الصفحة الأولى | اطبع | أرسل لصديق | أضف إلى المفضلة | اتصل بنا | حجم الخط    أ أ أ

السفير الصيني لدى الاتحاد الاوربي يكشف حقيقة احداث شينجيانغ في مقال


بروكسل 26 يوليو 2009 (شينخوا) كتب سونغ تشه، السفير الصيني ورئيس بعثة الصين لدى الاتحاد الاوربي، مؤخرا مقالا كشف فيه عن حقيقة اعمال العنف التي وقعت في مدينة اورومتشي عاصمة مقاطعة شينجيانغ الصينية في الخامس من يوليو الجاري منتقدا بقوة التقارير المضللة التي صدرت عن بعض وسائل الاعلام الأوربية بشأن تلك الاحداث.

نشر مقال السفير، الذي جاء تحت عنوان "ما يتعين ان تفهمه اوربا بشأن العنف في اورومتشي" وبعنوان فرعي "خلف الوحشية في الصين"، نشر في صحيفة ((يوربيان فويس)). وفيما يلي نص المقال:

لحم بشري ممزق ورؤوس مهشمة وحناجر مفتوحة واجسام محترقة متناثرة في الشوارع، لقد كانت هذه المشاهدة التي شهدتها اورومتشي يوم 5 يوليو. كما كانت هناك حافلات محترقة تظهر منها السنة اللهب ومتاجر محطمة تحولت الى انقاض، ولكنني لن اعرج على هذه الاعمال الاقل شرا.

ان منفذي اعمال العنف الاخيرة في أورومتشي شنوا عملا ارهابيا غير انساني وارتكبوا جرائم تتسم بالوحشية الشديدة عندما قتلوا 192 شخصا من قوميات الهان واليوغور والهوي العرقية.

وهناك حاليا دليلا يفيد بأن الهجوم المتعصب على المدنيين الأبرياء دبرته عصابة انفصالية مقرها خارج الصين ونظمته افرع لها داخل البلاد.

وبعد ان اوقف مسؤولو انفاذ القانون الكثير من منفذي الهجمات وجدوا انهم تسللوا الى عاصمة شينجيانغ من جهة الجنوب ومن على بعد نحو ألف ميل.

قبل الحادث اصدر انفصاليون يعيشون خارج الصين نداءات باتخاذ عمل ما "بدون خوف من التضحية"، وذلك عبر شبكة الانترنت او عبر الهاتف.

ألا تستحق مؤامرة بهذا التعطش الى اراقة الدماء الادانة وشن هجوم مضاد؟ هل الجهود التي بذلتها الحكومة الصينية لاستعادة النظام الاجتماعي لا تبرير لها او لا تستحق الدعم من كل رجل وامرأة؟

من ثم ومن الطبيعي توقع الشعب الصيني مثل هذه الادانة والدعم من قبل اوربا. فلقد بعثت دول كثيرة اخرى بمثل هذه الرسائل. ولقد اقمنا هذه التوقعات على اساس علمنا بان روح الانسانية -وتعاطفها مع الحياة والسلام - قد انغرست في اوربا منذ عصر التنوير.

اننا لم نستطع فهم لماذا ينظر شخص ما بعدم اكتراث في مواجهة هذا الهجمات الدامية في اورومتشي حيث زهقت ارواح ابرياء، بينما يعرب بنشاط عن قلقه ازاء حقوق مجرمين لطخت ايديهم بالدماء.

وأظن ان رد فعل اوربا، الذي جاء غير مبال بشكل كبير، نتج جزئيا - حسبما رأى شعبنا - على ما يبدو عن التقارير المنحازة المشينة. ففي اعقاب الاحداث ركزت وسائل الاعلام الاوربية بشكل كبير على نحيب النساء اليوغوريات والشرطة المسلحة التي كانت تقوم بواجبها وعبث سيدة الاعمال اليوغورية ربيعة قدير التي احتجزتها السلطات الصينية عام 2000 لتهديدها امن الصين. كما اظهرت وسائل الاعلام الاوربية مهاراتها البلاغية ، ما ادى الى انتشار اتهامات تفيد بغياب حقوق الانسان في الصين.

لن اهدر الكلمات هنا في جدل حول هذه الصورة النمطية . وأنا هنا لا أطرح إلا هذا السؤال: ماذا عن حقوق أولئك القتلى والمصابون والثكلى والمعدمون؟

بينما دفعني شعور بالإحباط الى الكتابة , أدى الغضب من جراء التقارير المنحازة الى جعل رفقائي المواطنين يعربون عن مشاعرهم على الإنترنت. فقال بعضهم انهم لن يكنوا أية ثقة في وسائل الإعلام الغربية مرة اخرى.

ودفع شعور مشابه 350 شخصا إلى نشر احتجاج على التقارير المشوهة على لوحة إعلانات في مركز أنباء أورومتشي, الذي اسسته السلطات الصينية لمساعدة المراسلين الأجانب بعد وقوع الاحداث. وعندما قرأت المدونات الصينية , التي مع الأسف الشديد لم تصل الى القراء الأوربيين بسبب العوائق اللغوية, وجدت كثيرا من القصص المثيرة تروي كيف ساعدت قوميتا الهان واليويغور بعضهما البعض على الهروب من قطاع الطرق.

فعلى سبيل المثال, قام رجلان من قومية اليويغور بحامية ضابطا للشرطة تعرض للضرب بجسديهما حيث ظلا يصدان عنه القوارير والحجارة، بل ودافعا عنه ايضا ضد سارق حاول نهب ساعته.

وعندما تفقدت نتائج الاستطلاعات التي اجريت على الانترنت , وجدت أن 98 في المائة يؤيدون فرض عقوبة قاسية على الجناة، واعتبار مؤتمر اليوغور العالمي، الذي ترأسه قدير, منظمة ارهابية.

لكم اتمني ان ينعم اصدقاؤنا الاوروبيون بشعور، لا يقوم على الانتقاء، بنبض الرأي العام في الصين.

ولكنه لا يمكن للمخططات الشريرة ولا للافتراءات ان تمنع شينجيانغ من المضي قدما.

وسوف تؤدي الجهود المشتركة التي تبذلها جميع المجموعات العرقية الـ47 شينجيانغ وكذا دعم الأمة الصينية باسرها الى بناء مستقبل افضل للمنطقة.

ومن بين الاسباب التي ستجعل شينجيانغ تمضي قدما نحو رخاء وانسجام كبيرين والتي ستظل بها عضوا نشطا في الاسرة الصينية الكبيرة: الاقتصاد الذي يشهد نموا يزيد على 10 في المائة, ومشاريع التشييد العديدة والواسعة النطاق، والتعليم والاصدارات بلغات متعددة, وجود 23 ألف مسجد تمارس فيها شعائر الدين الاسلامي , ووجود ادارة حكومية نصف موظفيها من الأقليات العرقية.

واعتقد ان معظم الأوروبيين، شأنهم شأننا، يرغبون في الافضل لمنطقة شينجيانغ. واتمني الا تحدث هذه المناوشات ولا هذه المأساة التي شهدناها في الشهر الجاري مرة أخرى. كما اتمني الا يتم تضليل الناس خارج الصين على هذا النحو مرة أخرى.

 

شبكة الصين / 27 يوليو 2009 /





تعليق
مجموع التعليقات : 0
مجهول الاسم :