في مد الطريق العام يعملون ليلا نهارا في شق الجبال ومد الطريق، متغلبين على الصعوبات العديدة المتمثلة في كثرة الصخور الشاهقة الخطرة وقساوة الظروف المناخية وعسر تحمل الوحشة.
كان تشانغ قوه هوا المفوض السياسي الحالي لفيلق المواصلات الثاني للشرطة المسلحة الصينية يعمل قائد فصيلة للسرية التاسعة حينذاك. في ذات يوم، حدث إنهيار ثلجي خطير في المنطقة التي ترابط فيها الفصيلة، وأدى الانهيار الثلجي الى دفن 4 جنود تحت الثلوج. وكان تشانغ قوه هوا العائد سريعا من موقع البناء على رأس جنود ينبش الثلج بصورة مستميتة حتى إنقاذ ثلاثة مدفونين، ولكن المدفون الرابع لي مينغ ون ( 21 عاما ) قد راح ضحية. ويرقد 168 ضابطا وجنديا تحت التراب بجانب الطريق العام المخترق لجبال تيانشان والممتد 562 كم.
تم تسجيل أعجوبة في تاريخ تمهيد الطرق العامة في العالم بثمن الحياة. وبدأت حركة المرور رسميا على الطريق العام الذي يخترق جبال تيانشان من الشمال الى الجنوب يوم 25 أكتوبر 1983. وهذا الأمر قصَّر المسافة بين أورومتشي حاضرة منطقة شينجيانغ وجنوب شينجيانغ بما يزيد عن 200 كم، وقصر المسافة بين ييلي وجنوب شينجيانغ بما يربو على الف كم، وأثَّر تأثيرا إيجابيا لا يمكن تقديره على التنمية الاجتماعية والاقتصادية في المنطقة.
إقامة نصب تذكاري في " منطقة الرياح الممتدة 50 كم "
من أجل فتح الباب لاتصال شينجيانغ مع الشرق وتوجهها نحو الغرب، ذهب أكثر من ألف ضابط وجندي من الفصيلة السادسة التابعة لفيلق المواصلات الثاني للشرطة المسلحة الى هامي لتنفيذ مهمة مد قطاع شينغشينغشيا ـ هامي من الطريق الوطني رقم 312، علما بأن هذا القطاع يقع في مهب الرياح القديم بمنطقة الرياح الممتدة 50 كم والمعروفة عالميا.
وأظهرت معلومات الأرصاد الجوية أن في منطقة الرياح المذكورة أعلاه أكثر من 200 يوم تهب فيها الرياح فوق أربع درجات، و85 يوما تهب فيها الرياح فوق 8 درجات سنويا. وفي الصيف، تبلغ درجة الحرارة المحلية على سطح الأرض 50 ـ 60 درجة مئوية.
وفي مايو 1987، بدأت الفصيلة السادسة بتنفيذ أكبر مشروع للتفجير منذ أعمالها عند شينغشينغشيا: يجب إزالة تلة طولها 3 كم وارتفاعها 10 م في فترة محددة. وبادر لي فو ينغ قائد السرية الأولى لإلتماس تنفيذ المهمة، قائلا : " لا بد لنا أن ننجح في إزالة هذه التلة من خلال التفجير على طبقات ثم بإستخدام الآلات ". وكانت عملية التفجير تتطلب إعداد حفرة لغم رئيسية قطرها متران وطولها 100 م عند خصر التلة، ثم إعداد حفرة فرعية بين كل أربعة أمتار في حفرة اللغم الرئيسية لوضع البارود لكي تكون حفرة اللغم الرئيسية على شكل الحريش. وهكذا خاض الضباط والجنود نضالا شاقا دام 3 سنوات، حتى إنجاز مد طريق عام من الدرجة الثانية طوله 92 كم لأهالي هامي. وهذا الطريق اختارته وزارة المواصلات " مشروعا ممتاز الجودة "، وصار أول " طريق عام ممتاز على مستوى الوزارة " في شينجيانغ.
خلال الـ35 عاما الماضية، كانت هذه الوحدة الباسلة من الشرطة المسلحة تعمل في جبال تيانشان وجبال كونلون وصحراء غوبي، حيث شاركت في بناء الطريق العام المخترق لجبال تيانشان وطريق شينجيانغ ـ التبت العام وطريق أورومتشي ـ كويتون السريع أول طريق سريع في شينجيانغ وغيرها من الطرق العامة الرئيسية البالغ إجمالي أطوالها 8000 كم. ومن ذلك ثلاثة مشروعات فازت بجائزة لوبان الجائزة العليا للجودة الوطنية، وأربعة مشروعات فازت بجائزة المشروع الممتاز الجودة على مستوى وزارة المواصلات، وأكثر من 80 مشروعا فازت بجائزة المشروع الممتاز الجودة على مستوى المقاطعة والمنطقة الذاتية الحكم.
مد طرق السعادة للشعب
في نهاية عام 2007، بدأ تشغيل الطريق العام الذي يخترق صحراء تكلاماكان المعروفة بإسم " البحر الميت ". وحينذاك كان الأهالي المحلون من مختلف القوميات جاءوا من أماكن على بعد عشرات الكيلومترات الى موقع مراسيم التشغيل للتسابق على وطء هذا الطريق الأسفلتي، فكانوا يركضون على الطريق مسرورين...
بعد بدء حركة المرور على هذا الطريق العام، اشترى قروي محلي في قرية تاواكولا لمحافظة خوتان جرارة لنقل العناب الأحمر والبطاطا المنتجين محليا الى مركز المحافظة للبيع، بحيث بلغ دخله السنوى أكثر من 30 ألف يوان، وازداد الدخل السنوي لكل من سائر أهالي القرية بأكثر من 500 يوان.
وفي السنوات الـ 35 الفائتة، أنجز ضباط وجنود فيلق المواصلات الثاني للشرطة المسلحة بحكمتهم وعرقهم تمهيد طرق عديدة لإغتناء شعب شينجيانغ.
في عام 1971، أكتشف منجم فحم احتياطيه أكثر من 100 مليون طن في جبل بويا على بعد 100 كم عن خوتان. وهذا هو كنز لسد حاجة منطقة خوتان الى الطاقة. وفي عام 1985، طلبت منطقة شينجيانغ الذاتية الحكم من فيلق المواصلات الثاني للشرطة المسلحة أن تقبل مهمة مد طريق خوتان ـ بويا العام.
وبعد العمل الشاق، بدأ تشغيل طريق خوتان ـ بويا العام في أكتوبر 1986. وعند معلم الكيلومتر الصفر على هذا الطريق، أقام الأهالي المحليون من مختلف القوميات على حسابهم نصبا تذكاريا تمجيدا لضباط وجنود فيلق المواصلات الثاني للشرطة المسلحة. وهذا النصب التذكاري سيبقى خالدا في قلوب أهالي خوتان البالغ عددهم 1.2 مليون نسمة! / صحيفة الشعب اليومية أونلان /
شبكة الصين /6 أغسطس 2009 /
تعليق |
مجموع التعليقات : 0 |