الصفحة الأولى | اطبع | أرسل لصديق | أضف إلى المفضلة | اتصل بنا | حجم الخط أ أ أ |
مقالة خاصة: مسلم صيني على الطريق من شينجيانغ إلى مكة لتأدية فريضة الحج
أورومتشي 25 يوليو 2009 (شينخوا) القى عصام الدين تحية الاسلام "السلام عليكم" بالعربية على مراسل وكالة انباء ((شينخوا)) قبل ان يتحدث هذا المسلم الويغوري البالغ من العمر 72 عاما عن تجربته اثناء رحلته الى مكة المكرمة لتأدية فريضة الحج.
شارك عصام الدين وزوجته في وفد الحج المنظم من قبل الجمعية الاسلامية الصينية لتأدية فريضة الحج في عامى 2006 و2008 على التوالى.
وذكر انه في وفد اورومتشي كثير من المسلمين من قوميات الويغور والهوى والقازاق الى جانب اصدقاء من القوميات الاخرى, مضيفا انهم توجهوا من مدن وبلدات وقرى كاشغار وخوتان ويلي وغيرها الى اورومتشي حاضرة منطقة شينجيانغ الذاتية الحكم قبل الرحلة التي حملتهم معا إلى مكة.
وقبل تأسيس جمهورية الصين الشعبية, أتم عدد قليل من المسلمين في المنطقة فريضة الحج. اما في العام 1955 ، فقد توجه وفد صيني من المسلمين إلى مكة لاول مرة, ولم يتجاوز عدد أفراده حينذاك 30 شخصا.
وقال عصام الدين " لم يسافر والداي الى مكة المكرمة نظرا للظروف الاقتصادية الصعبة في ذلك الوقت. كان على مسلمي شينجيانغ ، إذا أرادوا تأدية فريضة الحج، ركوب الجمال والحمير لتخترق الجبال الشاهقة والصحارى الشاسعة على مدى اكثر من نصف سنة وحتى سنتين... من المستحيل تصور ذلك."
وفي مقتبل عمره، تعرض عصام الدين لضائقات مادية فضلا عن المسئولية الكبيرة الملقاة على عاتقه والمتمثلة بتربية أولاده الثلاثة ورعايتهم والانفاق عليهم ، لذا لم تتح له فرصة تأدية فريضة الحج حينها.
وكان من حسن حظه ان يسافر الى مكة مع أول دفعة على متن طائرة الخطوط الجوية المباشرة المتوجهة من اورومتشي الى المدينة المنورة في السعودية، والرحلة على هذا الخط تستغرق حوالي سبع ساعات فقط. وبهذا اصبح الطريق الى الحج بالنسبة الى مسلمي شينجيانغ اسهل.
وقبل هذا الخط ، فتحت شينجيانغ خطا للطائرات المستأجرة المباشرة من اروومتشي الى ميناء جدة السعودي في العام 1997. وكان لا بد لمسلمي شينجيانغ من ركوب الحافلة للذهاب الى المدينة المنورة على بعد حوالى 400 كم قبل الوصول الى مكة، وتستغرق الرحلة اكثر من 30 ساعة. غير ان هذا يعد أمرا هينا إذا ما قورن بفترة ما قبل فتح هذه الخطوط المباشرة الى المدينة وجدة ، اذ كان لزاما على مسلمي شينجيانغ دخول السعودية عن طريق بكين او باكستان ، وهو أمر كانوا يتجشمون فيه مشقة بالغة لانه يتطلب جهدا بدنيا وأوقاتا طويلة بسبب الاجراءات المعقدة الكثيرة. ولفت عصام الدين الى انه لم يشعر بأهمية المشاركة في نشاط الحج الموحد المنظم من قبل الجمعية الاسلامية الصينية الا بعد وصوله الى السعودية، اذ وحد وفد الحج عمله في شرح الشعائر والفرائض والنسك الدينية ودخول المساجد وترتيل القرآن الكريم والبحث عن الحجاج في حال اضاعوا الطريق أو للتجمع والعودة الى مقر الوفد في مكة. ودبر الوفد حافلة خاصة لنقلهم الى المسجد لتأدية الصلاة كل يوم اثناء موسم الحج.
ويحكي عصام " زود الوفد بالعاملين الصحيين والاطباء نظرا لأن بين افراده كثير من كبار السن الضعاف، وكان اربعة اطباء صينيين يرافقوننا اثناء موسم الحج لتقديم الاستشارات الطبية والخدمات الصحية، علاوة على وجود طباخ لنتمكن من تناول الاطعمة بنكهة ومذاق شينجيانغ."
وتابع " رأينا بعض المسلمين يعانون من صعوبات قاسية ، فمكة تكتظ بأفواج الحجيج في موسم الحج حتى ان منهم من لا يستطيع العثور على مسكن صالح ، أما نحن فلم يكن من موجب لنا لنقلق أو نهتم لامور الأكل والسكن والنقل، وكان مسئول الوفد حاضرا على الدوام لحل اي مشكلة في حال واجهنا صعوبات .... كنا نؤدي فريضة الحج بكل سهولة ويسر".
يذكر ان عدد الاشخاص المشاركين في نشاط تأدية فريضة الحج المنظم من قبل الجمعية الاسلامية الصينية تخطى 30 الفا منذ بضعة وعشرين عاما ويحافظ عددهم على قرابة 2700 شخص سنويا ليحتل المركز الاول في عموم البلاد.
وقال عصام الدين بسرور وفخر" أنعم الله علي وعلى زوجتي بلقب الحاج والحاجة، ويسر لنا أن نتم الركن الخامس من اركان الاسلام ، حج البيت العتيق ، الذي لم تستطع أجيالنا السابقة القيام به في الماضي ".
شبكة الصين / 27 يوليو 2009 /
تعليق |
مجموع التعليقات : 0 |